واشنطن تسعى لتطوير اتفاق «نافتا»
متابعة الصباح الجديد:
بدأ مسؤولون كوريون جنوبيون وأميركيون محادثات أمس الثلاثاء، في شأن إدخال تعديلات محتملة على اتفاق للتجارة الحرة مبرم بين البلدين منذ خمس سنوات، في الوقت الذي تسعى فيه الإدارة الأميركية لتنفيذ تعهد الرئيس دونالد ترامب بخفض العجز مع شركاء بلاده التجاريين.
ووصف ترامب خلال مقابلة مع «رويترز» في نيسان هذا الاتفاق بأنه «مروع»، مشيراً إلى أنه سيعيد التفاوض عليه أو يلغيه.
وقدمت واشنطن الشهر الماضي طلباً لعقد جلسة خاصة للجنة المشتركة للتفاوض على إدخال تعديلات على الاتفاق.
وافتتح وزير التجارة الكوري الجنوبي كيم هيون-تشونج والممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر الاجتماع من خلال مؤتمر عبر الفيديو.
وكان لايتهايزر قال في تموز إن العجز التجاري الأميركي في السلع مع كوريا الجنوبية تضاعف من 13.2 مليار دولار في 2011 إلى 27.6 مليار دولار العام الماضي.
وتؤكد سيول أن الاتفاق يحقق فائدة متبادلة. وقالت الشهر الماضي إن اجتماع اللجنة المشتركة لا يعني بالضرورة أن كوريا الجنوبية ستعيد التفاوض على بنود الاتفاق.
على صعيد ذي صلة، التزمت الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، في ختام الجولة الأولى من محادثات تطوير اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا)، إجراء مفاوضات «بوتيرة سريعة» للتوصل إلى «نتيجة طموحة».
وأعلنت الدول التي تربطها هذه المعاهدة منذ العام 1994 في بيان مشترك، أن «نطاق الاقتراحات وحجمها خلال الجولة الأولى من المحادثات، تعكس مدى التزام الدول الثلاث التوصل إلى نتيجة طموحة». واعتبر أنها «تدل مجدداً على أهمية تحديث القواعد التي تحكم أكبر اتفاق تجارة حرة في العالم».
وأشار المفاوضون ممثلو الدول الثلاث الذين اجتمعوا في واشنطن منذ الأربعاء، الى أنهم أعادوا النظر في «عشرات المواضيع المختلفة»، من دون تسجيل أي تقدم، ما يدلّ على صعوبة المهمة.
وكان كبير المفاوضين المكسيكيين إلديفونسو غواغاردو، رأى أن الصعوبة الأولى «تكمن في إيجاد أرضية مشتركة وهذه عملية صعبة».
ولفت كبير المفاوضين الأميركيين روبرت لايتيزر أيضاً، إلى «المواضيع الكثيرة التي نوقشت (الموازين التجارية، الأحكام المتعلقة بالتوظيف، الخلافات التجارية…)»، معتبرا أن المهمة ستكون «صعبة».
وأصبح تطوير اتفاق «نافتا» أمراً حتمياً، بعدما فرضه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي جعل السياسة الاقتصادية من أولوياته. ولم يتوقف ترامب عن التنديد باتفاق «نافتا» الذي يعتبره «كارثة»، محملاً إياه مسؤولية اختفاء وظائف كثيرة في الولايات المتحدة.
وتنوي واشنطن التصدي خصوصاً لمشكلة الاختلال بالميزان التجاري بينها وبين المكسيك الذي انتقل منذ توقيع المعاهدة، من فائض قيمته 1.6 مليار دولار إلى عجز يبلغ 64 مليار دولار.
وعبّر الأطراف الثلاثة، عن رغبتهم في جعل وتيرة العمل أسرع، برغم ضغط المفاوضات. وقالوا إن «المفاوضين عن الدول الثلاث سيستكملون مشاوراتهم في بلدانهم، وسيعملون على تحقيق تقدم في صياغة نص المفاوضات خلال الفترة الأخيرة من هذا الشهر». وسيجتمعون مجدداً في المكسيك في جولة ثانية من المفاوضات من الأول من أيلول المقبل حتى الخامس منه.
وتستكمل المفاوضات بهذه الوتيرة السريعة في اجتماع ثالث يُعقد في كندا نهاية الشهر المقبل، ورابع في الولايات المتحدة في تشرين الأول المقبل.
وتشهد المكسيك العام المقبل إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، فيما تجري الولايات المتحدة انتخاباتها التشريعية. وتُعتبر نتائج هذه الاستحقاقات حاسمة، إذ يُفترض أن يصادق المجلسان المنتخبان على الاتفاق.
وتنتهي صلاحية الإجراء التشريعي، الذي يُقال انه معجّل أو «فاست تراك» والذي يعطي الإدارة الأميركية صلاحيات واسعة في مجال المفاوضات التجارية، منتصف عام 2018، ولا تمكن معرفة ما إذا كان النواب المنتخبون سيمددونه بسهولة.
أما بالنسبة إلى جدول أوتاوا الزمني فهو أخفّ ضغطاً. الا أن التحدي في هذه الحالة يتمحور حول حجم كندا، التي تمثل في الوقت ذاته أكبر مستهلك ومصدر للطاقة إلى الولايات المتحدة.
ووصفت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند المفاوضات، بأنها «تاريخية». وشددت على أهمية هذا النص الذي اعتبرته «الاتفاق التجاري الأكبر في العالم».
وأشارت الى أن كندا والولايات المتحدة والمكسيك «تمثل مجتمعة ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي مع نسبة 7 في المئة من سكان العالم».
وتعهدت المكسيك «التوصل إلى اتفاق يجعل الدول الثلاث رابحة».