مجلس الأمن يتوعد كوريا الشمالية برد قوي عشية اجتماع طارئ بطلب من واشنطن وطوكيو

بعد إجراءها «نموذجا جديدا لصاروخ بالستي استراتيجي»
نيويورك – وكالات
دان مجلس الامن الدولي بحزم في بيان امس الاول الاثنين تجربة اطلاق الصاروخ التي قامت بها كوريا الشمالية ووعد برد قوي عليها بما في ذلك فرض عقوبات على بيونغ يانغ، وذلك عشية اجتماع مغلق طارئ امس الثلاثاء بدعوة من الولايات المتحدة واليابان.
وكانت كوريا الشمالية اعلنت امس الاول الاثنين انها اختبرت بنجاح نوعا جديدا من الصواريخ قال الخبراء انها تتميز بمدى غير مسبوق يسمح لها بالوصول الى القواعد الاميركية في المحيط الهادئ، مؤكدة انه يمكن تحميله «برأس نووية قوية».
وذكرت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية ان بيونغ يانغ اختبرت بأطلاق هذا الصاروخ الذي دانته الاسرة الدولية «نموذجا جديدا لصاروخ بالستي استراتيجي» مداه «بين المتوسط والبعيد».
وفي بيان اعتمد بأجماع الدول الاعضاء بما فيها الصين حليفة كوريا الشمالية، دان مجلس الامن الدولي «سلوك بيونغ يانغ المزعزع للاستقرار بدرجة كبيرة وتحدّيها الصارخ والاستفزازي لمجلس الامن». وطلب من كوريا الشمالية البرهنة «فورا على التزام جدي بنزع السلاح النووي عبر تحركات عملية».
وقامت كوريا الشمالية مؤخرا بتسريع برنامجيها النووي والبالستي على الرغم من العقوبات المفروضة عليها وتهدف الى حرمانها من مصادر التمويل الاساسية.
وأجرت بيونغ يانغ تجربتين نوويتين وأطلقت عشرات الصواريخ منذ مطلع 2016.
ووعد المجلس في بيانه «بتطبيق كامل للإجراءات المفروضة» على كوريا الشمالية وتوجيه دعوة «حازمة» الى الدول الاخرى للقيام بذلك.
قالت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة نيكي هايلي في مقابلة مع شبكة «ايه بي سي» ان «هناك الكثير من العقوبات التي يمكننا فرضها، سواء في قطاع النفط او الطاقة او الرحلات البحرية او صادراتها».
وقالت وكالة الانباء الكورية الشمالية ان الزعيم كيم جون-اون «اشرف شخصيا على تجربة اطلاق هذا الصاروخ من النوع الجديد» و»عانق مسؤولي البحث البالستي وهو يقول لهم انهم قاموا بعمل شاق لإنجاز امور عظيمة».
ونشرت وسائل الاعلام الرسمية صورا لكيم امام هنغار بالقرب من صاروخ، او يصفق مع ضباط بعد اطلاق الصاروخ الاسود الذي يحمل اسم «هواسونغ-12» امس الثلاثاء. وقالت الوكالة ان التجربة الصاروخية هدفت الى اختبار «التفاصيل التقنية والخصائص» للنوع الجديد «القادر على حمل رأس نووية كبيرة وقوية».
وأكدت الوكالة ان الصاروخ اتبع المسار المرسوم له ووصل الى ارتفاع 2111,5 كلم وحلق لمسافة 787 كلم وسقط «بدقة في المكان المحدد له».
وقال جيفري لويس الباحث في معهد ميدلبري للدراسات الدولية الذي يتخذ من كاليفورنيا مقرا له ان الصاروخ الذي اطلق الاحد الماضي كان الصاروخ «الابعد مدى الذي تختبره كوريا الشمالية».
يرى جون شيلينغ خبير التسلح في منظمة «نورث 38» التابعة لجامعة جون هوبكينز في واشنطن، ان بيونغ يانغ اختبرت على ما يبدو صاروخا متوسط المدى يمكنه «بالتأكيد ان يبلغ القاعدة الاميركية في غوام» في المحيط الهادىء.
وأضاف ان «الاهم من كل ذلك» هو انه «يمكن ان يشكل تقدما مهما على طريق تطوير صاروخ بالستي عابر للقارات».
وتؤكد كوريا الشمالية انها مضطرة لاتباع هذه الاستراتيجية العسكرية بسبب التهديدات الاميركية.
جرت تجربة اطلاق الصاروخ الاحد بعد اربعة ايام على تولي الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-ان في سيول مهامه. وخلافا للرئيسة السابقة، يدعو مون الى الحوار مع الشمال.
الا ان الرئيس الجديد لم يتردد في ادانة التجرية الصاروخية التي وصفها الاحد الماضي بـ»بالعمل الاستفزازي غير المسؤول».
ويأتي ذلك بينما أعلن باحثون في أمن الكمبيوتر امس الاول الاثنين انهم اكتشفوا صلة محتملة لكوريا الشمالية بالهجوم الالكتروني العالمي الذي يستهدف منذ الجمعة عشرات الاف الشركات والمؤسسات الحكومية في كل انحاء العالم.
وقال نيل ميهتا عالم الكومبيوتر لدى غوغل، انه نشر رموزا معلوماتية تُظهر بعض أوجه الشبه بين فيروس «واناكراي» المعلوماتي الذي استهدف 300 الف كمبيوتر في 150 بلدا وبين مجموعة اخرى من عمليات القرصنة المنسوبة الى كوريا الشمالية.
وسارع خبراء آخرون الى استخلاص ان هذه الادلة، رغم انها ليست قاطعة، تثبت ان كوريا الشمالية تقف وراء هذا الهجوم الالكتروني.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة