وسط مقاطعة من الاتحاد الوطني وحركة التغيير والجماعة الإسلامية
السليمانية ـ عباس كاريزي:
وسط مقاطعة من ثلاثة احزاب رئيسة عقد رئيس اقليم كردستان المنتهية ولايته مسعود بارزاني اجتماعه الاول مع لجنة الاشراف على الاستفتاء في الاقليم، بمصيف صلاح الدين امس السبت، بهدف تسمية اعضاء اللجان التفاوضية للبدء بالمباحثات التمهيدية مع بغداد ودول الجوار والعالم حول مسألة الاستفتاء المزمع اجراؤه بالاقليم في 25 من ايلول سبتمبر المقبل.
وعلمت الصباح الجديد ان المجتمعين قرروا تشكيل عدد من اللجان للتباحث مع حركة التغيير والجماعة الاسلامية وحثهما على التخلي عن رفضهما لاجراء الاستفتاء، ولجنة اخرى للتباحث مع بغداد، وثالثة للحوار مع دول الجوار، ورابعة للتباحث مع الولايات المتحدة وبريطانيا، حيث اكد بارزاني خلال الاجتماع وفقا لمشاركين تمسكه باجراء الاستفتاء في موعده المحدد ورفضه اية مقترحات لتأجيل الاستفتاء.
وكان الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير والجماعة الاسلامية، قد قاطعوا اجتماع لجنة الاستفتاء الذي دعا اليه رئيس اقليم كردستان المنتهية ولايته، الاطراف الكردستانية، لتسمية ممثليها للجنة الاستفتاء التي قررت الاطراف تشكيلها في اجتماع السابع من حزيران المنصرم، الذي من المقرر اجراؤه في 25 من ايلول المقبل.
الاتحاد الوطني الكردستاني بدوره رفض مشاركة اي عضو من قيادته في اجتماع بارزاني مع الاطراف الكردستانية، وقال مسؤول مكتب التنظيم رفعت عبد الله في تصريح، ان الاتحاد الوطني لن يشارك ولن يسمح بمشاركة أي من قيادته في اجتماع بارزاني، فضلاً عن انه لن يسمي اي شخص لعضوية لجنة الاستفتاء.
وتابع نظرا لعدم مرور قضية الاستفتاء بالسياقات القانونية التي يجب ان يتبعها، والتي تتمثل بداية في اعادة تفعيل عمل برلمان كردستان المعطل منذ قرابة عامين، ليصدر بدوره قرارا يشرعن مسألة الاستفتاء، مضيفاً ان أي شخص لا يسمح له بتمثيل الاتحاد الوطني في ذلك الاجتماع، وان من يشارك يمثل نفسه ولا يمثل الاتحاد الوطني.
الحزب الديمقراطي الكردستاني وهو راعي مسألة الاستفتاء مثار الجدل، كان قد اتصل بعضوي المكتب السياسي للاتحاد الوطني عدنان مفتي والدكتور نجم الدين كريم محافظ كركوك وطلب منهما بالمشاركة في اجتماع بارزاني مع لجنة الاستفتاء، حفظاً لماء الوجه، الا انهما رفضا المشاركة التزامًا بقرار المكتب السياسي، ثم عاد الدكتور نجم الديم كريم وشارك في الاجتماع برغم التزام اغلب القيادات بقرار عدم المشاركة.
عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني محمود سنكاوي اكد ان الاتحاد الوطني لن يدخل الى عملية الاستفتاء من دون العمل على اعادة تفعيل برلمان كردستان.
واكد سنكاوي ان المجلس القيادي للاتحاد اكد في آخر اجتماع له بأن لا يشارك الاتحاد في لجنة الاشراف على الاستفتاء او يسمي ممثلاً له فيها، دون العمل على اعادة تفعيل البرلمان، واكد انه يجب ان يتم تفعيل البرلمان فورا من دون شروط او عراقيل ليقوم بدوره باصدار قانون لاجراء الاستفتاء.
وعلى صعيد ذي صلك اكد سنكاوي ان مسعود بارزاني فقد الشرعية القانونية كرئيس للاقليم منذ عامين، الا انه ما زال يمارس مهام رئيس الاقليم، لذا اردف سنكاوي عليه ان يفكر مليا بايجاد معالجات ملائمة لازمات ومشكلات الاقليم، ويعدل عن تصورات حول اسلوب معالجة ازمة برلمان كردستان.
من جانبه دعا عضو مجلس النواب القيادي في حركة التغيير هوشيار عبد الله مسعود بارزاني الى تأجيل مسالة الاستفتاء الى اجل غير مسمى نظرا لعدم توافر الظروف والعوامل الاقليمية والدولية والاوضاع الداخليةى لاجرائه في الوقت الراهن.
وتابع عبد الله ان على بارزاني ان يطلب باجتماع الاطراف الكردستانية بصفته رئيساً للحزب الديمقراطي وليس كرئيس للاقليم لدراسة السبل الكفيلة بالخروج من حالة الجمود السياسي التي يمر بها الاقليم، وان يعلن خلاله تأجيل مسألة الاستفتاء.
وقال هوشيار عبد الله ان على جميع القوى السياسية ان تقول لبارزاني وحزبه كفى وان تنبيهه من العواقب الوخيمة لاستمرار بارزاني واصراره على اجراء الاستفتاء.
وعلى صعيد ذي صلة حذر نائب رئيس مجلس النواب آرام الشيخ من المخاطر التي يمثلها اجراء الاستفتاء في كردستان وتعريضه حياة مئات الآلاف من الكرد الى الخطر
واوضح بيان صدر عن مكتب الشيخ محمد تسلمت الصباح الجديد نسخة منه ان اثارة مسألة الاستفتاء قرار مستعجل لم يأخذ بالاعتبار حياة مئات الالاف من المواطنين الكرد الذين يعيشون خارج مناطق اقليم كردستان.
واشار البيان الى ان «نائب رئيس مجلس النواب التقى الجمعة مجموعة من المواطنين الكرد في بغداد، وبحث معهم العديد من المواضيع ومن ضمنها المخاوف التي تتعرض لها حياة المواطنين الكرد مؤخرا، ممن يعيشون في المدن والمحافظات العراقية في وسط وجنوب البلاد، وخصوصا العاصمة بغداد، وذلك بسبب اثارة مسألة الاستفتاء لاستقلال اقليم كردستان.
ونقل البيان عن محمد قوله «بحثنا هذه القضية مع المسؤولين والمؤسسات الرسمية في الحكومة العراقية واخذناها على محمل الجد، ونحن نتعقب مردوداتها كونها من المسائل المليئة بالمغامرات والمخاطر، والتي تثبت الحقيقة بأن اثارة مسألة الاستفتاء قرار مستعجل لم يأخذ بعين الاعتبار حياة المواطنين الكرد الذين يعيشون في مناطق خارج الاقليم».
واضاف: «نحن نقف بالضد من ربط مسألة الاستفتاء بالصراعات السياسية، بل اننا نتخوف من ان تعرض هذه المسألة حياة ومصير الملايين من مواطني اقليم كردستان، فيما لا يجوز تعريض حياة مئات الالاف من الكرد خارج الاقليم ممن يعيشون في الوسط والجنوب، الى القدر والمزاج الشخصي، او تكون ضحية اللعبة السياسية».