تيلرسون في تايلاند لتحسين علاقة واشنطن بأقدم حلفائها الآسيويين
بكين – أ ب ف:
تجري القوات البحرية والجوية الصينية مناورات عسكرية بالذخيرة الحية استعرضت خلالها قدراتها في المياه المحيطة بشبه الجزيرة الكورية بحسب بيان لوزارة الدفاع، وسط توتر اقليمي ازاء سعي كوريا الشمالية لامتلاك السلاح النووي.
واعلنت وزارة الدفاع الصينية في بيان نشرته على موقعها الالكتروني انها تجري مناورات «واسعة النطاق» بحرية وجوية في البحر الاصفر وخليج بوهاي قبالة السواحل الشرقية للبلاد يتخللها اطلاق عشرات الصواريخ.
وتشارك قوات بحرية وجوية تضم عشرات السفن واكثر من عشر طائرات وغواصات، كما وعدد غير محدد من عناصر الدفاع البحري في المناورات التي اعلنت الوزارة انها تهدف الى اختبار الاسلحة وتحسين قدرات الجيش في تنفيذ هجمات ساحلية واعتراض اهداف جوية.
ولم تحدد الوزارة المدة الزمنية التي ستستغرقها المناورات الا ان حظرا للملاحة ينتهي الثلاثاء فرض في المنطقة التي اجريت فيها التدريبات العسكرية، بحسب تحذيرات اصدرها الجيش والسلطات المحلية.
ولم يتضح ما اذا كانت المناورات تهدف الى توجيه رسالة، الا ان الاعلان عنها يأتي بعد ايام من دعم الصين لمشروع قرار اميركي اقره مجلس الامن التابع للامم المتحدة السبت، يشدد العقوبات ضد كوريا الشمالية لمواصلتها تطوير «اسلحة نووية وبرامج صواريخ بالستية».
وغداة اقرار مجلس الامن العقوبات، أكدت الصين مجددا وقوفها الى جانب المجتمع الدولي بوجه التسلح النووي الكوري الشمالي والتهديدات العسكرية التي يطلقها نظام بيونغ يانغ.
وباشرت الصين منذ فترة عملية تحديث لقواتها المسلحة التي شهدت تراجعا في وقت من الاوقات، سعيا الى تعزيز نفوذها بما يتناسب مع قوتها الاقتصادية، ما اثار قلق الدول المجاورة لها.
ولطالما عارضت الصين بشدة المناورات العسكرية الاميركية-الكورية الجنوبية المتكررة، التي وان كان الهدف المعلن من اجرائها ردع اي هجوم كوري شمالي محتمل، الا ان الصين تحملها مسؤولية تأجيج التوترات الاقليمية.
وأكدت كوريا الشمالية الاثنين ان العقوبات القاسية الجديدة التي فرضتها الامم المتحدة لن تثنيها عن تطوير ترسانتها النووية، كما رفضت اجراء مفاوضات وتوعدت الولايات المتحدة بالانتقام.
بالمقابل وصل وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى بانكوك امس الثلاثاء لإجراء محادثات مع زعيم المجلس العسكري الحاكم برايوت تشان أو تشا، ليكون بذلك أرفع دبلوماسي أميركي يزور البلاد منذ تولي الجيش التايلاندي السلطة عقب انقلاب عام 2014.
وتأتي الزيارة التي تستمر ليوم واحد في وقت تستعيد واشنطن علاقتها مع تايلاند في ظل حكم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أغضبت إدارته المجموعات الحقوقية لتقاربها مع زعماء مستبدين حول العالم.
ولكن العلاقات تحسنت في عهد ترامب حيث دعا الرئيس الأميركي زعيم المجلس العسكري التايلاندي لزيارة الولايات المتحدة.
ويأتي تحسن العلاقات كذلك وسط تنامي مخاوف واشنطن من نفوذ الصين في المنطقة.
وتغري بكين جيرانها الأصغر عبر عرض استثمارات ضخمة عليهم دون أن تأبه بالمخاوف المرتبطة بمسائل حقوق الإنسان، وهو ما يثير ارتياح قادة هذه الدول الذين يعانون من الضغوط الأميركية.
وتشكل تايلاند حجر الزاوية لبرنامج الصين الضخم للبنى التحتية والتجارة المعروف باستراتيجية «حزام واحد، طريق واحد».
وأفاد المتحدث باسم السفارة الأميركية أن تيلرسون سيناقش القضايا الساخنة في المنطقة مثل برنامج كوريا الشمالية النووي والصاروخي إلى جانب النزاعات الإقليمية بشأن بحر الصين الجنوبي.
ولم يتضح على الفور إلى أي مدى سيضغط تيلرسون على الحكومة العسكرية في ما يتعلق بقمع الحريات السياسية.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم السفارة ستيف كاستونغواي إن الولايات المتحدة تريد من تايلاند أن «تتحول إلى ديموقراطية أكثر قوة تحترم وتضمن حقوق الإنسان والحريات الأساسية».
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، دافعت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق آسيا سوزان ثورنتون عن الانفتاح الذي تظهره بلادها تجاه النظام العسكري في وقت يبدو أن البراغماتية تتفوق على المبدأ في اجندة ترامب للشؤون الخارجية.
وقالت «لديهم (في تايلاند) خارطة طريق سيعملون من خلالها على إعادة الحكومة الدستورية والانتخابات الديموقراطية،» مضيفة أنه يجب «تشجيعهم» على ذلك.
وتأتي زيارة تيلرسون في أعقاب منتدى إقليمي عقد في مانيلا حيث أشاد تيلرسون بتحرك بلاده لتمرير حزمة جديدة من العقوبات التي تستهدف كوريا الشمالية على خلفية ترسانتها النووية المتنامية.
وحاول ترامب مرارا الضغط على بكين، حليفة كوريا الشمالية وشريكتها التجارية الأكبر، لدفعها إلى كبح جماح برنامج الأخيرة للصواريخ البالستية.
ولجأت الولايات المتحدة كذلك إلى دول جنوب شرق آسيا طلبا للمساعدة في عزل بيونغ يانغ. إلا أنها فشلت في حث التكتل الإقليمي على منع حضور ممثل كوريا الشمالية في منتدى الأسبوع الماضي.