الولايات المتحدة ترعى حواراً بين بغداد وأربيل لتأجيل الاستفتاء ومعالجة المشكلات العالقة

رفع صور بارزاني كراعي للاستفتاء تولد استياء لدى الشارع الكردي
السليمانية ـ عباس:

بينما اعلن الممثل الخاص للرئيس الاميركي في الحرب على داعش بريت ماككورك ان بلاده ترعى حوارا بين بغداد واربيل لتأجيل مسألة الاستفتاء ومعالجة الخلافات والمشكلات العالقة، قال قيادي في الاتحاد الوطني ان اقليم كردستان يفتقر الى المقومات والاسس المطلوبة لاجراء الاستفتاء واعلان الاستقلال في الوقت الراهن.
ممثل الرئيس الاميركي بريت ماككورك قال في احدث تصريح له بمعرض رده على سؤال عن موقف بلاده من اجراء الاستفتاء، ان الولايات المتحدة اعلنت رفضها لاجراء الاستفتاء، داعياً اقليم كردستان الى اعادة النظر في هذا القرار، وحثها على اجراء حوار مع الحكومة الاتحادية وفقاً لبنود الدستور.
ماككورك قال ان بلاده تشرف على حوار جديد بين الاقليم وبغداد، بهدف تأجيل الاستفتاء ومعالجة المسائل العالقة، مؤكداً ان بلاده لا ترغب بتشتيت الجهود والتواصل المثمر بين البيشمركة وقوات الجيش العراقي لتحقيق النصر النهائي على داعش.
واضاف ان اجراء الاستفتاء في الوقت الراهن يمثل خطراً على المناطق المتنازع عليها التي لا يبعد داعش عنها سوى عدة كليومترات، وتابع «ان الولايات المتحدة ترفض اجراء الاستفتاء وتحديداً في المناطق المتنازع عليها نظراً لخطورة عودة التوتر اليها واستغلاله من قبل داعش.
من جهته اكد قيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني انه لا يقبل بان يزايد احد على الاتحاد في مسألة حق تقرير المصير للكرد، مشيراً الى ان الاسس والركائز المطلوبة لاستقلال كردستان لم تكتمل لحد الان.
مسؤول جهاز الحماية والمعلومات القيادي في الاتحاد الوطني لاهور طالباني اضاف في كلمة القاها خلال تجمع لقيادة قوات بيشمركة الاتحاد الوطني، ان مقومات اجراء الاستفتاء غير متوفرة لحد الان في كردستان، والتي تتمثل بالاساس السياسي والاقتصادي والعسكري والاجتماعي والدبلوماسي، وقال انه مستعد لدعم الاستقلال اذا ما توفرت احدى هذه المقومات وليس كلها، محذرا من عواقب ردود فعال دول الجوار تجاه اصرار الاقليم على طرح مسألة الاستفتاء على الرغم من الرفض والمعارضة المحلية والاقليمية والدولية لهذا الطرح في الوقت الراهن.
واشار طالباني ان اهتمام الادارة الاميركية وقوات التحالف الدولي والعالم منصب الان على دعم جبهة الحرب على داعش، وان تلك الدول تعتقد ان طرح قضية الاستفتاء ستؤدي بالنتيجة الى اضعاف جبة الحرب على الارهاب، وهو ما لا تريد له ان يحصل عبرتأييد استقلال الاقليم في الوقت الراهن.
وتابع « كيف اؤمن بالمطالبة بالاستقلال او اسانده وانا لا ارى اية شفافية في ملف النفط، بينما شعب كردستان يعاني من جوع وقلة خدمات، فضلاً عن تسليم اكثر من نصف اراضي الاقليم الى تركيا بعد استردادها من العراق، فكيف ندعي اعلان الاستقلال.
