داعشية استعملت مختطفتين إيزيديتين كجوارٍ وزعمت أنها اشترتهما لإنقاذهما
نينوى ـ خدر خلات:
بعد خيبة الامل التي اصابت المجتمع الايزيدي بسبب انقاذ اعداد قليلة جدا من مختطفيهم عقب انتهاء معركة تحرير الموصل، بدأ حراك ايزيدي للبحث عن المختطفين الايزيديين في مخيمات النزوح، بعد ورود انباء عن تستر عدد من العائلات الداعشية عن اولئك المختطفين والمختطفات وتهديدهم بالقتل اذا كشفوا انفسهم او حاولوا الهرب.
وتم انشاء 19 مخيماً في محافظة نينوى وقبل وفي اثناء معركة “قادمون يا نينوى”لاستقبال النازحين المحتملين، وتضم تلك المخيمات حاليا قرابة 900 الف نازح، فيما يرى ناشطون ان بضمن هؤلاء النازحين المئات من العائلات الداعشية التي ينبغي متابعتهم وفرزهم عن المدنيين الابرياء، وتقديم المتورطين منهم باعمال القتل والنهب الى القضاء.
وكان خيري بوزاني، مدير عام الشؤون الايزيدية في وزارة الاوقاف في حكومة اقليم كردستان العراق، قد كشف في حديث سابق الى “الصباح الجديد” اخر الاحصائيات عن اعداد الايزيديين المختطفين و الذين تم انقاذهم، خاصة بعد معركة “قادمون يا نينوى” مبينا ان “العدد الاجمالي للمختطفين الايزيديين منذ وقوع كارثة سنجار يبلغ 6417 مختطفا، بضمنهم 3547 من الاناث، و 2870 من الذكور، اما أعداد الناجيات والناجين من قبضة ارهابيي داعش فانه على وفق آخر احصائياتنا التي اعددنا في الثاني من تموز الجاري، فان المجموع الكلي يبلغ 3048 ناجيا، بواقع 1902 من النساء، و 334 من الرجال، فيما الناجيات من الاطفال الاناث فعددهن هو 819 بينما عدد الناجين من الأطفال الذكور 803 اطفال”.
ومضى بالقول “ما زال هنالك نحو 3369 ايزيديا باقون بقبضة تنظيم داعش المتطرف، بضمنهم 1636 من الاناث، و1733 من الذكور”.
وبعد رواج انباء عن وجود العديد من المختطفين الايزيديين في مخيمات النزوح في اطراف الموصل، لدى عائلات داعشية يتخفون بين النازحين ويهددون المختطفين الايزيديين بالقتل في حال كشف هوياتهم الحقيقية، بدأ حراك ايزيدي لانقاذ ابناء جلدتهم.
واصدر حسين القائدي مدير مكتب انقاذ المختطفين الايزيديين، بيانا بهذا الخصوص، وصلت نسخة منه الى مراسل “الصباح الجديد” بنينوى، قال فيه “إنطلاقاَ من الواجب الانساني والاخلاقي الكبير الملقى على عاتقنا تجاه أخواتنا وأحبائنا من المخطوفين والمخطوفات الذين ذهبوا ضحية غزوة إرهابيي داعش الاجرامية لمناطق الايزيدية وسنجار تحديدا، ونظرا لتشعب وتفرع عمليات التحرير في أكثر من منحى خصوصاَ بعد ما يسمى بعمليات تحرير الموصل وتوابعها من دنس داعش ونزوح الالاف من العائلات الى مناطق خاج المدينة في مخيمات أيواء وقتية وظهور عدد كبير من المخطوفين والمخطوفات بينهم وتحديدا الاطفال ولصعوبة أمر التعرف عليهم، ولاسيما انه مضى على خطفهم وأسرهم ما يقارب الثلاثة سنوات، ولان الكثير من الاخوة والاخوات (من الناشطين الايزيديين) تتوفر لديهم معلومات عن هؤلاء الاطفال وعادة ما يجري التصرف بنحو شخصي قد يزيد الامر تعقيداَ في عمليات أستقبال وتسليم هؤلاء الاطفال الى ذويهم. نحن في المديرية العامة لشؤون الايزيدية ومكتب إنقاذ المخطوفين والمخطوفات، بصدد أنشاء لجان خاصة لهذا الامر في عمليات البحث والتحري والاستقصاء عن هؤلاء المخطوفين وتسليمهم الى ذويهم وبنحو سلس ، عليه ندعو جميع الاخوات والاخوة الراغبين للعمل في هذه اللجان الى الاتصال بنا من أجل الانضمام الى هذه اللجان بنحو مباشر او رفدنا بالمعلومات . للراغبين بالعمل في هذه اللجان يرجى الاتصال بنا على هذين الرقمين : 07507869169 / 07512247663”.
داعشية استعملت مختطفتين ايزيديتين كجواري وزعمت انها اشترتهم لانقاذهم
فشلت داعشية في التحايل على الاجهزة الامنية والقضائية والزعم انها قامت بشراء فتاتين ايزيديتين مختطفتين، بهدف انقاذهن واعادتهن لذويهن.
وقال مصدر قضائي، في حديث الى “الصباح الجديد” ان “المتهمة وضحة ابراهيم سليمان من اهالي القيارة، سلمت مختطفتين ايزيديتين للاجهزة الامنية وزعمت انها اشترتهما بهدف انقاذهما وايصالهما لذويهم”.
وتابع “بعد التدقيق في اقولها والملفات الامنية، تبين انها ارهابية داعشية، وزوجها محكومة بالاعدام، واثنان من ابنائها قتلا وهما يقاتلون بصفوف داعش، ولديها خمسة ابناء اخرين منتمين للتنظيم الارهابي حاليا ومصيرهم مجهول حاليا”.
وبحسب المصدر “بعد مواجهتها بالادلة التي لدينا، انهارت واعترفت، وتبين ان احد ابنائها شغل منصب مدير البلدية في ناحية القيارة في اثناء سيطرة داعش عليها، وهو الذي قدم الفتاتين الايزيديتين المختطفتين كهدية لوالدته ليخدمنها كجاريات”.
مبينا انه “تم تدوين افادات الارهابية المذكورة واعترافاتها، تمهيدا لمحاكمتها على وفق القوانين السارية”.