بالتعاون مع سكرتارية الاتفاقية الدولية
متابعة الصباح الجديد:
تحت شعار «تحييد أثر تدهور الأراضي ضمانة أكيدة لتحقيق الأمن الغذائي « عقدت دائرة الغابات والتصحر التابعة لوزارة الزراعة بالتعاون مع سكرتارية الاتفاقية الدولية لمكافحة التصحر (UNCCD) ووزارة البيئة ورشة العمل الدولية الثانية عن برنامج تحييد تدهور الأراضي.
والقى الوكيل الفني للوزارة الدكتور مهدي ضمد القيسي كلمة الوزير في حفل الافتتاح أكد فيها على أهمية إقامة الورشة والتي تعد خطوة مهمة نحو تحييد أثر تدهور الأراضي لاستدامة العملية الزراعية من أجل زيادة الإنتاج ، بعد ان اثرت الكثير من العوامل سلباً على تدهور الأراضي الزراعية ، وعلينا مكافحة وتقليل الفجوة لتحقيق الأمن الغذائي ليكون اسهاما وداعما للأمن الاقتصادي والبيئي والصحي ، وأن حركة وتطور القطاع الزراعي مرتبطة بالقطاعات الأخرى التي لها صلة مباشرة به .
وأضاف الوكيل الفني أن منهاج الورشة تضمن عرضاً قدمته مديرة دائرة الغابات والتصحر راوية مزعل محمود تركز على عرض الخطة العامة لمشروع تحييد تدهور الأراضي والأهداف والإجراءات المطلوب اتخاذها لتحقيقها .
كما تناولت الورشة عرضاً قدمه الدكتور أحمد صباح المشهداني / كلية الزراعة جامعة بغداد حول مؤشر التغير الزمني لملوحة التربة في العراق ، فيما تناول العرض الذي قدمه أحمد طارق عن مؤشر الزمني للأغطية الأرضية وإنتاجية الأراضي في العراق .
بعد ذلك نوقشت خطة عمل المشروع من قبل الحاضرين للاسهام في أعدادها وتحقيق أهدافها لخدمة الأراضي وزيادة وتحسين الإنتاج الزراعي .
وقد بات من المعروف ان ظاهرة التصحّر يجتاح شتى مناطق العالم، فلا يمكن أن تخلو منطقة من تهديد هذا الخطر البيئيّ، حيث يشير هذا المصطلح إلى ازدياد حالة الأراضي سوءاً شيئاً فشيئاً بسبب تحولها إلى مناطق صحراويّة، ولافة التصحّر العديد من أوجه الضرر التي قد تؤثّر بها على النظام البيئيّ في منطقة معيّنة ومنها العراق ، كازدياد الأغبرة، وتضاعف أعداد الحرائق، وخلو الأرض من شتى أشكال الحياة التي كانت تدبّ عليها قبل أن يحدث لها ذلك.
وللتصحّر أسباب متعدّدة وعلى رأسها التدخل الإنسانيّ المباشر في هذا الأمر من خلال طغيان الإنسان على المساحات الخضر واجتثاثها ، ويمكن أن يحدث ذلك عن طريق التوسّع العمرانيّ ، والرعي الجائر في المساحات الخضر والريّ بأساليب خاطئة، حيث يعمل اجتثاث النباتات أو فقدانها على حدوث خلل في تماسك التربة، إلى جانب حدوث مثل هذه الحالة.
ان طرق مكافحة التصحّر يصعب إعادة إحياء المناطق التي استحالت إلى صحراء قاحلة، أو حتّى إحياء الأراضي التي بدأ التصحّر بالهجوم عليها، لهذا فإنّ مكافحة التصحّر هو في حقيقة الأمر محاولة لمقاومة ازدياد هذه الحالة، ويمكن مكافحة التصحّر من خلال مقاومة الرعي الجائر بجميع الوسائل الممكنة والمتاحة وقد يحتاج الأمر إلى تدخل حكومي للحدّ من هذه الظاهرة الخطيرة، حيث يمكن تنظيم عمليّة الرعي، وتوفير مراعٍ متخصّصة، أو تنمية المراعي القائمة حاليّاً، إلى جانب السيطرة على الحيوانات في المراعي، والتحكّم بها بنحو أكثر فعاليّة .
كما ان الوزارات المعنية مسؤولة عن التصدي للرمال التي تنتقل من مكان إلى مكان آخر، ويكون ذلك من خلال الإكثار من الأغطية النباتيّة الخضر التي تقف في وجه مثل هذه الظواهر، إلى جانب بناء الحواجز بنحو يدويّ، ويمكن الاستعانة من أجل هذه الغاية بالجذوع الشجريّة المتنوعة من خلال رصّها بجانب بعضها البعض .
كما يمكن إقامة هذه الجدران عن طريق بنائها بنحو طبيعيّ اضافة الى زيادة الاهتمام بالموارد المائيّة، وتفقّد الأجهزة التي تضخ المياه من المصادر باستمرار، ومحاولة حلّ مشكلات المياه في بعض المناطق وزيادة الوعي والاهتمام بين الناس، وتدريب بعض الأشخاص وتوزيعهم في جميع مناطق العالم خاصّة تلك التي يحيط بها هذا الخطر من أجل معرفة طريقة التصرف، ومكافحة التصحّر بالنحو الأمثل. يمكن الاستعانة بالأجهزة والتقنيات الحديثة وعلى رأسها الأقمار الصناعيّة من أجل تحديد الأماكن التي من المحتمل أن تتعرّض لهذا الخطر من أجل السيطرة عليها وتدعيمها.
هذا وقد حضر أعمال الورشة ممثل سكرتارية المنظمة الدولية لمكافحة التصحر وعدد من المدراء العامين في الوزارة وجمع غفير من الخبراء والمتخصصين في المجالين الزراعي والبيئي.