على شبهات وأفعال يبدو بعضها مضحكاً
نينوى ـ خدر خلات:
كشفت وثائق داعشية تم العثور عليها في المدينة القديمة بايمن مدينة الموصل عن اسباب اعتقال 262 مواطناً من اهالي نينوى، اغلبهم من مركز الموصل، من قبل المفارز ما يسمى بالامنية في احد السجون التابعة لتنظيم داعش الارهابي.
القراءة المتأنية في تلك الوثائق تكشف اسباب اعتقال المواطنين على شبهات وافعال قد يبدو بعضها مضحكاً لأول وهلة، لكن الاتهامات الاخرى تكشف حجم الحقد الطائفي والخوف الذي يعتري عناصر التنظيم من الاجهزة الامنية العراقية ومنتسبيها.
من بين تلك الاتهامات، هنالك اثنان من المعتقلين بتهمة حفّ الحواجب، وهنالك اكثر من 15 معتقلا بتهمة ضبطهم وهم يدخنون السجائر، كما ان هنالك متهما بالترشيح للانتخابات البرلمانية، ومعتقل آخر بتهمة العمل كـ (جايجي ـ عامل خدمة يقدم الشاي) في احد المكاتب التابعة لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي في مدينة الموصل.
وهنالك اتهامات أخرى لمعتقلين بالاشتباه بأنهم روافض او شيعة، وآخرون بتهمة الانتماء للحزب الديمقراطي الكردستاني او للبيشمركة، فضلا عن عشرات المعتقلين بتهمة انهم مصدر للاجهزة الامنية العراقية المختلفة، كما ان بعض المعتقلين تهمتهم تعاطي الخمر، وآخرون بتهمة ممارسة السحر (اغلبهن من النساء).
وهنالك معتلقون اخرون بتهم متنوعة مثل قذف الاخوة (شتم الدواعش) تشكيل خلايا لمحاربة الدواعش والتحريض ضدهم، لكن من الطريف، ان احدى الوثائق تشير الى القاء القبض على عنصر داعشي وهو يدخن في شهر رمضان، وفي افادته يقول ان جميع من معه بالثكنة العسكرية مفطرون وغير صائمين واغلبهم مدخنون.!
من جانبه، قال الصحفي الموصلي احمد الملاح تعليقاً على هذه الوثائق انه بعد “قراءة سريعة في القائمة من ناحية التاريخ والتهم المذكورة يتضح عدد من الحقائق، منها ان شهر العسل بين البعثية “النقشبندية” أنتهى سريعًا بعد سيطرة داعش بنحو محكم على الموصل واستعمل النقشبندية في البداية ثم غدر بهم”.
واضاف “استعمال داعش طريقة الضغط بالأقارب حيث تجد اعتقال شخص لان اخاه أو والده أو إبنه مطلوب لدى داعش”.. فضلا عن ان “داعش لم يتأخر بالتكشير عن أنيابه بعد السيطرة على الموصل والقوائم تؤرخ مطلع شهر السابع أي بعد شهر واحد فقط من سيطرتهم على المدينة”.
ويرى الملاح ان “داعش غدرت بمن أعطتهم الأمان من القوات الأمنية وأعلنوا ما سمي وقتها بالتوبات وتم إعادة إعتقالهم بعد أسابيع كما توضح القوائم أيضا”.. عادا ان “كلمة (مصدر) هي تهمة من لا تهمة له، خاصة أننا نتحدث عن اول شهر لدخول داعش حيث كانت الناس في بداية أمرها وبداية فهم ما يحدث ولم تبدأ عمليات استخباراتية عالية ليكون هناك هكذا عدد من المصادر”.
وتابع بالقول ان “دليلا آخر أن داعش لم تكن كما تم ترويجه بضعة مقاتلين سيطروا على مدينة (كبيرة مثل الموصل) بل هناك اجهزة وخلايا واستخبارات متواجدة وعملت من الشهر الأول لدخول داعش وهذا دليل على وجود تنظيم كامل”.
عادًا ان “هذه القوائم وغيرها مهمة جدا في متابعة الخلايا النائمة وايضا توثيق ضحايا داعش وفهم طبيعة عمله والتفاصيل التي كانت تكتنف الشهور الأولى من سيطرته على الموصل”.
ويشار الى ان التنظيم الارهابي اعدم المئات من اهالي الموصل بسبب تهم مختلفة كالتي ذكرناها اعلاه، علما ان بعض الناشطين يتحدثون عن اعدام وفقدان بضعة آلاف من اهالي الموصل والاقضية والنواحي التابعة لها، فيما يرى آخرون ضرورة الكشف عن حفرة “الخسفة” جنوبي الموصل في ناحية حمام العليل (30 كلم جنوبا) والتي تضم رفات المئات من الشباب المغدورين على ايدي تنظيم داعش الارهابي.