هاقد شارفت صفحة الاحتلال الداعشي البغيض لمدن عراقية على الانقضاء وبات ملايين العراقيين فرحين بتحرير اراضيهم المغتصبة من براثن هذه الزمر التكفيرية ..وفي هذا السفر الخالد من المعارك التي اثبتت فيها القوات العراقية بشتى صنوفها انها قادرة على حماية ارض العراق لابد من اسداء كلمات الشكر والعرفان لكل من اسهم في تحقيق هذا المنجز الوطني او سانده او عاضده وفي مقدمة ذلك الشهداء الذين رووا بدمائهم الزكية ميادين القتال واستلهم رفاقهم من تلك الدماء العزيمة والاصرار على الثبات والشجاعة في دحر عصابات الارهاب ومن يقف وراءها ولابد ايضا من الوقوف اجلالا واحتراما للاب الروحي لجميع الطوائف في العراق سماحة المرجع الاعلى علي السيستاني التي خرجت سطور فتواه الشريفة في وقت عصيب كاد العراقيون فيه ان يضيعوا فيها سبل النجاة حتى كان وقع هذه الفتوى وصداها يملأ ارجاء العراق وليستجيب لهذا النداء الملايين ويصطفوا في طوابير الحصول على البنادق والتوجه الى سوح الوغى وكان من بينهم الصبي الغض والشباب اليافع والشيخ الهرم وتحية هؤلاء واجبة مثلما وجب توجيه التحية لتلك الامهات التي انجبت ابطالا تركوا بيوتهم في الجنوب العراقي وودعوا اهلهم واحباءهم من اجل نجدة ابناء الموصل وتكريت والانبار وديالى وكركوك ويتشارك معهم ابناء الجيش العراقي والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الارهاب الذين ابلوا البلاء الحسن وقدموا للعالم اجمع صورة حية للشجاعة والاقدام وقدموا الدليل الحي على قدرة المقاتل العراقي في تحدي اصعب الظروف وخوض اشرس المعارك ..هؤلاء الفتية احق بالفخر واولى بالتكريم ومن خلفهم قياداتهم الامنية والعسكرية وصولا الى القيادة العليا المتمثلة برئيس الوزراء وفريقه في العمليات المشتركة والتحالف الدولي وسيكون من المناسب القول في هذه اللحظة ان كل من حضر في هذا السفر الجهادي الخالد لايتساوى مع من تخلف وتخاذل ولاذ بالفرار او انزوى في غرف الفنادق او فضل التنقل بين العواصم ثم يأتي اليوم يريد المشاركة والجلوس على مائدة الحوار والتحدث عن مرحلة مابعد داعش ويطالب باقتسام التضحيات ويريد الادعاء بانه يمثل الشهداء او السبايا او النازحين او المظلومين الذين ذاقوا الهوان والعذاب على ايادي عصابات الجريمة والتكفير.. وقد ادرك العراقيون بعد هذه المحنة الكبيرة ان الذين اختفوا من هذا المشهد الكبيروتخلفوا ماتوا وان الذين واجهوا الرصاص باجساد عارية وانتخوا لشرفهم وكرامتهم هم من يستحقون ان يمثلوهم ويتحدثون باسمهم وباسم وطنهم.
د. علي شمخي
لا يتساوون
التعليقات مغلقة