بين يوم ويوم آخر تفاجأنا مواقع التواصل الاجتماعي في صفحات « الفيس بوك « بصور امرأة تفترش الأرصفة وتلتحف السماء هي ومن معها اما أن تكون أماً هجرها أبناؤها او زوجة جار عليها الزمان بعد ان فقدت الزوج والمعيل، ليتخذن من هذه البقعة الصغيرة ملاذاً لهن بعد ان فقدن كل شيء وتخلى عنهن الاقربون الذين تجاهلوا تماما وجودهن وشطبوا أسماءهن من قوائم الاحياء لكي ترتاح ضمائرهم، ان كانت لهم ضمائر.
ليأتي دور المارة الذين تتعاطف كاميرات هواتفهم النقالة قبل قلوبهم مع هذه النسوة ليبادروا بكشف هشاشة المجتمع وضعف الروابط الاسرية وصلة الرحم بين افراده، ليصل الامر الى ان يرمي الأبناء امهاتهم على قارعة الطريق ويتخلى الأخ والزوج عن امرأة جار عليها الزمان هي واطفالها، وأصبحوا يستجدون لقمة العيش.
ومما زاد الطين بله ان دور الدولة في بغداد استنفذت طاقتها الاستيعابية
وبدأت باستقبال المتشردين والمسنين الذين يتم نشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي بالرغم من عدم وجود متسع لهم في تلك الدور الايوائية لحين قبول الحكومات المحلية في المحافظات استقبال الفائض في الدور الواقع فيها، والتي لم تصل بعد الى نصف الطاقة الاستيعابية لكون مازالت الأعراف وصلات الرحم متينة مما لا يسمح بان يتخلى الابن عن امه والاهل والاقارب عن بناتهن اللواتي غدر بهن الزمان قبل ان يغدر بهن ذويهن.
فلا نستغرب بان تتصدر بغداد قائمة الاجحاف بحق نسائها ومسنيها الذين افترشوا الأرصفة وتحولوا الى مادة دسمة لصفحات التواصل الاجتماعية تتجدد كل يوم بقصة امرأة مهجورة على الرصيف بفضل من تخلوا عنها في محنتها التي فرضة عليها اما بسبب سنها او عوزها لينكشف لنا هوان بعضنا على بعض عندما يكون العجز والفقر امام قوة المال لتنخفض كفة العجز وترتفع كفة الجحود والنكران الملازمة للقوة والمال لتكون النتيجة رمي عشرات النساء الى المجهول .
زينب الحسني
نساء على الأرصفة
التعليقات مغلقة