تأسيس أول مطار مدني في بغداد

طارق حرب
لقد شاهد أهل بغداد الطائرة لأول مرة سنة ١٩١٥، في اثناء الحرب العالمية الاولى حيث ظهرت في سماء بغداد اول طائرة حربية إنجليزية، ما اصاب البغداديين بالخوف والهلع وفي أيلول ١٩٢٧، التحقت اول بعثة عراقية بكلية كرانول في إنجلترا للتدريب على الطائرات وعادت البعثة في٢٢ نيسان ١٩٣١، حيث بدأ تشكيل القوة الجوية العراقية وكان اول سرب يتكون من طائرات جبسي ماوث وأليس ماوث ثم استبدلت بطائرات نسر وفيوري.
وكان البغدادي اليهودي سليم ساسون أول طيار مدني قاد طائرة مدنية من لندن الى بغداد سنة ١٩٣٠.
وكان المطار المدني في بغداد من أعظم الانشاءات العمرانية في بغداد في ذلك الزمان اذ يعد هذا الميناء الجوي الواقع غربي بغداد في منطقة شمال معسكر الوشاش اي شمال متنزه الزوراء في كرخ بغداد قريبًا من منطقة علاوي الحلة، وكان اسمه مطار الوشاش ومطار المثنى بعد ذلك وقد أصبح يستعمل للخطوط الداخلية بعد اكمال انشاء المطار الجديد في سبعينيات القرن العشرين ثم توقف الطيران فيه منذ التغيير الذي حصل سنة ٢٠٠٣.
كان عند بناء هذا المطار نهايات عشرينيات وبداية الثلاثينيات ثالث ميناء جوي في العالم، كما يذكر ذلك الدليل الرسمي لسنة ١٩٣٦.
وقد تولى الملك فيصل الاول افتتاحه سنة ١٩٣٣، وقد أعجب بالمطار اكابر رجال العالم وكانت ادارة المطار ملحقة بوزارة الاقتصاد والمواصلات ولكن تم الحاقها بوزارة الدفاع.
كان مدير المطار بعد افتتاحه فؤاد عبد الجبار الخياط وضابط حركات المطار المستر بيرجون لورانس، ومساعد ضابط الحركات بدر خالد بدر، وكان في المطار ثلاث شركات طيران ثابتة هي شركة الطيران الامبراطورية الإنجليزية حيث تسير طيارتاها بين لندن واستراليا لأغراض البريد ونقل الامتعة والركاب وتبدل طياراتها في باريس وبرنديزي والاسكندرية وكراچي وسنغافورة وشركة الطيران الهولندية وتسير رحلاتها بين امستردام وجاوة في إندونيسيا وشركة الطيران الفرنسية وتسير طائراتها بين باريس والمستعمرات الفرنسية.
وهناك شركات عديدة تؤمن طيارتها المطار المدني بأوقات غير معينة اهمها طائرات شركة النفط الفارسية وشركة النفط العراقية وشركة نيرن ويتقاضى المطار اجورا مختلفة وحسب حاجة الطائرة اليها ووقت وصولها واجور عن نزول الطائرة في المطار بنسبة مساحة الطيارة ومدة بقائها في الحظيرة او في وكر الطيران واجور عن وصول الطيارة ليلاً حيث تضاف اجرة الانوار الكهربائية التي تضيء مدرج النزول ، وتعين حدود المطار والمطار يحتوي على طابقين بردهات وغرف مشغولة بعضها بالأجهزة الخاصة بالمطار والدوائر كالبريد والگمرگ والشرطة والصحة والمكتبة والرصد الجوي ودائرة اللاسلكي وفي المطار فندق فخم وهنالك المصابيح الكهربائية الخاصة بالطيارين والمصابيح القوية التي ينبعث منها نور قوي تسهيلا لنزول الطائرات ليلاً.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة