حالة انهيار كبيرة في صفوف التنظيم المتطرف
نينوى ـ خدر خلات:
اصدرت قيادات تنظيم داعش الارهابي تعليماتها الى عناصرها في الاحياء القليلة الخاضعة لسيطرتهم الجزئية بحرق كل شيء قبل الانسحاب نحو المدينة القديمة بالجانب الغربي من مدينة الموصل، وسط حالة من الانهيار الكبير بصفوفهم.
وقال مصدر امني عراقي مطلع في محافظة نينوى الى “الصباح الجديد” ان “قيادات تنظيم داعش الارهابي في الاحياء القليلة التي يتواجدون فيها في الجانب الغربي من مدينة الموصل تصدر تعليمات بين حين وحين آخر الى عناصرها الميدانية، بعضها يناقض بعضها الاخر”.
واضاف “بعض القيادات تنادي على عناصرها بحرق المقرات ومراكز التجمع ومخازن الاسلحة والاعتدة، فيما بعضها الاخر يحثهم على المقاومة ويهدد باعدام الهاربين من خطوط القتال، الامر الذي يعكس حالة التشرذم في اعلى صفوف قيادات داعش الارهابي”.
واشار المصدر الى ان “التصنت على اتصالات العدو تدعوهم الى احراق الحاسبات الالكترونية وتدمير الوثائق والاختام والخرائط وغيرها، مع تفخيخ بعض المقرات على وجه السرعة، مع حرق مخازن الطعام والتجهيزات العسكرية كالملابس وغيرها، علماً ان القوات الامنية عثرت على مخازن يضم المئات من الملابس العسكرية القندهارية وبعض الدراجات النارية ومخازن الاعتدة، الامر الذي يشير الى ان العدو في حالة ارتباك كبيرة ولا يمكن لعناصرهم تطبيق الاوامر”.
وتابع “العدو في حالة انهيار فعلية في الاحياء الغربية الاخيرة، حيث تم رصد هرب اعداد كبيرة من الدواعش مع عائلاتهم من احياء 17 تموز، الرفاعي، النجار، العريبي، والاقتصاديين الى احياء الموصل القديمة بعد شروع قواتنا الامنية بتحرير ما تبقى من مدينة الموصل صباح اليوم الاحد، علماً ان تعليمات قيادات العدو تدعو عناصرهم الى التوجه الى المدينة القديمة”.
ولفت المصدر الى ان “العدو قام بمصادرة العشرات من المحال التجارية في هذه الاحياء وحولها الى مساكن مؤقتة الى عائلات عناصره المنسحبة باستمرار بعد العثور على اغطية نوم ومستلزمات في الكثير من المحال التجارية بهذه الاحياء، كما ان بعض المحال الاخرى تم تحويلها لورش مؤقتة لتصنيع العبوات الناسفة”.
منوها الى ان “كل خطط العدو باءت بالفشل للمقاومة في هذه الاحياء، حيث كان العدو يعول على الانتحاريين، لكن على وفق نداءاتهم فان اغلب الطرق تم غلقها بضربات جوية احدثت حفرا فيها اعاقت حركة العجلات المفخخة وبالتالي اصطيادها من قبل الطيران الحربي وتحييد هذا السلاح الفتاك واخراجه من المعركة”.
وبحسب المصدر فان “القيادات الاجنبية للتنظيم تنادي باستمرار لتأمين مواقع جيدة لعائلاتهم، وتدعو العناصر المحليين الى مساعدتهم في ايجاد مأوى لعائلاتهم، بعد الفوضى الكبيرة في الاحياء الخمسة المذكورة والتي باتت شبه محررة على يد القوات الامنية المشتركة”.
ناشطون يجددون الدعوة للتدقيق الامني بايمن الموصل
اطلق ناشطون موصليون نداءات مكثفة لجهاز الامن الوطني بتكثيف حملات التدقيق الامني في الاحياء المحررة في الجانب الايمن من مدينة الموصل.
ودعا الناشطون الى الجهات المختصة الى تسريع جهودها بهذا الشأن، بعد رصد العديد من مناصري التنظيم وهم يتجولون في الاحياء المحررة برفقة عائلاتهم وبعضهم متورط باعمال ارهابية ومضايقة المدنيين في اثناء سيطرة داعش على تلك الاحياء.
ولفت الناشطون الموصليون الى قيام عدد من الدواعش السابقين بافتتاح صالات واسواق ومشاريع تجارية صغيرة، بينما لم يكن لهم أية قدرات اقتصادية قبل سيطرة داعش على الموصل، منوهين الى ان هؤلاء حصلوا على الاموال من سرقة ومصادرة املاك الاهالي، وينبغي متابعة كل من يفتتح مشاريع تجارية ومعرفة مصدر اموالهم.
وغالباً ما ينتقد الناشطين الموصليين والاهالي الجهات الامنية في طريقة القاء القبض على الدواعش وروتينها والشروط الواجب توفرها في المشتبه بهم قبل سحبهم للتحقيقات، فيما الاهالي يقدمون معلومات مهمة بهذا الشأن.