الناقد محمد رشيد السعيدي رؤية نقدية جديدة للرواية والراوي

الصباح الجديد ـ خاص:

(تعدد الرواة .. دراسات سردية في الرواية) هذا الكتاب الصادر عن دار الصادق الثقافية عام 2016، يعد من الكتب الغنية بالبحث والتنظير لموضوعة الراوي، او الرواة وهي بحث في النظريات التي استعرضت رؤى متعددة للكتاب والباحثين في هذا الموضوع، هذا الكتاب للناقد محمد رشيد السعيدي، الذي قدم لنا رؤيته النقدية الخاصة، حول موضوعة تعدد الأصوات في الرواية، إذ يجد ان تعدد الأصوات يعبر عن وجهة الكاتب، بينما الراوي يسرد الحدث داخل الرواية، عبر قراءة عميقة لمجموعة من الروايات العراقية والعربية والأجنبية.
يمهد الكاتب محمد شبيب في كتابه هذا ويقول:” حدثني استاذي الروائي هشام توفيق الركابي أستاذ اللغة العربية، في المرحلة الإعدادية، عن الرواية متعددة الأصوات، ممثلا لها برواية(ميرامار)لنجيب محفوظ، و(خمسة أصوات) لغائب طعمة فرمان، و(المبعدون) للأستاذ الركابي، لم يزل هذا الجنس في الرواية العراقي، على الرغم من صدور اولاها ( خمسة أصوات) قبل نحو نصف قرن، قليلا نسبيا بالمقارنة مع عددها من الاجناس المختلفة الأخرى، لكنها مع ذلك تستحق الالتفات النقدي، لكونها ذات ميزة بنائية فريدة، ولوجود ملاحظات ــ اختلافا وتشابها ــ عليها تحتاج الى الرصد والتصنيف.
قد يكون لفت الانتباه المبكر ذاك والمعرفة المبكرة والمتواترة، بضرورة الابداع والاختلاف في طريقة الصياغة، لندرة وجود مواضيع مبتكرة، بسبب تكرار وتشابه احداث وتجارب الانسان، فضلا عن الرغبة الشخصية في تتبع الظاهر الفنية، هو ما دفعني لبحث واستقصاء هذا النمط الفني السردي ، في نماذجه الإبداعية ، وفي البحوث النقدة المكتوبة عنه .”.
وفي مقدمته للكتاب يؤكد الكاتب ان الصوت هو الراوي وليس وجهة نظر ولا اللغة ولا الشخصية، وتعدد الرواة تقنية تتعلق بطريقة بناء الرواية، هنا تختلف عن الاسلوبية وعن وجهة النظر، وتناول الكاتب محمد شبيب في دراسته هذه، عدد من الروايات العراقية ضمها القسم الأول من الكتاب، اما القسم الثاني منه فتناول الروايات العربية، ليفرد القسم الثالث للروايات العالمية عبر نماذج } ضلالات النموذج التأسيسي في رواية ( الصخب والعنف) ، وتراكم الأسماء وافقية البناء في رواية ( اسمي احمر)، وتنوع التعددات في رواية( بريد بغداد){.
الكتاب إضافة مهمة وقيمة للمكتبة العراقية والعربية، وتعد رؤية نقدية حديثة ستسهم حتما في كسر رتابة النظريات النقدية التي حصرت نفسها في قوالب محددة، ظلت تراوح في محطتها الأولى ولم تجتاز عتبة النظريات العالمية الجاهزة، هي خطوة باتجاه نظرية نقدية عراقية جديدة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة