الدواعش يبيدون 200 مواطن أغلبهم أطفال ونساء ومتقدمين بالسن

التفصيلات الكاملة لكارثة “معمل البيبسي” في الموصل
نينوى ـ خدر خلات:

جريمة جديدة تضاف الى السجل الوحشي البشع التي سطرها بالدم والارهاب تنظيم داعش الارهابي بحق جميع المواطنين ومن شتى الانتماءات العرقية والقومية والدينية..
هذه المرة اقدم داعش على ذبح نحو 200 مدني بدم بارد اغلبهم من الاطفال والنساء والمتقدمين بالسن خلال محاولتهم الهرب من منازلهم بحي الزنجلي بايمن الموصل باتجاه القوات الامنية المشتركة، حيث تم فتح النيران عليهم بوحشية من قبل عناصره وقناصيه.
الناشط المدني ابو رؤى العبيدي احد اعضاء مرصد “موصليون” المختص بمراقبة وتحليل اجراءات تنتظيم داعش في الموصل، تحدث لـ “الصباح الجديد” حول كارثة ما بات يعرف بكارثة معمل البيبسي في منطقة الزنجيلي، وقال “في الساعة الثامنة من صباح يوم الخميس، الاول من حزيران الجاري، قررت عائلات كثيرة من حي الزنجيلي الهرب باتجاه القوات العراقية الموجودة في حي النجار مقابل فندق الموصل، للخلاص من الاوضاع المأساوية من رعب وخوف وجوع وغيرها”.
واضاف “خرجت عشرات العائلات سيراً على الاقدام في الشارع المعروف بشارع البيبسي، وهو الشارع الممتد من سوق البورصة الى الشارع الفاصل بين حيي النجار والزنجيلي والذي يقع المعمل في نهايته اليسرى، وهو الشارع الذي حدث فيه الانفجار الكبير عام ٢٠٠٨ (انفجار عبوات ومواد متفجرة كانت مخزنة واسفر عن مقتل واصابة العشرات من الاهالي حينها)”.
واشار العبيدي الى انه “عند وصول العائلات الى نهاية الشارع امام باب المعمل تم رصدها من قبل عناصر داعش لانها منطقة مكشوفة تماماً بسبب عدم وجود ابنية يمكن الاحتماء بها، علماً ان عناصر داعش كانوا يموضعون في الطوابق العليا من مستشفى ابن سينا المواجه لمعمل البيبسي”.
مبيناً ان “عناصر داعش بادروا فوراً باطلاق النار على العائلات في اثناء هربهم من امام المعمل الى الجهة الثانية من الشارع في حي النجار مقابل فندق الموصل باسلحة رشاشة وقناصين، علماً ان اكثر من اصيب بتلك النيران هم النساء والاطفال وكبار السن لعدم مقدرتهم على الركض بسرعة”.
ونقل العبيدي عن عدد من الناجين من هذه الحادثة انه “كان هناك نحو ٢٠٠ جثة بجانب المعمل وعلى الشارع فضلا عن عشرات المفقودين خصوصاً من الاطفال”.
وتابع “يروي الناجون قصصًا مفزعة عن حالة الرعب والصراخ التي حدثت وفقدان الاطفال وترك القتلى والجرحى في الشارع وهرب كل من يستطيع بنفسه واصابة كثير من الهاربين بالرصاص في انحاء مختلفة من اجسادهم، وقال لنا احدهم انه لم يستطع اكمال طريق الهرب بسبب اصابته بقدمه امام معمل البيبسي، فنام مع الجثث من الصباح حتى اظلم الليل، ثم بدأ يزحف في الشارع بهدوء حتى لا يكشفه عناصر داعش، وتمكن من الوصول الى القوات العراقية في الخامسة فجراً فقدموا له العلاج ونقلوه الى ذويه الذين كانوا قد اعلنوا عن فقدانه”.
ونوه العبيدي الى ان “الكثير من الناجين فقدوا مستمسكاتهم بسبب جمعها لدى شخص واحد من العائلة في حقيبة واصابة هذا الشخص، او استشهاده في المكان وبقاء المستمسكات معه، ونرجو مراعاة هذه المسألة، وفي الوقت نفسه نطالب من السيد رئيس الوزراء والقادة الامنيين وكل منظمات الدولية بارسال قوات خاصة وفرق انقاذ الى المكان لان هناك احياء و جرحى ما يزالون يحتمون في بعض الابنية المجاورة لمحل الحادث فضلا عن مطالبة الناجون بجثث ذويهم لدفنها”.
مشيراً الى ان “القوات العراقية استقبلت العائلات التي تمكنت من عبور الشارع الى حي النجار وقدمت العلاج الطبي للجرحى ونقلتهم الى المستشفيات وكانت هناك منظمات انسانية طبية ومجموعة صحفيين اجانب وثقوا هذه الجريمة البشعة”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة