الكويت تواصل مساعيها لحل أزمة قطر من دون تقدُّم وأمير البلاد يستقبل الملك الأردني

إردوغان يصف حصار الدوحة غير إنساني ويشبه حكم الإعدام
متابعة الصباح الجديد:

وجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان انتقادات شديدة للحصار الخليجي على دولة قطر واصفا إياه «بالمخالف لتعاليم الإسلام»، فيما تواصل الكويت مساعيها لإيجاد حل للخلاف الخليجي مع قطر، بعد الأضرار التي تعرضت لها الدوحة في الأيام الماضية نتيجة المقاطعة الديبلوماسية من بعض الدول العربية والإسلامية، وأكدت الكويت السعي إلى احتواء الخلاف العارض بين الأشقاء.
وفي خطاب في البرلمان أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم، قال إردوغان: «ما يجري ضد قطر خطأ قاتل، فحصار شعب بالكامل عمل غير إنساني ومخالف لتعاليم الإسلام وقيمه، إنه بمثابة إصدار حكم بالإعدام ضد قطر».
وأضاف «لقد أظهرت قطر موقفا حازما ضد تنظيم الدولة الإسلامية جنبا إلى جنب مع تركيا، ومحاولة استهداف قطر وتشويهها بهذه الحملات الدعائية لن تحقق أي هدف».
وأكد إردوغان إنه سيعقد اجتماعا ثلاثيا عبر الهاتف مع كل أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمناقشة التطورات الجارية في هذا الملف.
كما أوضحت الخارجية التركية أن إردوغان سيناقش الأزمة في الخليج مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأعلنت قطر تدشين خدمة نقل بحري مباشر مع موانئ في سلطنة عمان لاستقبال البضائع في محاولة منها لتجاوز الذي يفرضه جيرانها عليها.
وقالت سلطة الموانئ القطرية إن خطين للخدمة البحرية سيسيران من ميناء حمد القطري إلى مينائي صحار وصلالة في عمان، وستفرغ حمولة سفن البضائع الكبيرة القادمة إليها في سفن أصغر تتوجه مباشرة من عمان إلى الدوحة.
وقد وصلت أول سفينة شحن إلى ميناء حمد القطري، الذي يبعد عن ميناء صحار بـ 420 ميلا بحريا وعن ميناء صلالة ب 1131 ميلا بحريا.
وكانت سفن الشحن المتوجهة إلى قطر تتوقف سابقا في دبي في الإمارات العربية المتحدة التي انضمت إلى السعودية والبحرين في مقاطعة قطر وقطع كل وسائل النقل معها في محاولة للضغط عليها بعد اتهامها بدعم «الإرهاب».
وتعد دولة قطر أكبر منتج ومصدر للغاز المسال في العالم، بيد أنها تعتمد اعتمادا كبيرا على استيراد المواد الغذائية والمواد الأولية الأخرى.
ويقدر محللون أن نسبة 40 في المئة على الأقل من التجهيزات الغذائية في قطر تُنقل إليها عبر حدودها مع السعودية.
وقد أغلقت الرياض الأسبوع الماضي حدودها البرية مع قطر مما أثر كثيرا على واردات قطر من المواد الغذائية والأولية التي تحتاجها في مشاريع البنى التحتية استعدادا لبطولة العالم لكرة القدم في عام 2022، المقدرة قيمتها 200 مليار دولار.
وقد أعلنت وزارة الخارجية المغربية أيضا أن الرباط تعتزم إرسال طائرة محملة بالمواد الغذائية إلى قطر.
وقالت إن هذه الخطوة لا علاقة لها بالنزاع السياسي حول علاقات الدوحة المزعومة بالارهاب.
وأضافت الوزارة فى بيان أن الخطوة تأتي تماشيا مع «تعاليم الدين الإسلامي وما يستوجبه -وخاصة في شهر رمضان- من تكافل وتآزر وتضامن بين الشعوب الإسلامية».
وفي وقت سابق، عرض العاهل المغربي الملك، محمد السادس، الوساطة بين الطرفين بعد أن علق المغرب رحلاته من وإلى الدوحة.
ووصف وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الأزمة بأنها «وضع معقد للغاية» ومجال يجب التوصل فيه إلى تفاهم.
وقال ماتيس أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب إن أمير قطر ورث تركة صعبة وأنه يتحرك في الاتجاه الصحيح.
في هذه الأثناء، أصدرت هيئة الطيران المدني الإماراتية بيانا قالت فيه إن الحظر الجوي يقتصر على الطائرات المسجلة في قطر أو التي تسيرها الخطوط الجوية القطرية.
وأصدرت السعودية والبحرين بيانان مشابهان أوضحا أن الحظر سار على الطائرات التي تسيرها شركات قطرية حيث تمنع هذه الطائرات من المرور في الاجواء الإقليمية للدول الثلاث أو الهبوط أو الانتظار «الترانزيت».
ويقول خبراء في شؤون الطيران إن الحصار الجوي الذي فرض على قطر يهدد مكانة الخطوط الجوية القطرية التي حولت الدوحة إلى مركز عالمي لرحلات الطيران، ودورها كناقل جوي كبير في منطقة الشرق الأوسط.
وكانت الخطوط الجوية القطرية تسيطر على نسبة جيدة من النقل الجوي في المنطقة إلى جانب نظيرتيها في دولة الإمارات: الخطوط الجوية الإماراتية في دبي وطيران الاتحاد في أبو ظبي.
وقد تسببت الإجراءات في إلغاء عشرات الرحلات اليومية للخطوط الجوية القطرية ولشركات نقل أخرى من البلدان الخليجية، وأجبرت الطائرات القطرية على تغيير مساراتها لمسافات طويلة لتجنب المجالين الجويين للبحرين والمملكة العربية السعودية.
ويتحدث محلل شؤون الطيران، أديسون شونلاند، من مؤسسة ايرلنسايت في الولايات المتحدة عن التأثير السيء لذلك «بسبب زيادة الزمن الذي تستغرقه الرحلات الجوية إلى قطر وبالتالي كلف هذه الرحلات، ويضيف «ومع تشديد القيود في هذه المجالات الجوية ضد الطيران القطري فإن المشكلة باتت اسوأ بكثير».
وكانت الطائرات القطرية تعبر من المجال الجوي البحريني الذي يغطي جزءا كبيرا من مياه الخليج أو المجال الجوي السعودي الواسع في رحلاتها المتجهة إلى بقية دول الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا الجنوبية.
وبات على هذه الطائرات أن تستخدم المجال الجوي الإيراني الآن في رحلاتها المتجهة إلى أوروبا.
وقد أرسلت إيران، يوم الأحد الماضي ، خمس طائرات محملة بالمواد الغذائية إلى قطر، فضلا عن ثلاثة سفن تحمل 350 طنا من المواد الغذائية ستتوجه من الموانئ الإيرانية إلى الدولة الخليجية.
وفيما أعلنت الكويت أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني زارها امس الثلاثاء، أكد مجلس الوزراء أنه اطلع من وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد على نتائج المساعي الخيرة والزيارات التي قام بها الشيخ صباح الأحمد إلى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وقطر في أعقاب الخلاف الذي طرأ بين هذه الدول الشقيقة أخيراً، وفحوى اللقاءات الأخوية التي عقدها مع قادة هذه الدول التي تم خلالها استعراض العلاقات الأخوية التاريخية المميزة القائمة بين دول مجلس التعاون الخليجي والسبل الكفيلة بمعالجة الوضع العارض.
وأعلن قصر الإليزيه أمس الاول الاثنين، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصل بأمير الكويت لبحث الخلاف بين قطر والدول العربية. وتعهد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمس الاول الاثنين، بالمضي قدماً في جهود تسوية الأزمة الخليجية.
وقال أمير الكويت إن التقريب بين الأشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وإزالة الخلافات بينهم، واجب لا أستطيع التخلي عنه، وأضاف الشيخ صباح، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الكويتية، أن «أي إرهاق، وأي جهود مهما كانت صعبة، تهون أمام إعادة اللحمة الخليجية، وإزالة الخلافات.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة