انفصال كردستان وردود الفعل

نعم هذا ما حصل بعد اللحظة الاولى من يوم الثلاثاء المصادف ٥/ محرم/ ١٤٣٩ هج 26/9/2017 م خاصة بعد البيان الاميركي الذي صدر بعد انتهاء الاستفتاء والذي لم يتولى ادانة هذا الاستفتاء او رفضه او عدم قبوله وانما توحيد الجهود لمقاتلة داعش وكأن هذا امر جديد اي التوحد في المعركة ضد الارهاب وبعد ان سكتت رئاسة الجمهورية عن اصدار بيان بشأن هذا الموضوع الجسيم باعتبار ان الامر لا يعنيها وان اهتماماتها في امور اخرى اهم من تقسيم العراق وانفصال كردستان اما مجلس النواب فكما عودنا ان عدد الغياب اكثر من مائة عضو لان انفصال جزء من العراق مسألة بسيطة لا تستدعي من النواب قطع سفراتهم واعمالهم والعودة الى بغداد لمناقشة موضوع الانفصال.
فالانفصال مسألة بسيطة لا تبرر قطع الاشغال الخاصة للنائب ويعود الى بغداد اما قرارهم اليوم فهي لاتستدعي المناقشة كون موضوعها من اختصاص مجلس الوزراء ورئيس الوزراء وسلطاته يمارسها واشد منها دونما حاجة لقرار البرلمان اما موقف تركيا وايران فكان اكثر خجلا اذ انها اجراءات صبيان لا توازي ماحصل من انفصال ولا توازي ايضا الخطر المتمثل باكراد تركيا واكراد ايران اذ تعد سكينا في قلب ايران وتركيا اولا كما ان الدولة الكردية الجديدة ستحد من تطلعات ايران وتركيا وكبح جماحهم طالما ان هنالك وسيلة ضغط كردية لاكراد تركيا وايران تعجز تركيا وايران عن الوقوف امامهم.
وبالتالي تحتاج تركيا وايران الدولة الجديدة لكبح جماح الكرد في ايران وتركيا وبالتالي ستكون الدولة الجديدة سيدة لدى تركيا وايران كذلك فان اميركا سيحقق لها الدولة الكردية قواعد بدلا من القواعد الموجودة في تركيا وتتخلص من الاشكالات التركية لا سيما وان القواعد الاميركية في الدولة الكردية الجديدة اقرب الى عدو اميركا التقليدي وهو ايران لابل ان الوجود الاميركي في دولة كردستان سيؤثر حتى على روسيا الامر الذي لم يفهمه اغبياء السياسة الروسية وفي جميع الاحوال يبقى التحالف الوطني الذي لم يفارق شقيقه التحالف الكردستاني حيث زار وفد كردي التحالف الشيعي قبل ساعات من اجراء الاستفتاء في بغداد وسكوت السنة السياسيين والاكتفاء بردود متواضعة على الرغم من جسامة الموضوع شريك اساس في اقامة دولة كردستان من موقفهم الساكت عن هذه القضية الخطيرة وهكذا اجتمعت المصالح واجتمع الغباء لولادة دولة كردستان
والسؤال المهم هو ان هذه الدولة الجديدة ذات العقل والفعل الاميركي هل ستقضي او توقف ما يسمى بالتمدد الشيعي في ايران والعراق وسوريا اذا علمنا العلاقات الوطيدة التي ستنشئها مع اميركا واسرائيل.
طارق حرب

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة