فتوى الجهاد الكفائي والقرار الكربلائي!

عندما تتوقف مصالح الامة وسيادة الدولة وارواح الملايين على قرار ورجل فأن الاعناق سرعان ما تشرئب الى النجف وامامها وهكذا انبرت المرجعية الدينية بعد «وكسة» حزيران 2014 لتقول رأيها بالهزيمة كما اكدت قرارها وموقفها الحازم بفتوى الجهاد الكفائي والشروط الموضوعية للانتصار على داعش.
بعد سنتين من الان لابد ان نتساءل اين كنا عشية الفتوى واين اصبحنا بعدها!.
قلت ذلك عشية الهزيمة وانا اتشح بسواد حزني ان القتال سيكون على اسوار بغداد حيث لم يسمع احد من المسؤولين عن القرار السياسي والعسكري والامني عام 2012 وانا نائب في البرلمان وكأن هنالك قرار بعدم الاصغاء للاصوات المعتدلة والخبيرة التي كانت تتحسس الهزيمة وتؤشر على الخطأ وتضع اصابعها على الجرح العراقي الكبير.
اليوم وبفضل الفتوى ووقوف المرجعية الدينية عند مسؤولياتها الرسالية والوطنية اصبحت داعش تقاتل ليس على اسوار دولتنا وتجربتنا العراقية بل على اسوار خلافتهم المهزومة في البوادي وهنا انتهز الفرصة للتأكيد ان البغدادي لم يقتل حسب ماورد في كلام «الديلي ميرور» البريطانية بل يعيش مر هزيمته وهو يقبع في المخابئ السرية الواقعة تحت الارض في البادية العراقية المقابلة لمدينة القائم حيث الكهوف والتراب الكثيف والهزائم المنكرة التي مني بها على يد فرسان الحشد الشعبي وابطال الشرطة الاتحادية وبواسل الجيش العراقي ونسور الجوية ومغاوير جهاز مكافحة الارهاب.
وبرغم الدم العزيز الغزير الذي اريق على جنبات المناطق الغربية وديالى وصلاح الدين والفلوجة وآمرلي وجرف النصر وفصول القتال الكبير لفرساننا في الايسر والايمن وصحراء نينوى لكن العراق اعز ويستحق التضحيات وهو مااستشعرته المرجعية الدينية التي عظم لديها ان يذل هذا التراب ويهزم امام خفافيش الظلام الداعشي الطويل.
العراقيون كبار في مواجهة التحديات الكبرى ..فهم يقاتلون في جبهات القتال نيابة عن العالم كله وينتشرون في مخيمات النازحين داعمين وملبين ومستقبلين ومثلما توزع على ملايين النازحين المساعدات الغذائية انطلقت المواكب الحسينية ورجال الاعمال والتجار والميسورون لتقديم العطاءات الكبيرة دعماً لمعركتنا الكبرى في مواجهة المشروع التكفيري المتطرف في ظل اكبر ازمة اقتصادية يشهدها العراق في تاريخه بسبب سوء الادارة وغياب الخبرة في ادارة الدولة وانخفاض اسعار النفط.
تحية اكبار واجلال لمرجعيتنا الدينية يوم تصدت واعلنت وتوجهت الجموع الغفيرة الى جبهات القتال دفاعاً عن تراب الانبياء ومراقد الائمة ومشهد الاسلام وآخر الاوطان التي تحتفظ بالكرامة وساماً وبالعزة بيرقاً.
تحية اكبار لشهداء الحشد الشعبي وجرحاه وشهداء الجيش والشرطة الاتحادية ومكافحة الارهاب والمدنيين في المحافظات المنكوبة التي غزاها الدواعش في العاشر من حزيران.
ان العاشر من المحرم والعاشر من حزيران مناسبتان سيبقى العراقيون يتذكرونهما بحزن عميق.. استشهاد الحسين و» استشهاد» الموصل وخمس محافظات عراقية.
م/ باقر الزبيدي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة