بالرغم من الوضع الأمني الذي ألقى بظلالهِ على بعض عاداتنا الجميلة
اعداد ـ زينة قاسم :
لشهر رمضان في العراق خصوصية وطعم خاص، اذ تبدأ المرأة بالتحضير لهذا الشهر الكريم من خلال مبادرتها بالذهاب إلى شراء المواد الغذائية التي تحتاجها العائلة في وجبات الإفطار والسحور، والتي تشتمل عادةً المواد الغذائية الأساسية، فضلاً عن الحلويات والعصائر وخاصة «شراب نومي البصرة» الذي لا تكاد تخلو منه مائدة أفطار.
ومن العادات المعروفة في هذا الشهر المبارك هي كثرة الزيارات بين الجيران والأقارب في ليالي رمضان، اذ يتبادل الجيران انواع الاطعمة، فضلاً عن تبادل اطباق الحلوى، كون العراقيون اعتادوا في هذا الشهر الكريم على جلسات الإفطار الجماعية التي تلم شمل الأقارب والأحبة والتي من شأنها زيادة الألفة والمحبة بين العائلات العراقية، لكن في الوقت الحاضر بدأ العراقيون يقللون من هذه الزيارات بسبب الوضع الأمني في البلاد الذي القى بظلالهِ على اغلب عاداتنا الجميلة.
تختار كل امرأة «ام البيت» لكل يوم من ايام رمضان بعض الأكلات العراقية المعروفة، كالشوربة، والتشريب والدولمة والكبة والغالب تكون كبة حلب، كبة برغل، كبة حامض، والباجة الاكلة العراقية الاكثر شهرة وعروكَ كباب مشوي او مقلي وغيرها من الطبخات العراقية المعروفة، لتكون سفرتها مميزة خلال هذه الايام المباركة، فضلاً عن الحلويات المعروفة كالبقلاوة والزلابية وغيرها من الحلويات المعروفة بنكهتها العراقية.
ومع حلول شهر رمضان المبارك من كل عام تنتشر لعبة المحيبس التراثية في الشارع العراقي الشعبي بنحو ملفت للنظر وتستهوي هذه اللعبة آلاف العراقيين من لاعبين ومشجعين، وتمارس في الأحياء والمقاهي الشعبية منذ مئات السنين.
وقد اشتهرت في أقدم المحال البغدادية القديمة كالكاظمية والأعظمية والجعيفر والرحمانية فتقام مباريات بين ابناء المنطقة الواحدة، وبين المناطق المجاورة مثل المباريات التي تقام كل عام بين منطقة الكاظمية ومنطقة الأعظمية.
تتكون اللعبة من فريقين كل فريق يتكون من عدد من الأشخاص قد يتجاوز العشرين ويجلس الفريقان بصورة متقابلة وبنحو صفوف ويقوم أحد أشخاص الفريق الأول بوضع خاتم (محبس) بيد أحد أشخاص فريقه ويتم اختيار أحد الأشخاص من الفريق الثاني ليعرف (يحزر) مكان الخاتم، ويتم تسجيل النقاط لكلا الفريقين حسب عدد المرات التي تمكن خلالها من معرفة مكان الخاتم، والفريق الذي يحقق الحد الأعلى من النقاط (21 نقطة) هو الفائز.
ومن طقوس هذه اللعبة أن يتناول الفريقان والجمهور بعد انتهاء اللعبة بعض الحلويـات العراقيـة المعروفـة (الزلابية والبقلاوة) التي يتحمل ثمنها الفريق الخاسر.
تهدف لعبة المحيبس الى تقوية أواصر المحبة والصداقة بين أبناء الحي الواحد، والتعارف وتوطيد المحبة والألفة بين ابناء المناطق المتعددة. اما في الثلث الأخير من شهر رمضان يبدأ الناس بالاستعداد لاستقبال عيد الفطر المبارك من خلال تزيين البيوت لاستقبال المهنئين من الجيران، والأقارب، والأصدقاء، وتقوم ربات البيوت بصنع الحلويات والمعجنات خاصة (الكليجة) لتقديمها مع العصائر للضيوف الذين يأتون في العيد. كما يتم تجهيز ألعاب الأطفال (المراجيح، الزحليكات، دولاب الهواء) في الساحات والمناطق الشعبية.