دعوات لمحاسبة دواعش يتسترون على مختطفين إيزيديين بالمناطق المحررة بالموصل
نينوى ـ خدر خلات:
برغم ان دولة الخرافة الداعشية آيلة للسقوط بعد قرب الاعلان الرسمي عن التحرير الكامل لمدينة الموصل، الا ان بعض الدواعش وعائلاتهم ما زالوا مصرين على الاحتفاظ ببعض المختطفين الايزيديين سواء في الاحياء المحررة او حتى في مخيمات النزوح، ويسعون الى التكتم عن هذه الجرائم من خلال استغلال جهل الاطفال الايزيديين الصغار السن باصلهم او بتهديد الفتيات الايزيديات المختطفات بالقتل في حال كشفت امرها للجهات الامنية.
عمليات الانقاذ المتفرقة لعدد من الايزيديين من احياء الموصل المحررة كشفت عن وجود اعداد مجهولة من المختطفين الايزيديين لدى خاطفيهم في مناطق محررة منذ شهور اضافة لوجود مختطفين ايزيديين في مخيمات النزوح، الامر الذي يثير عاصفة من الانتقادات من قبل الناشطين الايزيديين تجاه الاجهزة الامنية التي يرون انها لا تعطي هذه القضية الاهتمام الكافي.
الباحث الايزيدي المختص بتدوين قصص الناجين الايزيديين من قبضة تنظيم داعش الارهابي، داود مراد ختاري، قال في حديث الى “الصباح الجديد” ان “مسألة وجود عدد من المختطفين الايزيديين في الاحياء المحررة بمدينة الموصل و في مخيمات النزوح ايضا مع خاطفيهم هي مسألة واقعية وصحيحة ولدينا دلائل على ذلك، برغم مضي عدة اشهر على تحرير بعض تلك الاحياء بجانبي مدينة الموصل”.
واضاف “قبل بضعة ايام تم العثور على المختطفة الايزيدية (زينة حجي عبدالله، من سكنة مجمع دوكري – ناحية الشمال (سنوني) في قضاء سنجار) في حي المالية / في الجانب الأيسر من مدينة الموصل، بالرغم من مرور عدة أشهر على تحرير هذا الحي، حيث تم تخويفها بالقتل في حالة الهرب من خاطفيها من قبل العائلة الداعشية التي كانت قد أخفت المعلومات عن القوات الأمنية ايضاً، وحاولت تهريب (زينة) الى منطقة أخرى، لكن نتيجة العمل الاستخباراتي تم العثور عليها وانقاذها من براثن تلك العائلة الداعشية”.
وبحسب ختاري فان “الناجية (زينة) كشفت عن وجود امرأة ايزيدية أخرى مختطفة واسمها (سمر) من أهالي قرية كوجو (جنوب سنجار) موجودة في حي 17 تموز بالجانب الايمن المحرر منذ عدة اسابيع، وهنا نطالب الجهات الامنية بالتحري عنها من اجل انقاذها واعادتها لذويها”.
ومضى بالقول ان “مجموعة من شبابنا الايزيديين المنتسبين للاجهزة الامنية والعاملين في حماية مخيمات النازحين جنوب الموصل وتحديدا في مخيم حمام العليل (30 كلم جنوبا)، أكدوا وجود مجموعة من الاطفال الايزيديين المختطفين هناك، والذين يمكن تمييزهم بسهولة عن العائلات التي تزعم انهم اطفالهم، لكن المشكلة ان هؤلاء الاطفال قد نسوا لغتهم الأم، فضلا عن انه هناك دواعش غير مسلحين داخل المخيمات يحاولون إخفاء حقيقة نسب هؤلاء الاطفال الى العائلات الايزيدية”.
الناشطون الايزيديون لم يقفوا مكتوفي الايدي ازاء هذا التحدي الانساني، حيث انتقدوا الجهات الامنية العراقية لعدم ايلاء هذا الموضوع الاهتمام الكافي، كما انتقدوا المدنيين الذين بحوزتهم معلومات عن وجود مخطوفين ايزيديين في المخيمات والاحياء المحررة لدى جيرانهم الدواعش ولم يبلّغوا عليهم لحد الان.
كما اقترح بعض الناشطين الايزيديين تخصيص مكافئات مالية لمن يسهم بانقاذ المختطفين الايزيديين من مخيمات الموصل واحيائها المحررة، مبينين انه “على وفق مصادر متعددة بضمنها ناشطون ايزيديون ومنتسبون ايزيديون بالاجهزة الامنية العراقية، فان هنالك اعداداً من المختطفين والمختطفات الايزيديين في مخيمات النزوح جنوبي الموصل وغيرها لكن هنالك من يتستر عليهم من خاطفيهم.. لهذا نقترح تخصيص مكافآت مالية لمن يكشف عن وجود اولئك المختطفين، والتنسيق مع مدراء تلك المخيمات لاقامة فعاليات داخل المخيمات وتعليق اعلانات بداخلها بهذا الخصوص وتدوين ارقام هواتف لاستقبال المكالمات من المتطوعين.. علما ان هنالك من يقول ان بعض اطفالنا المختطفين نسوا لهجتهم الام ويتكلمون بلغة من خطفهم. كما ينبغي تخصيص مكافآت ايضا لمن يكشف عن المختطفين والمختطفات بالاحياء المحررة في جانبي مدينة الموصل”.