بغداد الأعلى بمعدلات الطلاق

حققت بغداد بجانبيها الكرخ والرصافة المركز الأول والصدارة في اعداد نسب الطلاق في اخر إحصائية أصدرها مجلس القضاء الأعلى والتي كانت العاصمة بغداد لها الكلمة الفاصلة فيها وذيلتها محافظة صلاح الدين , هذه ليست المرة الأولى او الأخيرة لنيل تلك الصدارة في هذا المجال نتيجة اتساع ظاهرة زواج القصر في جميع انحائها والتي يعدها الكثير من العائلات « حل « للتخلص من مسؤولية الفتيات التي تمثل هماً وعاراً لهم في حال تجاوزت العشرين عاماً ولم تتزوج بل كارثة لبعض الأمهات اللواتي يدخلن في تنافس مع بعضهن البعض في فترة تزويج بنتها الأول بغض النظر عن من هو الشخص الذي سترتبط به ابنتهم او العائلة التي ينتمي اليها هذا الشخص وماهي مؤهلاته ومواصفاته بحيث تضحي بأبنتها وتزوجها في غمر صعاب الحياة معه من دون سابق معرفة لتتحمل « القسمة والنصيب «الوزر الأكبر لكونه الشماعة التي يعلق عليها فشل جميع الزواجات من دون الرجوع الى الأسباب الحقيقية التي يتحمل ذوو الطرفين الجزء الأكبر منها ، اذ يظهر كل منهما أبنه او ابنته وكأنها ملائكة ليس فيهم أي عيوب أو أخطاء ، وان كانت بسيطة فالعريس يصوم ويصلي وناجح في مجال عمله ودراسته وقمة في الاخلاق ، هذا ملخص يقدم من قبل اهل العريس لذوي العروس ، فيما تكون مواصفات العروس من وجهة نظر أهلها انها ربة بيت ناجحة وفتاة مطيعة ومؤدبة وبارعة في فنون الطبخ واعداد الحلويات بأنواعها ،في حين انها لم تدخل المطبخ طوال عمرها ولم تقم بترتيب سريرها حتى ، وهو بالمقابل لم يركع يوماً في حياته ولا يتحمل الجوع للحظات وأبواه مازالا هما من يتحملان مصاريفه .
الى جانب ان بعض الاسر يكون الشرط الأساسي لزواج بناتهن ان يكون زوج المستقبل غنياً ومكتفياً مادياً بحيث يسكنها في بيت خاص بها ويلبي لها جميع احتياجاتها وقبل هذا وذاك عليه وضع رقم كبير للمقدمة « المهر «وكذلك رقم أكبر للمؤخر الذي يمثل الهاجس الأكبر لهم ففي حال وجود « غائب «كبير فانهم بذلك ضمنوا مستقبل ابنتهم في حال طلاقها لذا فأن نية الطلاق مبيتة من قبل ذويها لأنهم اشترطوا المال ولم يشترطوا الاخلاق، والتربية، والعائلة الصالحة.
والاستغراب والاستهجان في كثرة حالات الطلاق ليس وارداً حالياً في ظل التداعيات التي يشهدها المجتمع والانهيار الأخلاقي وتغلب العرف على الدين وكل شيء معقول فالرجل له الحق بالزواج من أربع آما المرأة فمن المصيبة ان تتزوج بأكثر من رجل، ومن المعيب ان تبقى من دون زواج حتى وان اقترنت بشخص فاشل وغير مسؤول وكانت نتائج هذا الزواج أطفالاً مشردين وامرأة تحمل لقب مطلقة….
زينب الحسني

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة