الصباح الجديد ـ وكالات:
اشتهر الفنان بيرنارد دونستان بلوحاته المضيئة التي تجسد العراة والموسيقيين ومدينة البندقية، وتوفي الشهر الماضي عن عمر يناهز 97 عاما، وكان معجبا بالقول المأثور للفنان بيير بونارد “يجب أن يبدأ الأمر برؤية، مع لحظة من الإثارة. بعد ذلك، يمكنك دراسة النموذج”.
وأشارت صحيفة الغارديان البريطانية، إلى أن لوحاته المضيئة الخاصة، وكذلك مذكرات “حميمية بونارد وإدوارد فيلارد” ، تولد انطباعا من العفوية مع أسلوب صارم قائم على أساس الملاحظة المباشرة والرسومات الدقيقة، وكان من بين أفضل أعماله صور الأوركسترا، المستمدة من جلسات واسعة خلال البروفات.
ودانستان مدرس متخصص ومؤلف كتيبات منهجية للرسم، وتتنوع منشوراته في ستوديو فيستا، لتشمل كتاب “تأليف لوحاتك” (1971) وكتب عن التصوير الفوتوغرافي والحياة الساكنة (1966 و 1969 على التوالي).
وتقدم هذه الكتب تحليلا مفصلا للجوانب الرسمية للفن، جنبا إلى جنب مع النصائح العملية التي تتراوح من تنظيف الفرش إلى أهمية المراسلات المالية مع الرعاة، كما أنتج في عام 1976 كتابا عن أساليب رسم الانطباعيين، وهي مجموعة من الفنانين على شاكلته، كانوا أقل عفوية في الممارسة منها في المظهر.
ورأى دونستان نفسه بوضوح كجزء من التيار الرئيسي للفن الغربي، ونشرت طبعته التي جاءت بعنوان Ruskin’s Elements of Drawing في عام 1991، وتتضمن أعمال فنية بألوان فاتحة ، والتي تعرض مذاهب روسكين على نحو فعال، ولا يعد الكتاب نسخة واضحة من نـص روسكين فحسب بل يظهر أيضا مدى أهمية المراقبة الوثيقة من دونستان لأعماله.
وكان دانستان ليس في المقام الأول رسام المناظر الطبيعية، على عكس زوجته، لكنه أصبح متخصص في تجسيد المناظر الطبيعية والناس في مدينة البندقية، ومثل هذه الصور تجسد حياة رجلاً لم يسع إلى إعادة تعريف الفن، ولكن أنتج استجابة مميزة لتقاليد الرسم الغربي، متأصلة في خبراته وتصوراته الخاصة.
وولد برنارد في تدنغتون، جنوب غرب لندن، وكان ابن ألبرت دونستان، مهندس البتروكيماويات الناجح لدى شركة بي بي، وزوجته لويزا (ني كليفرلي)، والتحق برنارد بمدرسة كوليت كورت، حيث كان تعليم الفن يتألف من الكتابة على لوحة نحاسية، كما التحق بمدرسة سانت بول للبنين في غرب لندن، قبل أن يرفض سلاح الجو الملكي البريطاني طلب انضمامه للجيش في بداية الحرب العالمية الثانية بسبب ضعف نظره، وأنجب من زوجته “ديانا”، ابنين، “أندرو” و”ديفيد”، ولديه حفيدين، “مارك” و “واد؛” وابن آخر يدعى “روبرت” والذي توفي في عام 2007.