وجدد طالباني تمسك الاتحاد الوطني بموقفه، الذي يتمثل باعادة تفيل البرلمان وتمهيد الارضية لاجراء الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها، شرطاً لدعم اجراء الاستفتاء، واكد ان ادعاء تحقيق الاستقلال الاقتصادي جر الويلات على الاقليم، مؤكداً ان تسليم نفط الاقليم الى بغداد افضل بكثير من بيعه بشكل مستقل كما يجري الان من انعدام للشفافية وتجاوز على حقوق المواطنين.
واكد لاهور شيخ جنكي وهو نجل الاخ الاكبر للرئيس جلال طالباني، ان التوجه الى اجراء الاستفتاء وفقا للمعطيات الراهنة يملا خطراً كبيراً على الاقليم، وستكون عواقبه ونتائجه كارثية اذا ما قامت دول الجوار بفرض حصار على الاقليم، الذي لايمتلك اي منفذ بري او مائي، مشيرا الى انه غير مستعد لوضع قوات البيشمركة في وضع مواجهة غير متكافئة مع جيوش وقوات دول الجوار التي قد تقوم باجتياح الاقليم، واقحام البيشمركة في حرب مجهولة النتائج متنوعة المخاطر التي تجرها على الاقليم.
وكان رئيس اقليم كردستان المنتهية ولايته مسعود بارزاني قد حمل الاطراف السياسية في اقليم كردستان مسؤولية بقائه في منصب رئيس الاقليم، نتيجة لعدم توافقها على مرشح ليحل محله في منصب رئيس الاقليم.
وشن بارزاني في تصريح خلال زيارته برفقة وفد الاستفتاء الى العاصمة البلجيكية بروكسل هجوما شديد اللهجة على حركة التغيير، التي اتهمها بمحاولة الانقلاب عليه وعلى التوافق السياسي في الاقليم نتيجة لاصرارها على تعديل قانون رئاسة الاقليم.
مصادر مطلعة اشارت الى ان زيارة وفد الاستفتاء الى بروكسل واجهت مقاطعة شبه تامة من قبل وسائل الاعلام، فضلاً عن ان وفد الاقليم اخفق في تحقيق اي نوع من الدعم والمساندة لمساعيه الرامية لكسب تأييد المجتمع الدولي لاجراء الاستفتاء في 25 من ايلول المقبل.
واوضحت المصادر ان بارزاني التقى ب 7 ممثلين متدنيي المستوى من اصل 36 دولة يضمها الاتحاد الاوروبي، اضافة الى ان اغلب وسائل الاعلام الاوروبية والعالمية لم تعر اهتماما بزيارة وفد الاستفتاء الى اوروبا، ما عدا بعض وسائل الاعلام الكردية المحلية التي قامت بغطية تفاصيل زيارة وفد الاستفتاء الى بروكسل.
وتابعت المصادر ان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي قرروا عدم تأييد الاستفتاء وطالبوا بارزاني صراحة بالتخلي عن فكرة الاستفتاء، والبدء بحوار جديد مع بغداد، حيث قال وزير الخارجية الالمانية للوفد الكردي، ان مسألة الاستفتاء قضية داخلية عراقية وانهم غير قادرين على التدخل، الا في حال طلبت الحكومة العراقية ذلك.
الا ذلك عبرت اوساط شعبية وحزبية عن استيائها من رفع صور مسعود بارزاني في مدينة اربيل كراعي للاستفتاء، مؤكدة ان قضية الاستفتاء تخص شعب كردستان وليست حكرا على جهة سياسية محددة . واضافت شخصيات سياسية وشعبية تعقيبا على رفع صور بارزاني في مدينة اربيل كراعي لمسألة الاستفتاء، ان تجيير قضية الاستفتاء ووضعها في خدمة سياسة معينة استهانة بحق شعب كردستان وتجاوز على حقوقه المشروعة، وان تلك السياسة متسهجنة ومرفوضة ولا تصب في صالح القضية العادلة لشعب كردستان وحقه في تقرير المصير.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة