مع انتهاء آخر مرحلة من اتفاق التسوية وخروج 1012 شخصاً
متابعة الصباح الجديد:
أخلى مسلحو المعارضة السورية حي برزة الخاضع لسيطرتهم في العاصمة دمشق، بما أفسح المجال أمام لقوات الحكومة باستعادة المنطقة، في وقت دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة إلى المشاركة في العمل على تحديد أبعاد مناطق تخفيف التوتر في سوريا.
وأكد محافظ دمشق خروج أكثر من ألف شخص من المدنيين ومسلحي المعارضة من الحي، موضحا أنها آخر دفعة تخرج في إطار اتفاق تم التوصل إليه بين الحكومة والمعارضة.
وبموجب هذا الاتفاق تضمن الحكومة الانتقال الآمن لمسلحي المعارضة والمدنيين إلى مناطق أخرى في سوريا تسيطر عليها المعارضة مقابل إنهاء الحصار أو قصف هذه المناطق.
وأعلن المحافظ بشر الصبان في تصريحات لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن انتهاء آخر مرحلة من اتفاق التسوية في حي برزة وخروج 1012 شخصاً من بينهم 455 مسلحاً.
وأضاف الصبان أن «عملية الإجلاء تمهد لعودة جميع مؤسسات الدولة إلى حي برزة ومحيطها».
وتم التوصل لهذا الاتفاق في بداية الشهر الجاري وساهم بإخراج نحو خمسة آلاف شخص من هذا الحي، نصفهم من مسلحي المعارضة.
وتتجه هذه الدفعة الأخيرة من حي برزة إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا شأنهم كشأن الآلاف الذين غادروا حيي القابون وتشرين، وذلك بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه.
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض ، ومقره بريطانيا ، خروج آخر دفعة من الحافلات التي تقل المدنيين ومسلحي المعارضة من حي برزة امس الاول الاثنين.
وقال المرصد إن هذه الحافلات «تتجه بعضها لمحافظة إدلب، التي تعتبر معقلاً للمعارضة، وبعضها الآخر إلى مدينة جرابلس التي تبعد 126 كم شرقي مدينة حلب» وهي آخر المدن السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة على الحدود مع تركيا.
وبذلك، تبقى مناطق قليلة في دمشق تحت سيطرة المعارضة التي تسيطر على أجزاء من شرق حي جوبر وجنوب حي التضامن والمناطق المحيطة بحي الحجر الأسود. ويسيطر جهاديون على أجزاء من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
وتقول الحكومة السورية إن اتفاق التسوية الذي تم التوصل إليه يعد أفضل طريقة للتوصل إلى حل للحرب التي نشبت في البلاد منذ 6 سنوات، إلا أن المعارضة تصفها بأنه « تهجير قسري».
ومنيت دمشق بخسائر جمة خلال الحرب السورية التي قتل فيها أكثر من 320 ألف شخص منذ بدايتها في عام 2011.
وتنتقد الأمم المتحدة استخدام كلا الطرفين تكتيكات الحصار للتوصل إلى اتفاقات تسوية تقضي بتهجير سكان المناطق وفرض «التهجير القسري» عليهم.
فيما قصف إرهابيو تنظيم «داعش» امس الاول الاثنين حيا سكنيا في مدينة دير الزور السورية الواقعة على بعد 420 مترا من العاصمة دمشق واستمر القصف عدة ساعات.
ووفقا لوكالة «سانا»، سقط حصيلة القصف بقذائف الهاون من قبل مسلحي التنظيم الإرهابي، 10 قتلى كما جرح 18 آخرون في حي القصور وحي الجورة، وكان معظم الضحايا والجرحى من النساء والأطفال.
وأفادت وسائل إعلام بأن قصف تنظيم داعش الإرهابي في 20 مايو الجاري لمدينة دير الزور تسبب بمقتل 18 مدنيا، بينما تجاوز عدد الجرحى الـ 60 مصابا من المدنيين العزل.
يشار إلى أن الحصار على مدينة دير الزور مستمر منذ 2014 عندما سيطر مسلحو تنظيم داعش على القسم الشرقي منها بينما لا تزال القوات الحكومية تسيطر على القسمين الجنوبي والغربي من المدينة بالإضافة للمطار العسكري في ضواحيها.
بالمقابل دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة إلى المشاركة في العمل على تحديد أبعاد مناطق تخفيف التوتر في سوريا.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي في موسكو امس الثلاثاء، إن موسكو قلقة جدا بشأن تعرض القوات السورية لضربات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في جنوب سوريا.
وأكد الوزير الروسي أن موسكو سترحب بمشاركة واشنطن في تحديد أبعاد مناطق تخفيف التوتر في سوريا، مشيرا إلى أن ذلك سيبحث قريبا في اجتماع في إطار عملية أستانا.