الولايات المتحدة تبدي استعدادها لرعاية حوار جاد بين أربيل وبغداد لحلّ المشكلات العالقة

الديمقراطي الكردستاني يُهدّد باللجوء الى الخطة B حيال مسألة الاستفتاء
السليمانية ـ عباس كاريزي:

بينما يبحث الحزب الديمقراطي الكردستاني عن مخرج يحفظ له ماء الوجه للخروج من مسألة الاستفتاء بأقل قدر من الخسائر عقب اعلان حركة التغيير والاتحاد الوطني والجماعة الاسلامية عن مقاطعة اللجنة العليا للاستفتاء، نتيجة لعدم مرورها العملية بالآليات القانونية عبر برلمان كردستان، دعت الولايات المتحدة مجددا حكومة الاقليم بالعدول عن موعد الاستفتاء معلنة استعدادها لرعاية حوار جاد بين اربيل و بغداد لمعالجة المشكلات العالقة.
الولايات المتحدة الاميركية وفي حين اعلنت مجددا عن ملاحظاتها على توقيت وآلية اجراء الاستفتاء دعت حكومتي الاقليم والمركز الى معالجة المسائل العالقة عبر حوار مفتوح، بيان لحكومة الاقليم تلقت الصباح الجديد نسخة منه قال ان رئيس وزراء اقليم كردستان نيجرفان بارزاني استقبل السبت المبعوث الخاص للرئيس الاميركي للحرب ضد ارهابيي داعش في العراق بريت ماككورك ، وبحث معه عددا من المسائل المهمة بما فيها مسألة الاستفتاء.
واضاف البيان ان ماككورك اشار بخصوص مسألة الاستفتاء الى ‏ان بلاده تحترم ارادة شعب كردستان على الرغم من وجود العديد من الملاحظات لديها حول هذه المسألة، وسلط الضوء على الاوضاع الحالية في المنطقة والعراق، مبينا ان حل هذه المشكلات يحتاج الى مزيد من المباحثات والمفاوضات، متمنياً ان يشهد الجميع حوارا جادا بين اربيل وبغداد لحل المشكلات العالقة بين الجانبين مبينا استعداد بلاده للمساهمة في هذا الامر.
‏واضاف البيان ان بارزاني ابدى استعداد الاقليم لعقد مزيد من المفاوضات والمباحثات لحل المشكلات العالقة بين الجانبين، ‏وحول عملية الاستفتاء اشار الى ان تقرير المصير لشعب كردستان هو حق شرعي و طبيعي، اضافة الى انعدام امكانية بقاء الشراكة بين الاقليم وبغداد نتيجة لتنصل الحكومة العراقية عن تنفيذ الدستور، ما يتطلب المزيد من المباحثات والاجتماعات بين بغداد واربيل مطالباً الولايات المتحدة ودول التحالف بان يكون لها دور في انجاح هذه المباحثات.
وعلى صعيد ردود الفعل المتنامية وحالة التخندق الحزبي والجغرافي الذي ولدها طرح مسألة الاستفتاء في الوقت الراهن، هدد الحزب الديمقراطي الكردستاني باللجوء الى الخطة B ، في حال استمر الاتحاد الوطني وحركة التغيير برفض مسألة الاستفتاء ومعارضتهما لإجرائه في الوقت الراهن.
وقال رئيس لجنة البيشمركة والشهداء في برلمان الاقليم عن الحزب الديمقراطي اري هرسين في حديث للصباح الجديد، ان حزبه فقد الثقة بالاتحاد الوطني الكردستاني كحليف رئيس في مسألة الاستفتاء، نظرا لتناقض قراراته ومعارضة اغلب اعضاء مجلسه القيادي للمشاركة في المجلس الاعلى للاستفتاء من دون العمل على اعادة تفعيل برلمان الاقليم وهو ما عدّه انسجاما مع مواقف حركة التغيير، اكثر من تمثيله لرأي الاتحاد.
وتابع هرسين ان الاتحاد الوطني يتبع سياسة غير متزنة وهو يتكلم صباحا مع الديمقراطي الكردستاني ويعمل عكس ذلك مساء مع حركة التغيير، موضحاً ان الاتحاد يعاني من وحدة القرار وهو غير قادر على جمع الاراء المختلفة ومعالجة الخلافات التي برزت مؤخرا بين قيادته.
وفي معرض رده على سؤال عن امكانية استمرار الحزب الديمقراطي في عملية اجراء الاستفتاء برغم تنامي المعارضة الاقليمية والدولية له قال هرسين «اذا امطرت السماء نارا لن نتراجع عن هذا القرار»، وتابع لقد فقدنا شيئا اسمه الامل في الحوار مع بغداد، لان المسألة بيننا مع بغداد انتهت منذ مدة طويلة، وكل الحوارات باءت بالفشل، مؤكدا ان الاقليم اصبح جزءا من العراق في بدايات القرن الماضي بنحو صناعي وليس طبيعيا.
واستبعد هرسين ان يتضرر المواطنون في الاقليم من تبني مسألة الاستفتاء، وقال «لدينا جميع المقومات المطلوبة لنكون دولة ناحجة منها الزراعة والنفط والموارد المائية ويكون لنا دور في السياسة الدولية».
وكان الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة مام جلال وحركة التغيير قد اكدا خلال اجتماع عقداه مساء اول امس السبت ضرورة وحدة الصف الوطني، وقال بلاغ صادر عن الاجتماع، ان القيادة المشتركة لحركة التغيير والاتحاد الوطني الكردستاني قررت:
اولاً: تشكيل اجماع ووحدة صف وطنية حول الملفات المصيرية لشعب كردستان.
ثانياً: بعد تفعيل برلمان كردستان، ان يتم اجراء الاستفتاء من اجل الاستقلال في الحدود الادارية لاقليم كردستان والمناطق المستقطعة.
ثالثاً: تشكيل ائتلاف بين كتل الاتحاد الوطني وحركة التغيير في مجلس النواب وبرلمان كردستان ومجالس المحافظات.
مصدر مطلع ذكر للصباح الجديد ان الحزب الديمقراطي ينوي اجراء حوار مباشر مع حركة التغيير والجماعة الاسلامية لاقناعهما بالعدول عن معارضته مسألة الاستفتاء، وفقا للشروط التي وضعها.
واضاف المصدر ان الحزب الديمقراطي يحاول ايجاد مخرج مناسب للازمة التي تشتد شيئا فشيئا جراء مقاطعة ثلاثة احزاب رئيسة لاجراء الاستفتاء من دون تفعيل برلمان كردستان المعطل منذ عامين بقرار من المكتب السياسي للحزب الديمقراطي.
من جهته اكد عضو برلمان كردستان عن حركة التغيير رابون معروف ان الحزب الديمقراطي تمكن من التحايل على الاتحاد الوطني والاتحاد الاسلامي بجرهم الى دعم وتأييد مسألة الاستفتاء على حساب معالجة القضايا القانونية والتجاوز الحاصل على الشرعية وسيادة القانون من قبل رئيس الاقليم الذي قال ان مدة ولايته انتهت وهو فاقد للشرعية حسب قوله.
واضاف معروف ان الديمقراطي الكردستاني تمكن من اقناع الاتحاد الوطني والاتحاد الاسلامي باعادة تفعيل البرلمان لشرعية الانقلاب الحاصل على السلطة، وتابع «كيف يمكن ان ننشغل بتشريع قانون للاستفتاء، في حين يقبع شخص بنحو غير قانوني على كرسي رئاسة الاقليم، مؤكدا ان حركة التغيير لن تتنازل ولن تقبل بأن يتم تفعيل البرلمان لشرعنة بقاء بارزاني وتثبيت ولايته واقامة امارة خاصة به وبعائلته في الاقليم، لذا على الاحزاب التي تساند وتدور في فلك الديمقراطي الكردستاني ورئيسه الذي فرض ارادته السياسية على شعب كردستان ان تراجع نفسها وتمنع التجاوز الصارخ الحاصل على القانون وشرعية الشعب في الاقليم.
واكد ان حلم الدولة حق مشروع لشعب كردستان، الا ان المسؤولين الحاليين ليسوا بمستوى تطبيق هذا الحق، وانهم بدأوا حملة لتضليل الرأي العام والتصوير بأن دولة كردستان ستكون جنة للمواطنين، متانسين التجارب المريرة المتنوعة للدول الفاشلة في العالم بهدف تأسيس امارة فاشلة ظالمة تقمع مواطنيها.
وكان التحالف الوطني قد اعلن عقب اجتماع عقده اول امس السبت، رفضه لإجراء الاستفتاء في اقليم كردستان وعده امرا غير دستوري، وبينما دعا الى الحوار والتفاهم وفقا للدستور والقانون، عدّ وحدة العراق خطاً احمر.
اجتماع المجلس الأعلى للاستفتاء برئاسة مسعود بارزاني الذي عقد يوم السبت وسط مقاطعة حركة التغيير والاتحاد الوطني والجماعات الاسلامية الذين رفضوا تسمية مرشح لهم لعضوية اللجنة، خرج بثلاثة قرارات وهي اولاً: التزام الاطراف السياسية المشاركة في الاجتماع بالقرارات والتوجيهات الصادرة عن اجتماع 7 حزيران 2017، حول تحديد يوم 25 أيلول 2017 لإجراء الاستفتاء في إقليم كردستان، والمناطق الكردستانية خارج إدارة الإقليم، وثانياً: تحديد الخطوات العملية والإجراءات التحضيرية في جميع جوانب الاستفتاء وهيكلية عمل المجلس الأعلى للاستفتاء ولجانه الفرعية.
ثالثاً: تقوم حكومة إقليم كردستان ببذل كل امكانياتها بالتعاون مع المفوضية العليا للانتخابات والاستفتاء في إقليم كردستان والجهات المعنية، بتوفير كل متطلبات إجراء الاستفتاء.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة