بمناسبة احتفاء منتدى المسرح التجريبي بإبداعاته:
بغداد ـ الصباح الجديد:
يحتفي الصالون الثقافي لمنتدى المسرح في دائرة السينما ضمن سلسلة احتفاءاته الشهرية المكرسة لنخبة من رموز الابداع في العراق، بالفنان الدكتور عراب مسرح الصورة في العراق المخرج صلاح القصب صلاح القصب، وسط حضور نخبة من المعنيين بفن المسرح من شتى الأجيال، والتخصصات المسرحية، والثقافية، والفنية، والإعلامية، وسيقام الاحتفاء في منتدى المسرح التجريبي مساء هذا اليوم، الخميس السابع والعشرين من تموز الحالي.
ويعد الفنان القصب عراب مسرح الصورة في العراق، فضلا عن كونه واحدا من الأسماء المثيرة للجدل الفني والجمالي، فهو مخرج من طراز خاص، أثبت حضوره في تجارب مسرحية متنوعة، اعتمد فيها على مسرح الصورة الذي أصدر فيه عدة بيانات موجهة، شكلت بمجملها فضاءا نظريا لتجربته البصرية المتفردة، تتوافق مع مسرحه الابداعي الذي تكون عبر مسيرة مسرحية متنوعة، منها مسرحياته :هاملت ، والعاصفة ، والملك لير ، وماكيث، وطائر البحر، والشقيقات الثلاثة، الخال فانيا / تشيخوف، واحزان مهرج السيرك، والخليقة البابلية، وحفلة الماس، وعزلة في الكريستال، والخادمات، وعطيل، وعرض أزياء، وثورة الزنج، ومحاكمة لوكولوس، والحلاج .
يقول صلاح القصب في أحد تصريحاته عن تجربته في مسرح الرؤى: « إنني لا أتعامل مع نص من النصوص التي دونتها ذاكرة المسرح والدراما. إنني أبحث في النص الذي يشغل مخيلتي، ويدفعني إلى دوائر السحر والهلوسة، وأبحث عن النص الكوني الذي يبحث عن الإنسان، وسط تراجيديا هذا الكون المرعب، الذي يسحق الإنسان وتراثه العظيم».
كثيرا ما يقرن (مسرح الصورة) في الوطن العربي بتجربة صلاح القصب، الذي قدم العديد من التجارب المسرحية، والذي كانت بداياته في اواخر سبعينيات القرن المنصرم، حيث كانت تجربته الأولى من خلال تقديم عرض مسرحية (هاملت) لشكسبير في كلية الفنون الجميلة ببغداد عام 1980م. وكان ذلك العرض مثارا للنقاش والجدال بسبب طابعه التجريبي، ولجرأته في تحويل النص الشكسبيري، إلى صورة غريبة بدائية الطابع.
وكما يرى الباحثون والنقاد، يعد هذا المسرح تجربة فريدة تحاول مواكبة لغة العصر الصورية، في ظل الطفرة الحديثة في مجالات الفنون، والآداب، والاتصالات، لذا كان حريا البحث عن شكل مسرحي تمتد جذوره من عالم الأسطورة حيث الخرافة، والطقس، إلى العصر الحديث حيث الذرة والطاقة النووية، والصورة الرقمية، فإن من خصائص (مسرح الصورة) لدى صلاح القصب اهتمامه الزائد بالفضاء المسرحي، الذي يرتبط بمكان وقوع الحدث، لكونه البؤرة المركزية التي تحقق تواصلا بصريا، بعد أن يقرر التحليق بعيدا عن النص على اعتبار أنه حقا مشاع للجميع، قبل أن يخرجه استنفد مرارا وتكرارا عبر القراءات المتكررة للنص. لذا نجده يسعى لتقديم رؤية إخراجية مغايرة، تميزه عن الآخر، وهذه الرؤية عادة تقوم على الدهشة والجدة من خلال كشفه عن (المكان الافتراضي) عبر طيات النفس التي لم يكتشفها بعد الآخر، لذا كان حريا بأن يكون له السبق في الوصول إلى ثنايا النص الخفية للخروج بتجارب الإبداعية.
وقد كتب الأستاذ الدكتور صلاح القصب العديد من البحوث التي قدمها عبر مؤتمرات وملتقيات وورش إبداعية مسرحية منها:المسرح والمدينة – الندوة العالمية / تونس، والتجريب في المسرح العربي – الندوة العالمية / القاهرة، ومديات المسرح وازمة العالم – الندوة العالمية / القاهرة، والدراماتوك في المسرح – الندوة العالمية /دمشق، والتكنلوجيا في المسرح –السينما والمسرح / بغداد، والمسرح والمستقبل – الندوة العالمية /تونس، والمسرح العربي وفضاءات التجربة – الندوة العالمية / المغرب.
فضلا عن حصوله على التكريمات والجوائز من جهات بينها: تكريم مهرجان القاهرة التجريبي / 2006 وتكريم قلادة الرئيس علي بن زين العابدين للابداع / تونس 2007، وتكريم مهرجان قرطاج للمسرح العالمي / تونس 2004 ، وتكريم مهرجان المسرح الامازيغي / المغرب 2008.
كما أصدر عددا من الكتب والبحوث بينها: مسرح الصورة بين النظرية والتطبيق، وكتاب وسيناريوهات صورية، و كتاب وكيمياء الصورة، و كتاب اشتغالات الموجة في المكون (العرض المسرحي)، وبحث ومونادا الصورة، وبحث الصورة الشعرية في المسرح، والبحث والتجريب في المسرح الصوري، وكتاب وفلسفة الكوانتم في مسرح الصورة، وكتاب نحت الطبع والاشتغالات الفيزياصورية في مسرح الصورة، بحث.
فضلا عن حضوره الفاعل في الجانب الأكاديمي، استنادا للإخراج المسرحي، وتخرج على يديه فنانون صاروا يشكلون اليوم جزءا من حركة المسرح العراقي المعاصر.