استقر موقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب على تأييد السعودية لكن لم يسحب تأييده عن قطر، ليحتفظ بالاثنين حتى وهما يتخاصمان.
الذين رحبوا بفوز ترامب بالخفاء او عبر شبكات التواصل الاجتماعي سرتهم العبارات التي «شتم» فيها السعوديين، وتلك التي توعد فيها الجماعات الاسلامية الجهادية والتضييق على الوجود الاسلامي على الارض الاميركية، ولهم اسبابهم الايديولوجية في هذا الترحيب.
لكن ثمة قليل من الكتابات تناولت فوز ترامب من داخل الارهاصات الاميركية المجتمعية، المتناقضة والمتسارعة، ربما لجهل كتاب المنطقة بنحو تلك الارهاصات، او (أغلب الظن) ان العقل الشرق اوسطي رهين «ثوابت» السياسة والجغرافيا المحليتان، وكان يلزم ان يتوقف الجميع عند نبوءة المفكر الاميركي نعوم تشومسكي بفوز ترامب في مقال له قبل ست سنوات، ثم وصف فوزه بعد ذلك بانه «حصيلة مجتمع متداع وماض بقوة نحو الإنهيار، وهو في الوقت ذاته تهديد للجنس البشري».
وبصرف النظر عن دقة هذه القراءة وطابعها النظري فان الامر الذي بات صحيحا هو ان ثمة الكثير من الاميركان كانوا يتوقعون (او يخشون) وقوع بلدهم في قبضة التطرف، وفي هذا تنبأ فيلم كرتوني أميركي للأطفال «عائلة سيمبسون» قبل نحو 16 عاما بفوز ترامب بكرسي الرئاسة، وبأنه سيجر اميركا إلى مآزق الأزمات الإقتصادية والسياسية وسيحولها من دولة عظمى هي الأولى في العالم إلى دولة تابعة للصين.
لكن، ومرة اخرى، لا بد من معاينة مواقف ترامب «الانقلابية» على ضوء ما تسمح له الخطوط الحمر الاميركية من جهة، وما يمتلكه هو من ارادة الاقتحام من جهة اخرى، بسيارته المصفحة التي قيل ان لا نظير لقابليتها على المناورة، واطلقت عليها الصحافة الاميركية الساخرة اسم السيارة الحمقاء..
ترامب و »انهيار» الخليج
التعليقات مغلقة