لم يعد بعد الآن أن نقول أننا قادرون على فعل أي شيء نستطيع من خلاله الوقوف وبحزم وقوة بوجه من يريد أن يعيد بنا الزمن الى ما كان عليه في السابق ، فقد أختلطت الأمور وشبك الحابل بالنابل وماعاد فينا من القول ما يشفي لوعة القلوب ومرارتها على ما ضاقت ومنيت بخسارات كبيرة وأصبحت هي القشة التي كسرت ظهر البعير كما يقال .
وكل الذين كنا نبني على سرابهم المخادع أحلامنا الصغيرة والتي هي لاتتعدى أحلام العصافير وتتلخص براحة البال وتمشية أمور الحياة وأن نتعدى حدود الخوف من المستقبل الذي مازلنا لانعرف الى أي مستنقع وهاوية سيقودنا ونحن مازلنا نلوذ وراء ظلال مثقوبة لاتقينا من الضرر..
البعض منا مازال يتشبث بالصبر ويلهث وراء أمان خلفها له أناس كذابون ومخادعون ومراءون وشيمهم أنهم أكثر دهاءأ ومهارة في تزييف الحقائق وموهبة في رسم لوحات البؤس
والضياع وتجسيد لمخطوطات التشرد والمتاهات الكبيرة التي خلفت كل هذا الدمار الروحي والنفسي في عالم متناقض وغاشم ليس فيه من الأنسانية سوى الأسم ولكن تجرد عن وصفها تماماً .
أسوق ذلك وأنا أرى أن البعض من أهل العلم والمعرفة قد قلت حيلتهم في هذا الزمان الغابر وغيب الكثير منهم وصار مايحملونه من علم ومعرفة عبئا عليهم بل صاروا يخشون سطوة أصحاب الجهل وقوة بطشهم التي أصبحت ذات هيبة ولاتخضع لأي قانون أو سلطة ولاتخشى لومة لائم عن أي فعل أو رد فعل يصدر منها .
لكن يبقى أصحاب الخير هم من يكتب لهم الظفر والبقاء ويبقى تأريخهم وما تجود به قريحتهم من فكر وبلاغة وعلم ينتفع منه علامة مضيئة ومرجعا دائما لمن يريد أن يستزيد بماهو ناجز لاينضب عطاؤه .. حتى وأن أراد أهل الشر أن يطفئوا جذوتها فهي تحمل من النور والأشعاع ما يغشي العيون المتقدة بالحقد والجنون الغاشم .
ولاادري أين قرأت هذه الكلمات التي مازلت أحتفظ ببعض منها بل بما سمحت به مساحة الذاكرة ومنها أنك لا تحاول أن تجمع حولك ظلال أيام جميلة عشتها مع مَن تحب.. أترك بعيداً كل مشاعر الألم والوحشة التي حالت دون التواصل والأستمرار بينكما بل حاول أن تجمع في أوراق ذكرياتك كل الكلمات الجميله التي سمعتها ممن تحب.. وكل الكلمات الصادقه التي قلتها لمن تحب.. وإجعل في أيامك مجموعه من الصور الجميلة لذلك الإنسان الذي سَكن قلبك يوماً وظلت ملامحه وبريق عينيه تحتل مكاناً أوسع مابين ثناياك .. ولاتدع وحشة أيامك في لحظه ضيق أن تفقدك الأمل .. فالأمل أوسع مما يصفون ويفعلون .
محمود خيون
على درب الأماني
التعليقات مغلقة