تؤكد أن الأنبار وديالى وتكريت الأعلى نسبة
إعداد – زينب الحسني:
لم يعد الطلاب يكتفون بالطرائق التقليدية في الغش لضمان النجاح ولم تعد تنحصر الظاهرة وطرقها في فئة بعينها بل أصبح بعضها يروج على الانترنت، حيث انتقلت وسائل الغش في الامتحانات من ظاهرة سلبية تحاول وزارة التربية مواجهتها والحد منها إلى تجارة إلكترونية في الامتحانات.
وفي مدة الامتحانات تبدع أذهان « الطلبة الكسالى» في ابتكار حيل جديدة في الغش والخداع لتحقيق النجاح السهل والسريع من دون أدني مجهود او تعب.
الغش الالكتروني
من جانبها كشفت وزارة التربية عن اساليب وحالات غش يستعملها طلاب السادس الاعدادي في امتحانات «البكالوريا».
وذكر بيان صادر عن المكتب الاعلامي لوزير التربية محمد اقبال عمر الصيدلي: «تم تطوير اجهزة كشف ذبذبات سماعات الغش التي تستعمل ضمن وسائل الغش الإلكترونية»، مضيفاً إن « ملاكات التربية تمكنت من اكتشاف العشرات من حالات الغش لشتى المديريات العامة بالرغم من المعوقات والتهديدات التي تتعرض لها ملاكاتها «.
وأضاف البيان أن «الوزارة سجلت أعلى حالات الغش الالكتروني في محافظة الانبار ١٥٠ حالة، ثم ٢٣ حالة في ديالى، و ١٣ في صلاح الدين، ثم المثنى ١١ حالة، تبعتها النجف الاشرف ٩ ، ومحافظة البصرة ٧ حالات ، ثم محافظة ذي قار ٦ حالات ، والقادسية ٣ حالات ، ثم كربلاء المقدسة حالتين فقط»، مبيناً أن «بعض المديريات لم تسجل اي حالة غش خلال الامتحانات الثلاث التي أجريت».
وثمن الوزير ملاك التربيات على جهدهم المتميز في كشف حالات الغش بكل أنواعه الالكتروني والورقي، داعياً الطلبة إلى «التركيز على المادة العلمية والسعي للجد والاجتهاد والابتعاد عن الطرائق الملتوية للحفاظ على المسيرة التربوية للبلد».
يذكر أن المديرية العامة للتقويم والامتحانات جعلت العقوبة الجزائية رسوب عام واحد من يمسك في حالة تلبس بالغش داخل المركز الامتحاني.
قطع شبكة الانترنت
من جانب آخر قطعت وزارة الاتصالات خدمة شبكة الإنترنت في عموم البلاد خلال ساعات تقديم الامتحانات النهائية لطلبة الصف السادس الإعدادي بدءاً من اليوم الأول لها ولحين انتهاء الامتحانات وتحديداً من الساعة الخامسة وحتى الساعة الثامنة والنصف صباحاً تحسباً من تسريب الأسئلة الوزارية ومنع الغش الالكتروني.
واكدت الوزارة، في بيان لها، أنها سوف تقوم بقطع شبكة الإنترنت من الساعة الـ 5 فجراً إلى الساعة 8:30 صباحاً ولجميع أيام الامتحانات لمنع الغش في المراكز الامتحانية، وذلك بعد تفاقم أزمة الغش اعتماداً على الهواتف المزودة بالأنترنت.
وقد اتهم عدد كبير من الطلبة وزارة التربية بالقصور وعدم توفير الخدمات واهمها « الكهرباء «.
دور الإعلام
وقالت الدكتورة نهى الدرويش استاذة في علم النفس الاجتماعي في ابن رشد في حوار صحفي لها: ان اقبال الطلاب على الغش والاحتيال في الامتحانات مرده التركيز المبالغ فيه على الاختبارات التحريرية كمقياس للتحصيل الدراسي للطالب، مقابل إهمال أساليب أخرى مهمة للتقييم مثل النشاطات والاختبارات الشفهية.
وافادت: ان سبب الغش يعود ايضاً الى عدم مراجعة المواد الدراسية والاستعداد كما يجب للاختبارات لما يعانيه الطالب من إرهاق بدني وذهني وتوتر نفسي.
وشددت الاخصائية على ضرورة دعم دور الارشاد التربوي والاجتماعي في تهيئة الطلاب نفسياً للامتحان وكيفية التعامل الصحيح مع ورقة الأسئلة، من اجل إزالة الحاجز النفسي لديهم من امتحانات نهاية العام الدراسي.
واضافت درويش: ان الإعلام يساعد بطريقة غير مباشرة على انتشار ظاهرة الغش من خلال نشره أو بثه مواد حديثة ومتطورة تساعد على غرس التواكل في نفس الطالب.
توعية أخلاقية
ان ظاهرة الغش تؤذي المجتمع بأكمله وتؤدي الى ظهور أشخاصٍ سلبيين يركنون الى التواكل ويعطلون مصالح غيرهم عند تسلمهم أي وظيفة.
وقد طالب عدد من المدرسين بضرورة توعية الطلبة بخطورة الغش والآثار السلبية البعيدة المدى على حياتهم ومستقبلهم، وتوضيح خطورته على الصعيدين الديني والأخلاقي، ومحاسبة من يثبت تورطه في ممارستهِ عن طريق جميع وسائل الاعلام بالتنسيق مع وزارة التربية، لكون هذه الظاهرة تضر المجتمع وتؤخر نموه وازهاره وتعوق تقدمه ورقيه.