أردوغان يقيل آلاف الموظفين في الذكرى الأولى لمحاولة الانقلاب الفاشلة في 2016

وصف الحادث بـ”»نقطة تحوّل في تـريخ بلاده»
انقرة ـ أ ب ف:

أقالت السلطات التركية أكثر من سبعة آلاف من العاملين في الشرطة وموظفي الوزارات وأساتذة الجامعات قبيل ذكرى مرور عام على محاولة الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
ويأتي ذلك ضمن تطهير كبير لمؤسسات الدولة بما في ذلك القضاء والشرطة والتعليم ردا على الاضطرابات التي جرت العام الماضي.
احيت تركيا امس السبت ذكرى مرور عام على محاولة الانقلاب الفاشلة ضد الرئيس رجب طيب اردوغان، الذي هز رده القاسي بلدا بات يعيش على وقع حملات التطهير التي كان آخرها الإعلان امس الاول الجمعة عن إقالة آلاف الموظفين الحكوميين قبل ساعات على انطلاق الفعاليات.
وأعلنت السلطات الخامس عشر من تموز/يوليو عطلة وطنية سنوية للاحتفال بـ”الديموقراطية والوحدة”، معتبرة أن إفشال الانقلاب يمثل نصرا تاريخيا للديموقراطية التركية.
وقتل 249 شخصا عندما أرسل فصيل متمرد من الجيش دبابات إلى الشوارع واستخدم الطائرات الحربية في محاولة للإطاحة باردوغان بالقوة بعدما أمضى الأخير عقدا ونصف عقد في السلطة.
إلا أنه تم إحباط المحاولة في غضون ساعات بعدما اعادت السلطات تجميع صفوفها، ونزل الناس إلى الشوارع دعما لاردوغان الذي اتهم أتباع حليفه السابق -الذي بات حاليا بين ألد اعدائه- فتح الله غولن بتدبير المحاولة.
ولم تتردد السلطات لاحقا في شن حملة تطهير اعتبرت الأوسع في تاريخ تركيا حيث اعتقلت خمسين ألف شخص وأقالت مئة ألف آخرين من وظائفهم. أما اردوغان، فقد عزز موقفه بعد فوزه في استفتاء جرى في 16 نيسان لتعزيز سلطاته الرئاسية.
وقبل ساعات على انطلاق فعاليات إحياء الذكرى الاولى للمحاولة الانقلابية الفاشلة، أعلنت السلطات تسريح 7563 جنديا وشرطيا وموظفا حكوميا إضافيا، بناء على حالة الطوارئ التي فرضت منذ 20 تموز الماضي.
وأفاد بيان صدر امس الاول الجمعة، أن المستهدفين “على صلة بمنظمات إرهابية أو مجموعات تم التأكد بأنها تصرفت بشكل يتعارض مع أمن الدولة الوطني”.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، اعتقلت السلطات التركية مديرة مكتب منظمة العفو الدولية في تركيا مع عدد من المدافعين عن حقوق الإنسان بتهم انتمائهم إلى مجموعة إرهابية.
ولطالما نفى غولن أي علاقة له بالمحاولة الانقلابية، وهو ما عاد التأكيد عليه في بيان الجمعة اعتبر فيه أن الاتهامات الموجهة إليه “لا أساس لها، وافتراءات مدفوعة سياسيا” منتقدا “حملة الملاحقة” ضد معارضي اردوغان.
وهدفت الاحتفالات الواسعة التي جرت امس السبت إلى حفر تاريخ 15 تموز 2016 في ذاكرة الأتراك كيوم اساسي في تاريخ الدولة الحديثة التي ولدت عام 1923 على أنقاض السلطنة العثمانية.
وفي خطاب الخميس الماضي، قال اردوغان “من الآن فصاعدا، لن يكون هناك شيء كما كان قبل 15 تموز ،” واصفا التاريخ بـ”نقطة تحول” في تاريخ بلاده.
وشبه فشل الانقلاب بـمعركة غاليبولي التي وقعت في 1915 أثناء الحرب العالمية الأولى عندما صمد الجيش العثماني في وجه هجوم شنه جنود من دول التحالف في ما أصبحت إحدى أهم روايات المعارك التي أسست عليها الدولة التركية الحديثة.
وبهذه المناسبة، امتلأت شوارع اسطنبول بلافتات ضخمة صممتها الرئاسة تضم لوحات تعكس الأحداث الرئيسية التي وقعت ليلة المحاولة الانقلابية، بما في ذلك استسلام الجنود الانقلابيين، تحت شعار “ملحمة 15 تموز “. إلا أن البعض انتقد اللافتات التي رأوا فيها تقليلا من شأن الجيش التركي.
وليلة المحاولة الانقلابية، وضعت المعارضة التركية الخلافات السياسية جانبا وتضامنت مع اردوغان. إلا أن موقفها هذا تغير منذ استفتاء 16 نيسان ، اذ اتهم معارضو اردوغان الرئيس بالسعي إلى إقامة حكم الرجل الواحد واعتقال أي شخص يعبر عن معارضته له.
وتأتي الذكرى في وقت مناسب بالنسبة للرئيس للرد على مسيرة ضخمة للمعارضة اعتبرت الأكبر منذ سنوات. وقد قادها زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار اوغلو الذي اختتم مسيرة على الأقدام قام بها من أنقرة إلى اسطنبول دفاعا عن “العدالة” في تركيا.
وعادة تكون المواصلات العامة مجانية في اسطنبول خلال عطلة نهاية الأسبوع، فيما أرسل مشغل الهواتف المحمولة “توركسيل” رسائل نصية للمشتركين واعدا إياهم بغيغابايت إضافية مجانية لاستخدام الانترنت من تاريخ 15 تموز.
وفي هذه الأثناء، علقت لافتات مضيئة ضد الانقلاب بين مآذن بعض أكبر مساجد اسطنبول.
وتوجه اردوغان، الذي كان في قلب الأحداث، إلى اسطنبول للمشاركة في مسيرة شعبية على الجسر الذي يعبر فوق مضيق البوسفور وشهد معارك دامية قبل عام وبات يسمى “جسر شهداء 15 تموز “.
ومع حلول منتصف الليل نظمت مسيرات داعمة “للديموقراطية” للتذكير بتدفق الناس على الشوارع قبل عام. وعاد اردوغان لاحقا إلى أنقرة القى كلمة في البرلمان في الوقت نفسه الذي تعرض فيه لهجوم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة