البيت الأبيض يدعو الى إلغائه والدخول في حوارٍ مع بغداد
السليمانية ـ عباس كاريزي:
قطعت الولايات المتحدة الاميركية الشك باليقين وصعدت من لهجتها الرافضة لاجراء الاستفتاء، معلنة رسميا رفضها اجراء الاستفتاء الذي يصر رئيس الاقليم مسعود بارزاني على اجرائه في 25 من الشهر الجاري، وطالبت حكومة إقليم كردستان الى الدخول في حوار جاد ومستمر مع بغداد، في غضون ذلك وصفت حركة التغيير والجماعة الاسلامية جلسة البرلمان التي عقدت مساء اول امس الجمعة لاصدار قانون يشرع اجراء الاستفتاء في اقليم كردستان، بانه انقلاب جديد يقوم به الحزب الديمقراطي على الشرعية وسيادة القانون.
الولايات المتحدة الأميركية أعلنت الجمعة، أنها ترفض إجراء استفتاء استقلال إقليم كردستان وطالبت حكومة الإقليم الى الدخول في حوار جاد ومستمر مع بغداد.
وقال البيت الأبيض، في بيان إن «الولايات المتحدة لا تؤيد حكومة إقليم كردستان بإجراء الاستفتاء المقرر إجراؤه في وقت لاحق من هذا الشهر».
وأضاف البيان أن «الولايات المتحدة أكدت مراراً لزعماء حكومة إقليم كردستان أن الاستفتاء يشتت الانتباه عن الجهود الرامية إلى هزيمة داعش وتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة».
وبحسب البيت الأبيض، فإن «إجراء الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها يمثل استفزازاً وزعزعة للاستقرار»، ودعا البيت الأبيض «حكومة إقليم كردستان إلى إلغاء الاستفتاء والدخول في حوار جاد ومستمر مع بغداد». وكان برلمان كردستان الذي عطل بقرار من المكتب السياسي للحزب الديمقراطي منذ عامين، على خلفية محاولة كتل التغيير والجماعة الاسلامية تعديل قانون رئاسة الاقليم بما يمنع تجديد الولاية لرئيس الاقليم الحالي مسعود بارزاني، قد عقد اول امس الجمعة جلسة استثنائية قاطعتها حركة التغيير ولها 24 مقعدا والجماعة الاسلامية 6 مقاعد والحركة الاسلامية ولها مقعد واحد عادين اعادة تفعيل برلمان كردستان لم يتم وفقا للسياقات القانونية وان الجلسة تخالف في كثير من الفقرات البرنامج الداخلي لبرلمان كردستان.
ترأس جلسة البرلمان التي جاءت عقب الاتفاق الذي جرى بين كل من الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني والاتحاد الإسلامي نائب رئيس برلمان كردستان، جعفر إبراهيم، والتي خصصت لمناقشة مسألة استفتاء استقلال اقليم كردستان.
وافتتح جعفر إبراهيم جلسة البرلمان بقراءة برنامج الجلسة، وهو استفتاء استقلال إقليم كردستان.
وبسبب غياب سكرتير البرلمان، فخر الدين قادر، عن جلسة اليوم، تم اختيار رئيسة كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني بيكرد طالباني، بالإجماع، كسكرتيرة مؤقتة للبرلمان. وحضر جلسة البرلمان 68 نائباً التي شهدت التصويت على المصادقة باجراء الاستفتاء في 25 من شهر أيلول الجاري.
كما أوصى مفوضية الانتخابات بإجراء الاستفتاء في الإقليم والمناطق المتنازع عليها في الوقت المحدد. بدوره اصدر رئيس برلمان كردستان الدكتور يوسف محمد وسكرتير البرلمان فخر الدين قادر بياناً مشتركاً عدّا فيه جلسة البرلمان الاستثنائية غير قانونية شهدت العديد من المخالفات والتجاوزات على النظام الداخلي للبرلمان. وعدّ الجلسة البرلمان عودة مخيفة الى عهد العمل غير القانوني في العمل البرلماني وان طرح قضية حساسة تهم الشعب كردستان على هذه العجالة يقلل من شأن البرلمان الذي يعد مرجعا شرعيا وقانونيا لشعب كردستان.
بارزاني الذي اثار اصراره على اجراء الاستفتاء برغم المعارضة الدولية والمحلية موجة استياء واسعة لدى الاطراف السياسية الكردية، التي لم تخف خشيتها من عواقب تلك المواقف على شعب كردستان ، اكد مجددا انه لن يعير اهتمام للموقف الدولي وانه سيجري الاستفتاء في موعده وليحل ما يحصل.
وقال في كلمة القاها خلال تجمع جماهيري انه اجتمع مع الممثل الخاص للرئيس الأميركي والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق وسفيرَيّ الولايات المتحدة وبريطانيا في العراق، أكدوا بأنهم مع حقوق شعب كردستان لكن تحفظاتهم تخص توقيت إجراء العملية خشية منهم أن تتسبب في ضياع التركيز على الحرب ضد الإرهاب، وستكون أيضا سببا في حدوث مشكلات أخرى، فسألتهم: وهل توجد مشكلات أكثر مما نعيشها الآن؟، فإن لم تقدِّموا لنا بديلاً أفضل من الإستفتاء ويرضي شعب كردستان، لن نوافق على أي مقترح، إن لم يكن هناك بديل أفضل سنجري الإستفتاء وليحصل ما يحصل.
وبيَّن بارزاني وفقا لبيان لرئاسة الاقليم تسلمت الصباح الجديد نسخة منه أنَّ المفاوضات والمباحثات ستستمر في الأيام المقبلة وإنَّ مجلس الأمن الدولي أيضا دخل على خط المباحثات بشأن الإستفتاء، وإن الرد الموحد على هذا الموضوع هو إيجاد بديل يضمن حقوق ومصالح شعب كردستان وتقبله القيادة السياسية الكردستانية، وأما إذا كان هدفهم هو تأجيل الإستفتاء، فإنّ هذا المقترح غير مقبول لدينا بتاتا. وكانت الإدارة الأميركية نقلت لبارزاني 3 خيارات متفق عليها داخليا وخارجيا وهي:
الاولى: ان يلغي الاستفتاء ويحصل على دعم العراق وأميركا ودول الجوار.
الثاني: ان يجري الاستفتاء في محافظات الاقليم فقط ولايترتب عليه أي اثر سوى كونه استطلاع لرأي الشارع الكردي.
الثالث: ان يمضي لاجراء الاستفتاء في الاقليم وكركوك والمتنازع عليها ما سيجعل الاقليم وحيدا في مواجهة بغداد وطهران وانقره،فضلاً عن خسارة الدعم الدولي للاقليم.
الصباح الجديد علمت من مصادر مطلعة ان الولايات المتحدة ابلغت بارزاني برغبتها في تأجيل الاستفتاء وانتهت الى مقترحين:
الأول : ان يتم اقامة الاستفتاء في المحافظات الكردية الثلاثة فقط تحت لافتة ان الاستفتاء في كركوك والمتنازع عليها سيولد حرباً اهلية طاحنة بين الكرد وبقية مكونات الشعب العراقي.
الثاني: ان يتم تفعيل برلمان اقليم كردستان، ويتم فيه تمديد عمل البرلمان لمدة عامين، وتمديد رئاسة بارزاني لمدة عامين ايضا، وتأجيل الاستفتاء الى عامين ايضا.