إحسان ناجي
في المنطقة الأكثر أهمية بالنسبة لأسواق النفط العالمية، تشكلت شركات بائتلافات نوعية تجاوزت حدود المحلية في مجال إنتاج أو تصدير وتسويق النفط ومنتجاته، فـ «أرامكو» السعودية استحالت في العام 2012 شركة عالمية لتسويق المنتجات المكررة وزيوت الأساس والبتروكيماويات، تلتها أو تزامن مع ذلك حضور «عمان للتجارة الدولية» التي بدأت العمل على هيئة مشروع مشترك بين شركة النفط العمانية وفيتول المتعددة الجنسيات (مقرها سويسرا)، ولكنها أضحت الآن مملوكة بالكامل لشركة النفط العمانية وتشمل أنشطتها تداول الخام العماني ومنتجات النفط والغاز الطبيعي المسال. وأسس منتجون آخرون للنفط شركات تجارة لم تزل تهيمن على أركان السوق العالمية.
على غرار ذلك، تأسست «ليما» من ائتلاف شركة تسويق النفط (سومو) التابعة لوزارة النفط العراقية وليتاسكو الروسية (وحدة تابعة للوك أويل الروسية التي تطور حقول نفط في جنوب العراق، وهي واحدة من أكبر شركات التجارة في العالم)، لتكوّنا شركة تجارة مشتركة مقرها دبي لتسويق الخام؛ وتنضما بذلك إلى منتجين آخرين بمنطقة الشرق الأوسط يشترون ويبيعون النفط لتعزيز مداخيلهم.
المشروع الجديد، المسمى (ليما إنرجي)، يشكل فريقاً للعمل في مركز دبي للسلع المتعددة، مُركزاً نشاطه التداولي على خامات النفط العراقية والروسية وغيرها؛ وكان تسلم أول شحنة من الخام العراقي في أيار 2017.
إن تشكيل «سومو» الجديد هو انفتاح حقيقي على أسواق الطاقة والسلع المرتبطة بها، فعندما تخرج شركة وطنية من خانة المحلية؛ بالرغم من أنها ضمن تشكيل «أوبك»، الى السوق وقلبه النابض «منطقة الخليج» فإنها أمام مهمة جديدة: معترك «أنواع النفوط» والأسعار وتضارباتها التي لم تزل تتأثر بالتقلبات السياسية وغيرها البيئية مثلاً، وبذلك تكون مثل الضارب على أوتار السوق العالمية لا السامع لنغمات «أزمة ما».