تزايد الخلافات بين الدواعش الأجانب والمحليين بسبب انقطاع الرواتب واتهامات التخوين

التنظيم يحتضر وينتظر “الضربة القاضية” في تلعفر
نينوى ـ خدر خلات:

تتوجه الانظار الى قضاء تلعفر، الواقع غربي الموصل بنحو 56 كلم، ليكون آخر محطة للمعارك الشرسة بين القوات الامنية في محافظة نينوى وبين عناصر تنظيم داعش، فيما ينتظر التنظيم الضربة القاضية والاخيرة حسب وصف ناشط تركماني، فيما تتسع هوة الخلافات بين عناصر داعش من الاجانب والمحليين مع توقف صرف الرواتب وظهور بوادر نتائج الحصار على المدينة، مع مساع للهرب من المدينة من قبل الدواعش بلا استثناء.
وقال الناشط المدني التلعفري زياد الياس حمو، في حديث الى “الصباح الجديد” ان “العراقيين عموما واهالي تلعفر خصوصا تلقفوا خبر بدء الاستعدادات لتحرير مدينة تلعفر بنحو يختلف عن بقية الاخبار لتحرير مناطق اخرى سواء في محافظة نينوى او في البلاد عموما”.
واضاف ان “تلعفر هي ابرز معقل لداعش في مناطق غرب الموصل، وهي نقطة استراتيجية على طريق العراق ـ سوريا، وان سيطرة داعش على المدينة في منتصف حزيران 2014 مهد له السيطرة على مناطق ربيعة وزمار واجتياح سنجار وارتكاب مجازر بشعة ضد الاخوة الايزيديين، كما مهد له الطريق لفتح الحدود بين العراق وسوريا والربط بين ما يسمى ولاياته المزعومة في جانبي الحدود”.
ولفت حمو الى ان “الوضع الان يختلف عن عام 2014 وما قبله، حيث شهدت تلعفر حربا اهلية بين عناصر تنظيم القاعدة وانصاره من المحليين، وبين القوات الامنية بمساندة العشائر بتلعفر ومحيطها، حيث ان تنظيم داعش الارهابي الذي هو وريث القاعدة، بات في حالة من الضعف والانكسار، وينتظر الضربة الاخيرة والقاضية لتقضي على فلوله غربي نينوى، وتسقط الاسطورة الزائفة لدولة الخرافة الزائلة”.
وتابع بالقول “حسب معلوماتنا، فان داعش يسيطر على مركز قضاء تلعفر ومركز ناحيتي العياضية والمحلبية، فضلا عن اكثر من 50 قرية تتناثر بين هذه المدن الثلاث، بجبهة طولها نحو 60 كلم، وعرضها 40 كلم، علما ان الدواعش محاصرون من جميع الجهات بشتى صنوف القوات الامنية”.
وبحسب حمو فان “الخلافات بين الدواعش المحليين والاجانب لم تتوقف يوما، واسبابها عديدة، مثل الصراع على النفوذ والمناصب، الاستيلاء على الغنائم وممتلكات الاهالي المهجرين بتلعفر وغيرها، اضافة الى تبادل الاتهامات بين الطرفين بالتخوين والعمالة والتخاذل وغير ذلك”.
واردف “حاليا لم يتسلم عناصر داعش في تلعفر رواتبهم البالغة نحو 70 الف دينار رواتبهم منذ 3 اشهر، وهنالك اتهامات لمسؤولين فيما يسمى ببيت المال بسرقة الاموال والهرب من تلعفر، كما ان بوادر نتائج الحصار على محور تلعفر بدأت تظهر من خلال اختفاء سلع اساسية كالزيت والشاي والسكر والرز، علما ان الطحين متوفر لان المنطقة زراعية وتنتج مئات الاطنان من الحنطة والشعير سنويا”.
ولفت حمو الى ان “الضربات الجوية ورشقات المدفعية الثقيلة المستمرة منذ 10 ايام على مواقع داعش بمحور تلعفر ارتفعت وتيرتها، ودمرت مضافات ومخازن للاعتدة والمؤن وورش تفخيخ وتصنيع العبوات، وداعش لا يمتلك الا عددا من الانتحاريين والانغماسيين، اضافة لزرعه آلاف العبوات الناسفة والاستعانة بالانفاق للتخفي والتنقل”.
مبينا ان “توجد لدينا معلومات عن نوايا لقيادات في داعش من الاجانب والمحليين بالهرب والاندساس مع النازحين عند بدء عمليات التحرير بالاستعانة بوثائق ومستمسكات مزورة، علما ان محاولات الهرب لقيادات داعش مستمرة التي تسعى الى استغلال الطبيعة الطوبغرافية المعقدة لمحيط تلعفر التي تضم تلالا صخرية متموجة وتضم وديانا فيها احراش وادغال، لكن غالبا ما يتم القبض على الهاربين من قبل القوات الامنية”.
ويرى حمو ان “معركة تلعفر لن تطول كثيرا، حيث ان الروح المعنوية لعناصر داعش في الحضيض، خاصة بعد الهزيمة المدوية في مدينة الموصل، ولكن ما نأمله ان يتم الحفاظ قدر الامكان على ما تبقى من البنى التحتية في مركز تلعفر”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة