مؤامرة العصافير

حسين نهابة

هل سأقول مَرّ فَصل آخر؟
وهل سأنتظرُ زمان آخر؟
أطَمْئِنُ قلبي الواقف
كناطور
في حَقلِ السنبل،
بأنكِ في آخر السربِ تكونين
وأنكِ في زمانِ الخِصب
لابد أن تثوري
وأنه لو لم تك السموات والأرض،
والنار والجنان،
أنتِ وَحدكِ وبمشيئة القَلب
كنتِ وستكونين.
أنظرُ حولي
أنفرطتْ حبّات الكُروم
في صيفِ أنتظاركِ
واشتعلُ الحقل
بصغارِ الحِجلِ والحمام،
واقامت العصافيرَ عُرسها
عند باب الحديقة
وغامرُت قليلاً فاقتربت أكثر
من أرجوحتكِ،
تهز صبري،
وأحلام اللقاء.
فعلى صحوكِ، ينام كل صغاري
وأطفال الجيران،
تستريح الريح
وأغاني البرد
وامطار الشتاء
كنت سأصرخ ملء الشوق
يا امرأة الصيف،
والطيور المهاجرة،
والمطر،
تعالي
إني تعبتُ من شهقات المحطة،
لولا أنكِ في القيظ تحضرين
في رائحة الأرض،
وفي نومة النهر
وفي أغاني النخيل
لولا أنكِ ملء القلب والروح
لولا أنكِ في خرزة عيني تقيمين
سأظل أنطر صيفك،
وأرتّب كراسي الحديقة
وأهز في أرجوحتكِ
كل مواعيدكِ التي لم تحفظيها،
وإن نفضتْ شجرة التوت أوراقها،
أعرف جيداً أنكِ من تحرّضينها،
وإن باغتتني جوقة العصافير
بعاصفة احتجاج،
أعرف أيضاً انكِ من تآمرتِ معها،
وأنكِ من نظّم لهذا العصيان
وإنْ عبرتني غيمة حزينة،
وغمرتني بالدمع والبكاء
أعرف أنها منكِ أنتِ،
وأنها أنتِ
وأنكِ أنتِ من ترسلينها.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة