يطمح بحصد المزيد من البطولات
العواصم ـ وكالات:
رافاييل نادال تألق مجدداً وعاد إلى القمة بعد غياب، اكتسح كل منافسيه في رولان غاروس ٢٠١٧ حتى ستانيسلاس فافرينكا لم يقو على الصمود في النهائي. منذ أن كان يافعاً طويل الشعر وحتى اللحظة مسيرة مؤثرة جداً جُبلت بالتراب والدموع والعرق نوجزها في هذا المقال والفيديو الوجدانيين.
نادال في رولان غاروس عودة البطل ! فوزه من جديد كان امرا منتظرا لمتابعينه برغم الصعاب التي عاشها الفذ الإسباني والتقهقر الكبير في مستواه عامي 2015 و2016، فأمثال الأسطورة نادال قلائل في الرياضة عموماً.
خاض نادال النهائي العاشر في رولان غاروس وتوج باللقب العاشر على حساب ستانيسلاس فافرينكا، مباراة استثنائية وبطولة مميزة جعلت للقب العاشر في رولان غاروس نكهة فارقة مع تتويجه دون خسارة أي مجموعة طيلة البطولة.
إذا أعوام طوال في بطولة فرنسا المفتوحة خطها ابن مايوركا الفولاذي بانتصارات متتالية حتى بلغت 79 فوزاُ مقابل هزيمتين فقط وكلتاهما شبه مبررتين، عام 2009 مع سودرلنغ حين عصفت به ازمة خلاف والديه فكان يتألم نفسيا، وعام 2015 امام دجوكوفيتش حين طوعت الإصابات صلابة بدنه.
حكاية نادال مع التراب الفرنسي بدأت قبل اثني عشر عاماً في سن الـ١٩حين توج باللقب الأول في فيليب شاترييه الاستاد الرئيسي في رولان غاروس عام 2005 على الأرجنتيني ماريانو بويرتا 6-7، 6-3، 6-1، 7-5 وبات وقتها اول لاعب يحرز اللقب منذ المشاركة الأولى منذ السويدي ماتس فيلاندر عام 1982.
كرت السبحة وفاز اعوام 2006 و2007 و2008 وفي النهائيات الثلاث هزم منافسه اللدود السويسري روجيه فيدرر وفي الفوز الأخير أي 2008 الحق بالمايسترو فيدرر أسوأ هزيمة له في البطولات الكبرى 6-1، 6-3، 6-صفر.
عام 2009 فجر السويدي روبن سودرلنغ مفاجأة مدوية وأخرج نادال لكن الأخير عاد العام 2010 وثأر في النهائي محرزاً خامس القابه في فرنسا.
مجدداً كرت السبحة بهمينة مطلقة فأحرز الألقاب تواليا بين 2011 و2014 تاريخ فوزه باللقب التاسع وهي سنوات شهدت تطويعه لفيدرر مجدداً وكذلك نوفاك دجوكوفيتش.
سنون مرت كالوميض وكم هو قريب تاريخ اول تتويج في اذهان محبي الماتادور، وما اشبه احتفاله اليوم بالأمس رغم السنوات الاثنتي عشرة، وفي المرتين 2005 و2017 وكما في كل فوز، ارتمى على التراب وكأنه يتحسس طعم الفوز الأوّل.
نضج الاعوام لم يغير في ابن مايوركا كثيرا، ما زال يبكي ويعيش لحظة الفوز وكأنها الاولى في مسيرته، وما زال يعانق عمه طوني ببراءة وانفعال ضم الولد لأبيه.
أسطورية الإنجاز في فرنسا لا تكمن فقط باللقب العاشر او الخامس عشر في البطولات الكبرى، بل بقدرته على العودة مجدداً بعدما ظن الكثيرون ان شمس ابن مايوركا قد أفلت ومجده بات تاريخاً، الا انه اثبت مجدداً بعد اندثار ان نادال وامثاله ولدوا كي يكون للتاريخ تجديد ومعنى، فأي تاريخ لرولان غاروس والتنس من دون نادال !.
من جانبه، كد لاعب التنس الإسباني رافائيل نادال، الذي توج بلقبه العاشر في بطولة رولان جاروس، أنه لا يزال راغبا في تحقيق الانتصارات وأن حماسه «بلا حدود».
وقال نادال بعد رفعه للكأس العاشرة له في عاصمة النور «حماسي بلا حدود، سأواصل العمل الجاد من أجل التحسن. لدي رغبة قوية للمنافسة وللتنس، وأعتقد أنني أستطيع الاستمرار في التطلع للبطولات الكبرى، وهو ما سأقوم به».
وأوضح نادال أن تتويجه يشعره بالسعادة، ولكنه لا يعطيه الأفضلية للفوز ببطولات أخرى، مشيرا إلى أن تكريمه في رولان جاروس وإهدائه كأس الفرسان لفوزه بعشر نسخ فيها، يمكن أن يعادله لاعب ما، ولكنه أكد في نفس الوقت أنه «عليهم (اللاعبين الآخرين) أن يبذلوا الكثير، ولا أعلم إن كنت سأري من يمكنه التفوق عليّ».
ولذلك، يرى الماتادور أن ألقابه العشرة «أمر سيبقى في التاريخ»، وأنه يشعر «بالفخر» لما حققه، مؤكدا أن دافعه للتحسن مستمر ودائم بسبب شكوكه الدائمة بشأن التفوق.
وقال «عندما تكون لديك الشكوك، تبحث عن التحسن ويصبح لديك الكثير من الجهد، وهذا ما يجعلك متواضعا. ولا أشك أبدا في انه عليك الاجتهاد من أجل التحسن، ولكن سيظل لدي شكوكي، فكل أسبوع مختلف (عن السابق) ولم أصب أبدا بغرور التفكير في أنني سأظل في المقدمة».
وتابع نادال «أنا لست طفلا، وأدرك أن فرصي للفوز تقل بمرور الوقت لأن أعوامي المتبقية تصبح أقل».
ووصف رافا فوزه في بطولة رولان جاروس، المفضلة لديه، دون أن يخسر أي شوط ودون أن يتعرض حتى لاحتمال الخسارة بالـ «ممتاز»
وسيكون الهدف التالي للماتادور الإسباني هو بطولة ويمبلدون التي يصل إليها بعد بضعة أعوام دون المستوى المطلوب.
وبإمكان نادال تصدر التصنيف العالمي، إن استطاع التتويج بلقب البطولة التي خسر فيها خمس نهائيات، غير أنه أكد عدم تفكيره في هذا الأمر الآن، معترفا في الوقت نفسه أنه «سيكون جميلا» إن تحقق.
وأكد نادال أنه لم يكن يتوقع مسيرة رياضية طويلة لهذا الحد في عالم الكرة الصفراء، وقال «أنا شخص غير منظم، فليحدث ما يحدث، سأستمر في اللعب حتى أكتفي. حين يأتي اليوم الذي أستيقظ فيه وليس لدي شغف الذهاب للتدريب، ستكون النهاية (الاعتزال). أنا غير قلق لأنني سعيد بعمل أشياء أخرى في هذه الحياة».