إنفاق 250 مليون دينار بتبرعات شخصية لإعمار 23 مزاراً ونيشاناً إيزيدياً

افتتاح مزارين جديدين في بعشيقة بعد أن فجرهما داعش
نينوى ـ خدر خلات:

بجهود ذاتية وبغياب شبه مطلق للدعم الحكومي، يستمر الايزيديون القاطنون في ناحية بعشيقة باعمار مزاراتهم ونواشينهم الدينية، وبلغت كلفة اعادة 23 مزاراً ونيشاناً 250 مليون دينار عراقي، غالبيتها شبه المطلقة بتبرعات شخصية.
وشهد يوم امس الاربعاء، افتتاح مزاري شيشمس وسجادين ببلدة بحزاني ضمن ناحية بعشيقة (17كلم شمال شرق الموصل) بحضور شخصيات ايزيدية دينية واجتماعية من اهالي المنطقة ومن قرى ايزيدية مجاورة ضمن قضاء شيخان ومحافظة دهوك.
وتم نصب “الهليل” في اعلى القبتين، وسط الزغاريد واصوات الفرح مع انغام من الموسيقى الدينية على آلتي الشبّاب (تشبه الناي) والدف من قبل جوقة من القوالين المختصين بهذا الشأن.
وقال الناشط الايزيدي والمهندس خيري كدي في حديث الى “الصباح الجديد” ان “اعمال اعادة اعمار القباب والنواشين العائدة للمكون الايزيدي في ناحية بعشيقة مستمرة منذ نحو ثمانية اشهر، وغالبيتها شبه المطلقة هي بدعم وتبرعات من الايزيديين في الوطن او في المناطق التي نزحوا اليها في اقليم كردستان ومن الايزيديين من شتى المناطق الايزيدية وبضمنهم ايزيديو المهجر”.
واضاف “اليوم يتم نصب (الهليل) لمزاري شيشمس و سجادين ببلدة بحزاني، أي انه اليوم تم اكمال انجاز 8 اعادة بناء 8 قبابات، وسبق ذلك انجاز 15 نيشانا بالكامل، كما انه لدينا 7 قباب اخرى نسبة الانجاز فيها تصل الى 60% وهنالك ايضا 5 قباب ومثلها من النواشين بمركز بعشيقة نسب الانجاز بنحو عام بلغت 25%”.
وحول الكلفة الاجمالية على وفق نسب الانجاز، افاد كدي بالقول “نسبة الانفاق بلغت لحد اليوم 250 مليون دينار عراقي، علما ان 90% من الايدي العاملة طوال الاشهر الثمانية الماضية تعمل بالمجان أي تطوعا وفي سبيل الله وخدمة لمزاراتنا ولديننا ولاهلنا الكرام، اضافة الى ان اغلب المواد التي نستعملها في البناء كالاسمنت والحديد والرمل والرخام وغير ذلك من الاحتياجات تصلنا باسعار مخفضة ربما هي اسعار التكلفة، لان من يبيعنا هذه المواد من الايزيديين يرفض ان يحقق ربحاً من مبيعاته للقباب والنواشين الايزيدية”.
وبخصوص الدعم الحكومي، اكد كدي بالقول “لم يصلنا اي مبلغ من اية جهة حكومية طوال الاشهر الماضية، لكن قبل مدة قصيرة تم تخصيص 60 مليون دينار من ديوان اوقاف الديانات المسيحية والأيزيدية والصابئة المندائية، ومن المؤمل الاستفادة منها في تسريع وقت الانجاز، لان الكثير من التأخير حصل في اثناء اعادة الاعمار لشح في الاموال”.
ومضى بالقول “لابد من الاشارة الى ان المتبرعين من الايزيديين استمروا طوال فترة الاعمار في الاشهر الماضية بتزويد العمال والفنيين بالاطعمة مجانا، حيث ان الخيرات تصل الى مواقع العمل على شكل ارزاق جافة واحيانا مطبوخة، والبعض يرسل خيراته على شكل اضاحي من الخرفان وغيرها”.
ويرى كدي ان “اعادة اعمار المزارات الايزيدية التي فجرها تنظيم داعش الارهابي، هي رسالة للتنظيم الارهابي نفسه والى بقايا فلوله بانه لا يمكنهم اقتلاعنا من جذورنا، و نحن عدنا اليوم لنعمر المزارات في حين الدواعش في طريقهم الى مزابل التاريخ”.
وتابع “لابد من الاشارة الى ان اعادة اعمار القبب الايزيدية تحمل مضامين ايجابية لاهلنا النازحين، حيث ان الكثيرين منهم يقولون لا يمكن ان نعيش بمنطقتنا وقببنا محطمة ومدمرة، لان القبب هي جزء من الهوية الدينية والثقافية للايزيديين في بعشيقة وبحزاني وغيرها”.
ويشار الى ان اغلب القبب الايزيدية تعد مقابر ايضا، حيث يدفن الايزيديون موتاهم بمحيطها، علما ان اغلب شواهد قبور الايزيديين محطمة ايضا، لان عناصر داعش قاموا بتكسيرها عقب تفجير القبب.
وكان تنظيم داعش قد سيطر على ناحية بعشيقة في السادس من آب 2014، لكن قوات البيشمركة تمكنت من طرده منها في السابع من تشرين الثاني 2016.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة