لايبني الاميون والجهلة اوطانهم بل يبنيها المتعلمون ومن العقول المتنورة وهذه بديهة من بديهيات البناء والعمران ومن ذلك يمكننا الاستعانة من قول ينسب الى الامام علي عليه السلام قوله لو كان الفقر رجلا لقتلته ومن ذلك ايضا ما ينسب الى ابي ذر الغفاري قوله اني لأعجب كيف يرى المرء الجوع في بيته ولا يخرج الى العالم شاهرا سيفه وقد استقبل الاشتراكيون العرب هذه المقولة وجعلوها عاملا من عوامل الاشتراكية وقد جعلها الشاعر السوري علي احمد سعيد المعروف بأسم أدونيس مستهلا لأحدى قصائده.
طيب .. هذا درس بليغ من الماضي ولا يبعد عن موضوعنا بل هو في جوهره؛ ان الجوع كما تعلمون قد يقود المرء الى القيام بأعمال تحط من قيمته واذا عدنا الى العصر الحديث الى تسعينيات القرن الماضي عندما فرض المجتمع الدولي الحصار على العراق لوجدنا ان فتية كانوا يبحثون في القمامة بحثا عن رغيف خبز؛وان أعدادا كبيرة منهم قد تسربوا من مدارسهم وان طلبة الثانوية والاعدادية كانوا يدفعون رشوة لمدرسيهم ليسمحوا لهم بعدم الدوام لأن كثيرا منهم صاروا يعملون عمالا للبناء .
ولا شك في أن الفقر يشكل قضية اجتماعية خطيرة فكيف يا ترى نرى أطفالا يبيعون المحارم والعلكة واقنعة لصور مخيفة في بلد يعد واحدا من أغنى بلدان العالم نظرا لأمتلاكه ثروة نفطية وغازية عظيمة بمعنى ان العراق كان سجين الاقتصاد الريعي في حين كان أقتصاديون وخبراء المال يطالبون بتنويع الاقتصاد العراقي ولا يعتمد فقط على ايرادات النفط للموازنة العامة لأن اسعار النفط تقررها الدول الصناعية الكبرى فلا بد من الاعتماد على مصادر اخرى للثروة ومنها رفع القيود والقوانين السابقة وتشريع قوانين جديدة لمساعدة القطاع الخاص ليستثمر امواله في قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة ونجد بلدان مجلس التعاون الخليجي لجأت الى استثمار اموالها في شتى المجالات فالى متى تهدر الثروة النفطية في أقامة مشاريع وهمية ويظل العراق غارقا في مشكلاته الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية .
ولا ينكر ان الحكومة العراقية تعمل جاهدة ليتحرر العراق من الاقتصاد الريعي وقد حققت انجازات كبيرة في هذا المجال , فالعراق اصبح مثقلا بالديون فكيف يا ترى يمكن التحرر من هذه الديون ليصبح العراق بلدا متطورا يعيش شعبه في بحبوحة العيش.
صادق باخان
الفقر في أغنى بلد في العالم!!
التعليقات مغلقة