أربعين التيه

حسين نهابة

أنا صوتُ الراعي في واديكِ الخصيب
أهُشُ في سمائكِ سر الحياة
وأتعكزُ شفتيكِ الناعستين
وأنشُ بحرماني على عصافير الهجير
تتربصُ بعريشةِ الكُرومِ
غافية،
أقودُ قَطعان ضفائرِكِ
الى حُقولِ الياسمين
وأغنّي بصوتِ الناي الحزين
ألا ايتُها المتختمِةُ بالكواكِب
والشُموس والمجرات
طُلّي،
ألا ايتُها الغافيةُ
على شراشِف الفجرِ
والمُتحمِمةُ بألفِ حُلم
أطِلّي
ولبّي نداء عاشقٍ
أحرم في عينيك،
فتُلّبين وتُطلين
من ملحِ وجعي
من لُهاثِ روحي
من تجاعيدِ السنين
وتبتسمين،
فتغتالين غِصة
تسكُنني مُنذُ الأزل.
أشعرُ بالضياع
هل تعرِفين أنني رجُلٌ
تستوطنهُ العبرات
وتتنفسهُ الزفرات،
لا يؤمنُ بالعشق
إلا لامرأة مثلكِ؟
انا راعِ لم يُصلِّ للعشب
إلا حين وطأ أرضكِ
انتِ اللوح،
الأرض والغيث
وكل السماء
طهّريني بجسدكِ يا آنية النور
كي أعرِف أن ربّي اصطفاني
واخترت شعبي
ووصلتُ أرضي
وكي أعرِف ان أربعين التيه
قد أنقضت.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة