غرام الربيعي
منذُ اندلاع المعنى
شبّتْ حروفُ الافتراض
كي تلوذَ بانطفائي
علّها فكرةٌ في جوفِ السطور
تُحمرُّ على جمرِ الحكايا
……………
منذُ اندلاع المعنى
أهلُ الفراديس يُعلنون البراءةَ من بوحِ اللغةِ المثقوبة
والمتهمون بالحكمة ِ
والمولعون بفلسفةِ الكبرياء
أو قدامى الوجع ٍ
لا يمارسونَ الحلمَ ، كقصبٍ مهجور
يفترضون للصباح راهباً للشمس
وللّيلِ لذّة البقاء
ويقطعونَ دابرَ الفكرة ِمن هرولةِ الفصول
…………………….
منذ اندلاع المعنى
على حافةِ الحضارة
نرمي بحججِنا الواهيَة
أعذاراً مصلوبة
تخدعُ التاريخَ الأخرسَ بانعطافِ القلب
ثيابُها عشبٌ وماء
يدركُ سرّها القابعون في قلبِ الدلالات
يستعذبونها طقوساً
كعشقٍ على سطوحِ الشواطىء
أو صمتٍ بهيبة موج
كأسطورةٍ تحاصرُهم على الورقِ
……………………….
منذ اندلاع المعنى
شحّتْ البلاد من سطورِها
كضمورٍ في غفوةِ الكلام
حلّقتْ الأرواح
هرباً من سخونةِ المشهد
كي تنادي
يااااااااا رب
كلّنا مهدورون
مثل سيل الكلام المتهرىء
نشكو اليك ارتعاش الحروف
كخسارات تجتاح الأصابع عند تدوين الاعترافات
……………………..
المساءات ُمغتصبة ٌبالأعذار
والصلاة ُ تـُذبحُ خمس مرات
مَن يرثي ضياع الخارطة
كلّما ارتدتْ ثياباً مخصّرة على جيدِها المفتعل
وتصنعُ من خساراتِها
حضارة ترتجفُ كمدن ٍمن هباء
يتنازع ُعليها السارقُ والمارق ُوالحارق ُ
كاللاعق ِجدرانَ الخطيئةِ بلسان ٍمنسوخ
……………………
عند اندلاع المعنى
النازفون خرابا ً
يلعنون الأسماءَ والأشكال َوالألوان
لا ينتظرون العذراوات
وهنَّ ينتظرن على محمل ِجد ،عشاقا ًمحمولين َعلى الأكتاف
كوطن ٍيقف ُفي طابورٍ مستدير ، حد امتلاء الوقت
ويكرّرن : لا تعدني بشيء عند رحيلك المرقط
فالوطن يغص ّبحفاري القبور
……………………..
عند اندلاع المعنى
توسّلها أبي
أن لا تنجب َ أولاداً
فالحرب ُلا تشيخ
وشوارعُنا تجيد ُمراسيمَ التشييع
………………
الحماقات ُبنصلِ النعومة
تقتل ُالمعاني بالمرادفات
تزحف ُنحونا
فنغدو كنحتٍ مذبوح
والتكرارُ هزيل ُالدهشة
فلا وقت لخصومة ٍالكلمات
أو للنحيب
أو لمراثي ذبول الياسمين
……………………
الكلمات تُذبح على المنارات
كصدقٍ مصلوب ٍعلى الألسن
كصبرٍ لا يلوّح للنهايات
كفصولٍ باهتةٍ ملبّدة بالتكرار
كوجعِ الماء ِحين يركد
…………………….
منذ اعتناق المعنى
كليلٍ غجري
أحيل ُحزن َ المرايا
الى رقص ٍيكيد ُبكل ّذلك
وأستعيد ُالأحلام َعن وطن ٍكاشفـَتْه ُالأغاني
ومسراتُ الشجر
في مساء ٍصوفي