قصاص ألماني

أذاقها أنواع المرارات والخيانات التي لا تحصى ولا تعد تحت مرأى ومسمع، وهي في مقدمتهم لم تعد نظراتهم المملوءة بالسخرية حيناً وبالتعاطف حيناً اخر تهزها.
تحولت الى شبه امرأة تقبلت كل شيء من دون أي ردة فعل بعدما تعبت وانهارت لأكثر من مرة امامه وتوسلته لا لألف المرات كي يتغير الا انه لم يصغِ ولم يسمعها اصلاً.
لجأت الى ذويها ليجدوا لها حلاً فلم يكن ردهم كما تمنت بل طلبوا منها ترك اطفالها الأربعة لزوجها والانفصال عنه، ولم يعرفوا ان كل معاناتها كانت بسبب خوفها على مصير اطفالها الذين خشيت ان تتركهم معه ويضيعون ويتشردون بفضل مغامرات والدهم الذي تجاوز العقد الثالث، الا ان مرحلة المراهقة ما زالت واقفة عنده.
لجأت الى الأعراف والقوانين ولم تنصفها لم تترك باباً الا طرقته لغرض ردع زوجها عن تصرفاته الصبيانية والجميع اتفق على ان الرجل مادام لم يحرم عائلته مادياً ووفر لهم كل أسباب العيش وان لم يكن كريماً بل مجرد عيش والسلام في ظل اب وان لم يتمتع بإحساس الابوة.
وفي أحد الأيام جاءها يخبرها انه قرر ان يهاجر ويأخذهم معه الى أحدى الدول الاوروبية فوجئت بالخبر ولم تبد أي ردة فعل في لحظتها، الا انها اخذت بعد فترة تشجعه على السفر وان كان بطريقة غير شرعية.
وتمت كل الأمور كما خططوا لها وصولوا الى المانيا وتمكنوا من الحصول على إقامة مؤقتة وبيت صغير، استقرت حياتهم نوعاً ما، للتفاجىء الزوجة بأن زوجها عاد الى صبيانيتٌة ومراهقته التي ضاعفها خلال تواجده هناك، حاولت ان تتكلم معه وترده عن تصرفاته غير المسؤولة التي ستكون السبب بعودتهم الى ارض الوطن او سيتعرض الى عقوبة شديدة لكن لم تفلح معه كل محاولاتها، وهنا قررت استخدام القانون الألماني خصوصاً انه كان يبرحها ضرباً، تقدمت بأكثر من شكوى ضده وكان آخرها انه مضطرب نفسياً وممكن ان يؤذي ابناءها , وطلبت الانفصال عنه كونه مدمن كحول ليكن رد السلطات الألمانية سريعاً بمنع تواجده معاً في المنزل نفسه وحرمانه من رؤية اطفاله او الاقتراب منه او من زوجته او التعرض لهم بأي شكل من الاشكال .
تنفست الصعداء وابتسمت أخيراً، وبعد ان نصفت على يد من لا يعرفونها او تعرفهم، الا ان الزوج لم يسكت بل حاول نقل المشكلة الى ارض الوطن لحلها عشائرياً مترجياً اباها ان يقنع ابنته او يضغطوا عليها بالعودة الى زوجها او تجعله يرى اطفاله الذين طالما نسى بتصرفاته الهوجاء انهم سيكونون ثمناً لكل ما سببه من الآلام لهم.
ليأتي القصاص الألماني ويحقق ما عجز عنه عرف الوطن وقانونه ليكتب لهذه الزوجة حياةً جديدة بعيدة كل البعد عن ذاك الرجل غير المسؤول.
زينب الحسني

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة