بارزاني يعدّ الاستقلال عن العراق العلاج الوحيد لمشكلات كردستان
السليمانية ـ عباس كاريزي:
عدّ الاتحاد الاسلامي في كردستان اغلاق ابواب الحوار والتفاهم مع بغداد اكبر خطأ ترتكبه القيادة الكردية ،في اطار مسعاها لاجراء الاستفتاء والاستقلال عن العراق، مؤكدا ان العمل على اجراء الاستفتاء بهذه العجالة، خطأ كبير وان تأجيله لغاية ترتب البيت الكردي وتهيئة العوامل الاقليمية والدولية افضل من التسرع الظاهر الآن.
وقال رئيس كتلة الاتحاد الاسلامي في برلمان كردستان ابو بكر هلدني في حديث للصباح الجديد « ان عدم وضع اعتبار لرأي بغداد وموقفها تجاه مسألة الاستفتاء اكبر خطأ ترتكبه القيادة الكردية، وان القطيعة مع بغداد واغلاق ابواب الحوار معها، بينما «نحن مستعدون للتوجه الى تركيا وبروكسل واميركا واوروبا ونطرق ابواب البرلمانات الاجنبية لمناقشة مشكلاتنا الداخلية خطأ آخر، مضيفاً ان مناقشة مسالة الاستفتاء هو شأن الحكومة الاتحادية في الاساس، واننا في حال بقينا ضمن العراق او قررنا اعلان الكونفدرالية، في كلتا الحالتين نحتاج الى حوار والتفاهم مع بغداد لمعالجة المشكلات.
واوضح هلدني «انه لايوجد انموذج واحد في العالم ان يكون اقليم قد تمكن من الذهاب الى اعلان الاستقلال وبناء دولة من دون الحوار والتفاهم مع الدولة التي ينتمي اليها، لذا فان تجاهل بغداد والقطيعة معها لا يمثل حلاً مناسبا، وان «كل خطواتنا يجب ان تبدأ من بغداد وليس غيرها من العواصم».
وتابع هلدني ان التسرع الظاهر في اثارة قضية الاستفتاء وتحديد مدة زمنية لاجرائه، من دون مراعاة العوامل والمعطيات الاقليمية والدولية، ومن دون وضع خارطة طريق واضحة، يعكس تخبطا واضحا لدى القيادة الكردستانية، مضيفاً كان الاجدر العمل على تهيئة الاجواء وتوزيع الادوار، وتوحيد البيت الكردي ومعالجة الازمات السياسية والاقتصادية التي يمر بها الاقليم، قبيل تحديد موعد اجراء الاستفتاء، الذي يظهر عليه نوع من التسرع، لافتاً الى ان هذا الاستحقاق لايمكن التعامل معه بهذه السرعة من قبل القيادة الكردستانية.
واضاف القيادي في الاتحاد الاسلامي، انه على الرغم من ان الاستفتاء والاستقلال استحقاق لشعب كردستان، الا ان المواطنين غير مطلعين على شكل ونوع الحكم الذي سينتج عن الدولة المرتقبة، وهل ستكون وسيلة لضمان حياة كريمة للمواطنين، وما هي الضمانات من ان لا تكون الدولة الكردية المقبلة على شاكلة الادارة والحكم الفاشل للاقليم القائم منذ 26 عاماً ولحد الان، مضيفاً ان الدولة الكردية هي وسيلة وليست هدفا، وان كثيرا من شعوب المنطقة لديها دول الا ان حقوق مواطنيها تهدر يومياً ويعاني شعبها من ظلم واضطهاد من قبل حكام مستبدين.
وبينما ذكرت مصادر مطلعة عن موافقة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في الاقليم على موعد الاول من تشرين الثاني لاجراء انتخابات برلمان ورئاسة اقليم كردستان ، اضاف هلدني ان اجراء الاستفتاء والانتخابات خلال مدة شهرين من الان امر غاية في الصعوبة.
وبشأن تحدي اللجنة العليا للاستفتاء موعد العاشر من آب لاعادة تفعيل البرلمان قال هلدني انه غير متفائل باعادة تفعيل البرلمان الذي اغلق بقرار سياسي من دون اسباب مقنعة مؤكدا ان البرلمان يجب ان لا يؤجل أي موضوع او قضية مهما كانت نتائجها في حال تم اعادة تفعيله.
في غضون ذلك طالبت حركة التغيير بعودة برلمان كردستان لممارسة مهامه الى ما قبل 15 اب، الذي كان مخصصا لمناقشة وتعديل قانون رئاسة الاقليم وليس تفعيل البرلمان لمهمة اصدار قانون يمنح الشرعية لاجراء الاستفتاء.
وقال مسؤول العلاقات والدبلوماسية في حركة التغيير محمد توفيق رحيم في تصريح لراديو صوت اميركا، ان حزبه مستعد لحوار بناء يفضي الى تطبيع الاوضاع السياسية، وان اعادة تفعيل البرلمان ستكون لمناقشة قانون رئاسة الاقليم مثار الجدل ومناقشة جميع القوانين الخاصة باعادة العملية السياسية الى مسارها الصحيح.
من جهته وجه رئيس إقليم كردستان المنتهية ولايته مسعود بارزاني انتقادات شديد اللهجة الى الحكومة العراقية على خلفية قطع ميزانية الاقليم من الموازنة الاتحادية،
وعدّ في كلمة القاها خلال مراسيم الذكرى الرابعة والثلاثين لجريمة الأنفال في بارزان حيث ساق النظام المباد أكثر من ثمانية آلاف شخص إلى صحارى جنوب العراق، قطع ميزانية إقليم كردستان من قبل الحكومة العراقية جريمة لا تقل سوءا عن جرائم القصف بالأسلحة الكيمياوية وحملات الأنفال.
وتابع انه زار في سبتمبر من العام الماضي بغداد، وتحدث مع رئيس الوزراء وقيادة التحالف الوطني وجميع الأطراف العراقية، وأكد لهم بمنتهى الصراحة بأننا لا يمكن أن يعيش الاقليم ضمن العراق في بلد واحد، «لنعيش جنبا الى جنب كجيران تجمعنا العلاقات الطيبة، مبيناً انه طلب منهم أن يأخذوا الأمور بجدية، لكنهم لم يفعلوا ذلك وتصوروا بأننا نستعمل هذا الأمر كبطاقة ضغط ضدهم.
وتابع بارزاني إن العلاج الوحيد الذي سيعالج الجروح العميقة للكرد في العراق ، هو الإستقلال وفقط الإستقلال والحرية والتحرر، ولن تنفع أية حلول أو دواء غير الإستقلال.
وعلى صعيد ذي صلة جددت الحكومة التركية رفضها لاجراء الاستفتاء في اقليم كردستان وجددت تمسكها بوحدة وسلامة الاراضي العراقية.
المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالان، قال في حديث نقلته وكالة انباء الاناضول، إن الاستفتاء على انفصال الإقليم الكردي شمالي البلاد «لن يكون الصيغة التي من شأنها إيجاد حل للعديد من المشكلات التي يشهدها العراق، لا سيما الاقتصادية والأمنية منها» كما جدد تأكيد بلاده أن الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية وسيادتها مشيرا الى ان تحقيق أمن العراق «أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلى تركيا، فضلا عن أهمية تحقيق السلام الداخلي في البلاد.
ولفت إلى أن الكرد في حقيقة الأمر لهم منطقة فيدرالية وبرلمان، ويجرون انتخابات خاصة بهم، لذلك لا بد من إيجاد مناخ أكثر ملاءمة من أجل حل المشكلات المستمرة (بين الإقليم وبغداد).