كشف عن زيارة لوفد من التحالف الوطني إلى الإقليم الأسبوع المقبل
السليمانية ـ عباس كاريزي:
في الوقت الذي شددت الولايات المتحدة الاميركية من ضغوطاتها السياسية على رئيس الاقليم مسعود بارزاني لثنيه عن التخلي عن إجراء الاستفتاء مقابل حصوله على ضمانات وامتيازات من بغداد، اكد عضو في المجلس الاعلى للاستفتاء، استعداد الاقليم لتأجيل الاستفتاء اذا ما قدمت بغداد ضمانات وبديل انسب لشعب كردستان..
صحيفة نيويورك تايمز ذكرت في عددها الصادر امس الاربعاء ان وزير الدفاع الاميركي الذي زار الاقليم اول امس الثلاثاء، ابلغ بارزاني صراحة بموقف بلاده الرافض لاجراء الاستفتاء على استقلال الاقليم، في الوقت الراهن، وتمسكها بوحدة الاراضي العراقية.
واضافت الصحيفة ان مبعوث الرئيس الاميركي للحرب على الارهاب بريت ماكورك الذي كان برفقة وزير الدفاع الاميركي، قال ان المطالبة بتأجيل هو رغبة وموقف الدول المشاركة في التحالف الدولي كافة وهي ليست رغبة وتصور لدى الولايات المتحدة فقط، لانها تعتقد بان اجراء الاستفتاء سيشتت الجهود المبذولة للقضاء على داعش.
من جهته اكد عضو في المجلس الاعلى للاستفتاء، ان الاقليم مستعد لتأجيل الاستفتاء، في حال حصوله على ضمانات دولية من بغداد واستعدادها لتقديم بديل افضل لشعب كردستان.
وتابع عضو الوفد الكردي الذي زار بغداد مؤخرا الدكتور محمد احمد في تصريح للصباح الجديد، ان باب الحوار والتفاهم لم يغلق مع بغداد، وان الاقليم متمسك بحل جميع الخلافات مع بغداد عبر الحوار والتفاهم، وهو مستعد لتأجيل الاستفتاء سنة او سنتين، اذا ما قدمت بغداد ضمانات وبديلاَ انسب وافضل لشعب كردستان.
احمد كشف عن قدوم وفد سياسي رفيع المستوى من التحالف الوطني الى اربيل نهاية الاسبوع الجاري او بداية الاسبوع المقبل، لاستكمال الحوارات التي اجراها الجانبان في بغداد، وتابع اذا لم يكون باستطاعتهم المجيء الى الاقليم «فنحن مستعدون للذهاب الى بغداد».
وقال ان الكرد تلمسوا موقف الولايات المتحدة المعارض لاجراء الاستفتاء، وان السفير الاميركي لدى العراق دوكلاس سوليمان ابلغهم ذلك صراحة، لدى لقائهم به في بغداد مؤخرا، الذي اعلن كذلك رفض الولايات المتحدة تقسيم العراق وتأييدها اجراء حوار بين الاقليم وبغداد لمعالجة المشكلات العالقة.
وقال احمد ان الوفد الكردي الذي زار بغداد مؤخرا لم يطالب الحكومة والقوى السياسية العراقية بمنح الاقليم مناصب وامتيازات، للتخلي عن رغبته في اجراء الاستفتاء، الذي قال ان قرار اجرائه جاء عقب وصول العلاقة بين بغداد واربيل الى طريق مسدود بعد فقدان الشراكة الحقيقة.
واضاف ان الوفد اتفق على استمرارية الحوار وسعة الصدر واعتماد الحوار كطريق وحيد لمعالجة الخلافات بعيدا عن التشنج، مضيفاً ان من يطالب الاقليم بتأجيل الاستفتاء «ليقول لنا متى هو الوقت المناسب».
وتابع ان الوفد التفاوضي سيضع الافكار والمقترحات التي قدمتها بغداد للكرد امام القيادة السياسية الكردية لتتخذ بدورها الموقف المناسب، وترد عليها في اقرب فرصة، معرباً عن امله في الوصول الى نقاط مشتركة وابقاء قنوات الحوار مفتوحة بين الطرفين.
وكان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس قد أبدى قلق بلاده من إجراء الإستفتاء، داعيا القيادة السياسية الكردية الى التراجع عن قرارها وتأجيل الاستفتاء، مشيرا الى ان بلاده لم تكن تتوقع ان يثير الاقليم هذه القضية في الوقت الراهن، الذي قال «أنها من الممكن أن تشكل عقبة أمام الحرب ضد إرهابيي داعش»، ومن الممكن أن تخلق الكثير من المشكلات للطرفين في الحرب ضد الإرهاب.
واضاف خلال لقائه اول امس الثلاثاء في اربيل بمسعود بارزاني وفقا لبيان لرئاسة الاقليم ان بلاده ترحب بالمفاوضات بين أربيل وبغداد وتساند الحوار المستمر بين الجانبين.
بدوره وزير الخارجية التركية مولود جاووش الذي وصل بغداد في زيارة رسمية امس الأربعاء ان بلاده ابلغت اقليم كردستان بأن خطوة الاستفتاء خاطئة، وكذلك رفع علم كردستان في كركوك وهما تنتهكان الدستور العراقي.
وقال اوغلو في مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية العراقية ابراهيم الجعفري، ان تركيا مستعدة للعب دور الوسيط لحل المشكلات بين بغداد واربيل.
من جهته أعلن عضو منظومة المجتمع الكردستاني وهو بمنزلة المجلس القيادة في حزب العمال الكردستاني دوران كالكان أن الاستفتاء هو مجرد دعاية مضادة لحزبه تجرى في إطار ضيق من دون أخذ رأي المجتمع الكردي ومن دون وجود نظام لتنفيذ هذا القرار.
وقال كالكان في تصريح صحفي، إن استفتاء إقليم كردستان بدأ كدعاية، ووقعت بعض الجهات تحت تأثيرها، وأرادوا استعماله كدعاية ضدنا، لكن السؤال هو من سيقرر بشأن هذا الاستفتاء؟ لا يوجد نظام لإدارة الاستفتاء، لأنه لا وجود للديمقراطية»، وتابع «الآن يقوم أشخاص في قليم كردستان تحت مسمى الاستفتاء بمصادرة إرادة المواطنين.