رئة المدينة الثقافية تتنفس من جديد
نينوى ـ خدر خلات:
تستعد مدينة الموصل لاحتضان عدة فعاليات ثقافية وفنية متنوعة، بعد غيابها لمدة 3 سنوات في الاقل، فيما تعوق مسألة التعويضات بدء الاهالي باعمار عقاراتهم المتضررة كالمنازل والمحال التجارية مع دعوات للإسراع بدفع اقساط من التعويضات للمتضررين لدفع عجلة الحياة الى الامام.
التناقضات في المشهد الموصلي موجودة ويمكن تشخيصها بسهولة، حيث ان مشاهد الخراب والابنية المتضررة والشوارع المكسرة والمنازل المهجورة، واكوام النفايات وغيرها من المظاهر السلبية يمكن رؤيتها في شطري المدينة، ويمكن ايضا مشاهدة حملات التنظيف من قبل الجهات الحكومية ومن قبل متطوعين في الكثير من المناطق، وهنالك عمليات محدودة لتبليط الشوارع فيما الفرق الفنية المتخصصة تستمر باعمالها في قطاعات الكهرباء والماء والمجاري ورفع الانقاض، كما يمكن ملاحظة عودة النازحين لمنازلهم والبدء بتنظيفها.
وفي خطوة مهمة نحو استعادة الحياة الطبيعية لاهالي المدينة، من المؤمل ان تحتضن مدينة الموصل عدة فعاليات ثقافية وفنية خلال شهر آب /اغسطس الجاري و في الشهر الذي يليه.
وبحسب ناشطين موصليين، فانه من المؤمل استقبال مجموعة من شباب بغداد والنجف ومحافظات الجنوب ضمن حملة (انتصار وكتاب) لزيارة جامعة الموصل وتقديم مجموعة كبيرة من الكتب كهدية للجامعة، وايضا في الثاني عشر من هذا الشهر سيقام مهرجان موصلي هو الاول من نوعه بمناسبة (يوم الشباب العالمي)، ويضم المهرجان شتى الفعاليات الثقافية والفنية والادبية، اما في الثاني من ايلول المقبل من المزمع اقامة مهرجان القراءة الاول في الموصل بأدارة متطوعين وناشطين ضمن كروب (قافلة الحرية).
واهالي الموصل على موعد لم يتم تحديده بعد مع عرض مسرحي كوميدي ترفيهي لفريق (ولاية بطيخ) ايضاً هو الاول من نوعه، مع اقامة مهرجان شعري لكبار الشعراء الشعبيين بالعراق، وايضاً لم يحدد موعده لأكمال الترتيبات الجارية الان، كما ان الاستعدادات جارية لاقامة حفل غنائي كبير.
وبالرغم من ان مدينة الموصل لا يوجد فيها اية صحيفة ورقية لحد الان، الا ان الوسط الثقافي والفني والادبي بدأ حراكه الاولي، وعلى الجهات المختصة في حكومتي بغداد ونينوى دعم هذه الفعاليات والانشطة، التي منعها تنظيم داعش منعا باتا ابان سيطرته على المدينة لنحو 3 سنوات.
التعويضات تعوق البدء بإعمار العقارات الشخصية
يخشى الاهالي في مدينة الموصل البدء باعمار عقاراتهم وعدم تعويضهم بنحو منصف، بسبب الاعمال الحربية التي جرت لتحرير مدينتهم.
ويقول الناشط المدني الموصلي اياد حسين الحيالي في حديث الى “الصباح الجديد” ان “اهالي مدينة الموصول معروفين بحبهم للعمل، ومن الصعب ان يبقوا مكتوفي الايدي لمدة طويلة”.
واضاف “نرى ان هنالك جهود حقيقية من قبل الاهالي لاعمار منازلهم المتضررة جزئيا وايضا اعمار محالهم التجارية، لكن الخشية هي ان لا يتم تعويضهم من قبل الحكومة فيما بعد”.
واشار الحيالي الى ان “اصحاب المحال التجارية في مناطق باب الطوب وباب السراي وباب لكش وشارع خالد والسرجخانه وسوق الصغير والمكاوي والفاروق وباب جديد وغيرها والتي تعد القلب التجاري النابض ليس للموصل فقط، بل لاغلب سكان محافظة نينوى، يستعدون للعودة لمحالهم وافتتاحها، وهذه الخطوة تعد مهمة جدا، وعلى الجهات الحكومية دعم هذه الجهود”.
وتابع “اعادة الحياة للمحال التجارية للمناطق المذكورة ستخلق مئات فرص العمل، وستنشط الحركة التجارية ليس في الموصل فقط، بل مع المحافظات المجاورة واقليم كردستان، ومن دون عودة الحياة لهذه الاسواق الرئيسة بالموصل لا يمكن لاحد ان يزعم بعودة الحياة لطبيعتها”.
وبحسب الحيالي فان “عملية اثبات الاضرار بالعقارات والمحال الشخصية بحاجة لمعاملة روتينية معقدة، تتطلب تسجيل دعاوى في محكمة نينوى للارهاب ومن ثم مراجعات لمراكز الشرطة والدفاع المدني، واحضار شهود، مع تقديم مستمسكات رسمية، علما ان الكثيرين فقدوها او فقدوا بعضها، وانتظار لجان الكشف لتقدير حجم الاضرار، قبل ان يتخذ قاض مختص قراره بالتعويض، وحينها على المواطن الانتظار الى ان يتم استدعاءه لتسلم تعويضاته، ولا احد يمكنه تخمين كم ستطول المدة الى اشهر ام الى سنوات مقبلة”.