طارق حرب
كانت الحلاقة في بغداد حتى اواسط القرن العشرين حيث اندثر هذا النوع من الحلاقة من بغداد وكثرت صالونات الحلاقة ومحال الحلاقة وهجر الناس الطرق القديمة، وهي ما كانت معروفة بالحلاقة السفري بنحو عام كون ادوات الحلاقة يضعها الحلاق في حقيبة صغيرة وينشرها في المكان الذي اعتاد الحلاقة فيه او انه يقطع الشوارع فأن طلب أحدهم منه الحلاقة نشر ادواته واخرج قطعة قماش ابيض ليلف بها الرقبة لكي لا تنتشر مخلفات الحلاقة على بقية اجزاء الجسم ويضع الحلاق مرآة صغيرة يرى بها الشخص نفسة.
هذا عندما كانت الحياة بسيطة وبغداد صغيرة المساحة قليلة السكان بموارد مالية محدودة لسكانها، ولكن هذا انتهى بزيادة الدخول وتحسن الوضع الاقتصادي ودخول ادوات الحلاقة الكهربائية الجديدة وتأسيس محلات الحلاقة الجديدة والكبيرة ومن انواع الحلاقة التي كانت سائدة سابقاً.
1-زيان الحواف أي الحلاقة بإزالة شعر الرأس بصورة خط يحيط بالرأس وبقاء الشعر في منتصف الرأس وهو يماثل الى حد ما حلاقة الشباب في هذه الايام لكن ليس بطيات الشعر الموجودة حالياً.
2-زيان المجيدي اي حلاقة وسط الرأس بالموس ويبقى الشعر الذي يحيط بالرأي يقال لها «كعكولة» بال عامي.
3-زيان القلم وهي الحلاقة التي تزيل الشعر بماكنة من نوع الوسط ويتم تحديد الرقبة بالموس وهي طريقة حلاقة الصبيان.
4-زيان الگذلة اي حلاقة جميع الرأس بمكينة ناعمة وترك الشعر المنسدل على الجبهة واعلى الوجه حيث يسمى هذا الشعر گذلة.
5-زيان التواليت او ما يعرف بحلاقة (سبورت) حيث يتم تخفيف الشعر ومازلت اتذكر ان حلاق محلتنا قرية الرستمية جنوب بغداد كان يحلقنا بهذا النوع من الحلاقة خاصة عند الموعد الخاص بالحلاقة ليلة العيد رحم الله عبد حلاق القرية فلقد كانت طقوس للحلاقة ومواعيد ومناسبات اذ عند حلاقة الطفل لأول مرة يكون ما يتم دفعه للحلاق كثيراً يختلف عن الحلاقة العادية وتتم الحلاقة وسط الهلاهل والزغاريد ونثر الحلوى والملبس يأخذ الاهل الشعر المقصوص للاحتفاظ به طول العمر او شراء ذهب بوزنه.
واعتاد الحلاقون ان لا يأخذوا اجرة عن حلاقة الطفل حتى موعد ختانه حيث الاجرة المرتفعة.
ولابد لكل عريس ان يذهب قبل ليلة الزفة والدخول الى الحلاق لحلاقة رأسه ذلك ان الحلاقة من موجبات العرس.
ومن العادة الوجوبية ان يقول الحلاق والموجودين لمن أكمل الحلاقة كلمة (نعيماً) وهو ملزم بجابتهم بعبارة (أنعم الله عليكم).
وكان الحلاق لا يقتصر عمله على الحلاقة فقط وانما يقوم بأعمال منها قلع الاسنان بواسطة ( الكلابتين) او الخيط المفتول من نوع( البريسم) حيث تثبت بداية الخيط بالأرض بواسطة مسمار ونهايته بالسن وحال رفع الرأس او الجسم الى الاعلى يُقلع السن وعادة ما تحصل الحركة بضربة مباغتة او دغدغة ومن اعمال الحلاق الاخرى وضع القطرة في العين وحلاقة شعر الصدر وتقليم الاظافر وختان الاطفال اذ لديه ادوات القص ويقوم الحلاق بعملية التشريط بموس الحلاقة او ما يسمى( الحجامة) حيث يضع الكأس الصغير والانبوب حيث يسحب الدم ويقوم الحلاق ايضًا بعملية الفصد اي وخز الوريد في موضعين من يد الانسان ليخرج الدم الفاسد وكذلك يقوم الحلاق بمداواة السرة ومعالجة عدم وجود الشعر وسوى ذلك حيث يكون طبيبًا وحلاقاً اما ادوات الحلاقة التي يستعملها حلاقو تلك الايام فهي :-
١- موس الحلاقة وهي آلة حادة من الفولاذ الاجنبي حيث يتم حلاقة الرأس نمرة صفر بها ويتم شحذه بين فترة واخرى وله اسماء عديدة منها ابو السيف وابو البكرة وابو التاج .
٢- ماكنة الحلاقة وهي بأرقام حسب نوع القص منها نمرة اربعة او ثلاثة واثنان او نمرة صفر.
٣- المسن وهو الذي يتم فيه سن ادوات الحلاقة ويكون من الحجر الأزرق.
٤- القايش وهو قطعة من الجلد المصقول يُحد بها الموس بعد حده بالمسن.
٥- ومشط وقطعة من الشب لمعالجة الجروح التي تحدث في اثناء الحلاقة وقطعة من القماش يلفها الحلاق على وسطه تسمى(وزرة) وحقيبة جلدية تجمع هذه الادوات وطاسة يوضع بها الماء ومطارة ماء واداة (الچرخ) لحد امواس الحلاقة.
ومن متطلبات محل الحلاقة مروحة يدوية يقوم صبي بتحريك عجلتها لتوفير هواء لمن تتم حلاقته او صبي يحمل مروحة يدوية (مهفة) من خوص النخيل وماكنة نفطية صغيرة لتسخين الماء المستعمل بالحلاقة.
الحلاقة في بغداد حتى منتصف القرن العشرين
التعليقات مغلقة