زلزال يهز العلاقات الخليجية والعربية
بغداد ـ الصباح الجديد:
قطعت كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية ومملكة البحرين والمالديف علاقتها الدبلوماسية مع قطر، بسبب دعمها وإيواءها للجماعات الإرهابية.
وفي تطور لاحق قالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) إن الحكومة اليمنية قطعت العلاقات مع قطر امس الاثنين.
وأضافت الحكومة في بيان أن القرار صدر «بعد اتضاح ممارسات قطر ودعمها للجماعات المتطرفة في اليمن».كما أعلنت ليبيا، قطع علاقاتها مع قطر.
وقال وزير الخارجية في الحكومة المؤقتة، المنبثقة شرعيا عن مجلس النواب، محمد الدايري، إن بلاده قررت قطع علاقاتها مع دولة قطر تضامنا مع أشقائنا في مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية».
وأضاف الوزير الدايري أن «سجل قطر في اعتداءاتها المتكررة والعديدة على كرامة الشعب الليبي بعد ثورة 17 شباط لطالما أغضب قطاعات عريضة من الشعب الليبي».
وفي اول رد على قرارات قطع العلاقات أعربت الخارجية القطرية، امس الاثنين، عن أسفها لقرار قطع العلاقات، مشيرة إلى أن الإجراءات التي تلته «غير مبررة».
ونشرت الخارجية القطرية، بيانا رسميا، اطلعت عليه «الصباح الجديد» ردت فيه على قرار السعودية ومصر والإمارات والبحرين على قرار قطع العلاقات الدبلوماسية معها، معربة عن أسفها لقرار قطع العلاقات.
وتابعت قائلة، إن «قرار قطع العلاقات قائم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة»، مشيرة إلى أن الإجراءات التي تلته «غير مبررة».
وتدهورت علاقة قطر بجيرانها منذ الرابع والعشرين من الشهر الماضي عندما بثت وسائل الإعلام القطرية كلمة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد ملخصها الخطوط العامة للسياسة القطرية التي لا تتسق وكونها عضو في مجلس التعاون الخليجي وملتزمة بالخط العام لسياساته.
وجاء في كلمة الأمير التي بثت على وكالة الأنباء الرسمية والتلفزيون الرسمي أن: وجود قاعدة العديد الأميركية في بلاده سبب في حماية بلاده «من أطماع بعض الدول المجاورة»، مؤكدا أنها (القاعدة) «الفرصة الوحيدة لأميركا لامتلاك النفوذ العسكري بالمنطقة».
وأن لدى قطر تواصل مستمر مع إسرائيل، مشيرا إلى أن التوتر مع الولايات المتحدة لن يستمر «بسبب التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الأميركي».
وعن علاقات بلاده مع إيران، أوضح أمير قطر أن «إيران تمثل ثقلا إقليميا وإسلاميا لا يمكن تجاهله»، وأن بلاده تحتفظ بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة وإيران في وقت واحد.
وأوضح في حديثه أن ليس من المصلحة التصعيد مع إيران خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة. كما وصف الشيخ تميم مليشيات حزب الله اللبنانية بأنها حركة مقاومة.
وفي اول رد اميركي دعا وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الدول الخليجية الى الحفاظ على وحدتها والعمل على تسوية الخلافات.
وقال في سيدني «بالتأكيد نشجع الاطراف على الجلوس معا ومعالجة هذه الخلافات»، واضاف «اذا كان هناك اي دور يمكن ان نلعبه لمساعدتهم على ذلك، فاعتقد انه مهم لمجلس التعاون الخليجي أن يحافظ على وحدته».
وتعد قطع العلاقات مع قطر أخطر أزمة في مجلس التعاون الخليجي منذ إنشائه في 1981. ويضم المجلس السعودية والكويت والامارات والبحرين وسلطنة عمان وقطر.
وأعلنت شركتا طيران الامارات التابعة لإمارة دبي والاتحاد التابعة لأبوظبي امس الاثنين تعليق رحلاتها المتجهة الى قطر والقادمة منها اعتبارا من اليوم الثلاثاء و»حتى اشعار آخر».
كما اعلنت شركة الخطوط الجوية القطرية بدورها تعليق كل رحلاتها الى السعودية، أما المواطنون القطريون فقد أُمهلوا 14 يوما لمغادرة السعودية والامارات والبحرين التي منعت مواطنيها من التوجه الى قطر.
وتأتي هذه الازمة بعد أقل من أسبوعين على إعلان قطر أنها تعرضت لقرصنة أدت الى نشر تصريحات نسبت الى أميرها الشيخ تميم بن حمد ال ثاني على وكالة الانباء القطرية الرسمية.
وكانت زيارة ترامب الى الرياض في أول رحلة الى الخارج يقوم بها اختتمت بتوقيع اتفاق حول «رؤية استراتيجية» من اجل تعزيز العلاقات الاقتصادية والدفاعية بين السعودية والولايات المتحدة.
وفي خطابه في 21 ايار في الرياض، طلب ترامب من قادة الدول الاسلامية «طرد» المتطرفين و»الارهابيين»، في اشارة الى الجماعات الجهادية التي تنفذ هجمات في دول عدة. كما طلب من الاسرة الدولية «عزل» ايران.
وتعود آخر ازمة مفتوحة في الخليج الى 2014 عندما استدعت ثلاث دول خليجية (السعودية والامارات والبحرين) سفراءها من الدوحة احتجاجا على دعم قطر للإخوان المسلمين على حد قولها.
فيما أعلنت قيادة التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن امس الاثنين انهاء مشاركة قطر في هذا التحالف «بسبب ممارساتها التي تعزز الارهاب»، وذلك بعيد اعلان السعودية والامارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة.
وقالت قيادة «تحالف دعم الشرعية في اليمن» في بيان نشرته وكالة الانباء السعودية أنها «قررت إنهاء مشاركة دولة قطر في التحالف».
واوضحت قيادة التحالف الذي اطلقته السعودية في آذار 2015 انها اتخذت هذا القرار «بسبب ممارساتها (قطر) التي تعزز الإرهاب ودعمها تنظيماته في اليمن ومنها القاعدة وداعش وتعاملها مع المليشيات الانقلابية في اليمن».
بالمقابل قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو امس الاثنين إنه يشعر بالأسى للخلاف بين قطر ودول عربية أخرى ودعا للحوار لحل النزاع. وأضاف في مؤتمر صحفي «نعتبر استقرار منطقة الخليج من وحدتنا وتضامننا.
«تطرأ بعض الأمور بين الدول بالطبع لكن الحوار يجب أن يستمر تحت أي ظرف لحل المشكلات سلميا. نشعر بالأسى للوضع الحالي وسنقدم أي مساندة لإعادة الوضع لطبيعته».
كما أعلنت الخارجية الباكستانية، امس الاثنين، أن إسلام آباد لا تعتزم قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر في الوقت الراهن، على غرار ما فعلته كل من السعودية ومصر والبحرين والإمارات.
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الخارجية الباكستانية، نفيس زكريا، الذي قال: «في المرحلة الراهنة، لا ننظر في اتخاذ خطوات ما في الملف القطري، وسنصدر بيانا في حال وقوع أي تغيرات».