قراءة في كتاب الفن يستلهم الحرف الواحد

بغداد – وداد إبراهيم:
ضمن مشروعي بالكتابة عن الفنان التشكيلي الراحل جميل حمودي استهوتني بعض الكتب النادرة التي تضمنتها مكتبته واحببت ان اضعها اما القارئ للاطلاع على روافد الثقافة العراقية في السنوات السابقة.
كتاب الفن يستلهم الحرف الواحد، صدر عن مطبعة الشعب في بغداد عام 1973 فيما طبعت الصور في مطبعة الإخلاص، وطبع الغلاف في مؤسسة رمزي للطباعة، صمم غلاف الكتاب بشكل انيق وباللونين الابيض والاسود.
تضمن الكتاب الذي جاء ب31 صفحة عدة مواضيع مهمة وشيقة عن الفن التشكيلي، الصفحة الاولى جاءت بصورة تمثل اقدم الالواح المكتوبة بالألف الرابع قبل الميلاد، ووجد في الوركاء، والصفحات التالية تمثل صفحات من القرآن مكتوبة بالخط الكوفي، ولوحة للفنانة مديحة عمر تحمل عنوان نينوى في الليل، ولوحة بعنوان حروف وبوستر للفنان شاكر حسن ال سعيد، ولوحات فنية لفنانين من اميركا، وألمانيا، ويوغسلافيا، تمثل تخطيطات حروفية، واروع ما تضمنه الكتاب لوحة تمثل آية الكرسي مكتوبة بالخط الكوفي، وجدت منقوشة على حجر في بيت المقدس، ولوحات مكتوبة بالخط الصيني الذي له مكانة اساسية في فن الحروف الصينية، ولوحة تمثل طلاسم سحرية على شكل حروف، وهي رموز لقيم دينية وسحرية تعود للثقافة اللابونية.
لفت نظري ان هذا الكتاب يمثل الجزء الاول والثاني من هذا المطبوع، اذ جاء في الجزء الثاني عبارة (المطبوع الثاني بمناسبة المعرض الثاني للبعد الواحد في المتحف الوطني للفن الحديث) _ بغداد اذار 1973
الصفحة 5 من الجزء الثاني تضمنت موضوع الجوانب الفلسفية، والتقنية، والتعبيرية للبعد الواحد بقلم الفنان التشكيلي الراحل شاكر حسن ال سعيد، جاء فيه:من الناحية الفلسفية يمكننا ان نعد الفكر المولع باقتباس الحرف في الفن، فكرا متجاوزا، لأنه يحاول التشعب في التجربة المقارنة ما بين عالمين، هما عالم الحرف اللغوي، وعالم البعد التشكيلي، فالبعد الواحد من هذه الناحية هو رؤية إنسانية، لأنها تتجاوز عالمها الذاتي نحو افقها الكوني، والفنان المولع باقتباس الحرف لن يكتفي بالفن التشكيلي لذاته، لأنه سيضيف اليه العلامات الحروفية، ومعنى هذا ان اللوحة الفنية ستصبح اكثر من محاولة تشكيلية، لأنه اذا كانت اللوحة التشكيلة الفنية في صلب تكوينات مكانية، فأن اقحام العنصر اللغوي يخرج من صميم هذه الممارسة، الى افقها الزماني، لذلك فأن نظرية البعد الواحد بهذا المعنى، تفترض ان المعنى الحقيقي للكون يتحقق بالعودة من الشكل، الى ازله الخطي، ومن الحجم، الى ازله الشكلي.
شارك في الكتاب وفي الصفحة 25 من الكتاب الفنان والطبيب قتيبة الشيخ نوري، بحضارية البعد الواحد، كتب يقول: ان الاتصال النفسي بالحرف، ذو جذور روحية بالتاريخ، وما البعد الواحد الا صياغة فنية جديدة، ورؤية انسانية نحو الحرف كشكل فني، وكرمز حضاري ذا علاقة اندماجية بشخصية الانسان الشرقي المعاصر، الذي يعمل بصريا، وفكريا، وروحيا للحرف العربي، انه خروج من التحديد الهندسي الى استلهام تشكيلي، كأي عمل فني يتجاوز الموجود.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة