تتداخل المواقف في اكثر من ملف من ملفات الازمة السياسية في العراق وتسود اختلافات بين ممثلي المكونات المنضوية في تمثيل سياسي وحزبي داخل قبة البرلمان والحكومة حول التعامل مع اطراف داخلية وخارجية لمرحلة مابعد داعش فعلى الصعيد الخارجي مايزال الموقف والتعامل مع الولايات المتحدة الاميركية تحت ادارة الرئيس ترامب مشوشا ويكتنفه الكثير من الغموض ومنذ زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي الى البيت الابيض تتداعى وسائل الاعلام في عرض تقارير عن مكنونات الزيارة وماتمخض عنها فيما يجتهد محللون ومهتمون بشأن العلاقة بين العراق والولايات المتحدة الاميركية في عرض توقعات وافتراضات تختلط فيها الحقيقة مع بروباغندا تقف وراءها جهات تريد الترويج والوصول الى اهداف سياسية واقتصادية تتمثل بمصالح ومنافع او محاولة التأثير في الداخل العراقي وخلق بلبلة واثارة فتن وصراعات بين اقطاب العملية السياسية في العراق وعلى سبيل المثال يتصاعد الحديث منذ اسابيع وشهور عن الامن في غربي العراق ودور القوات الاميركية في حماية الطريق الرابط بين العراق والاردن (طريق طريبيل) ومنح عقود امنية لشركات اميركية في حماية هذه الطريق فيما يتحدث آخرون عن مرحلة مابعد داعش واعمار المناطق في محافظات نينوى وصلاح الدين والانبار ودور التحالف الدولي ودول الخليج في اعمار هذه المناطق من دون ان تتضح مواقف الحكومة العراقية ومواقف الحكومات المحلية في هذه المحافظات بنحو جلي وثمة ملفات أخرى تتعلق بالواقع الامني والاقتصادي في محافظة البصرة وموضوع الاستثمار في ملف الكهرباء والتداعيات والخلافات العميقة والاهتمام بالواقع الخدمي في محافظات العراق عامة ومايهمنا هنا هو ان تتشكل رؤية عراقية ثاقبة وحكيمة في كل هذه الملفات المختلف حولها وعدم زج المصالح والارتباطات الاقليمية بين احزاب ومجموعات عراقية تمتلك اوراق ضغط ودول الجوار من اجل ابعاد وتقريب الحلول لهذه الازمات وعدم التفكير بمصالح حزبية وفئوية ضيقة تختصر الامور بمساحة دين او قومية او عقيدة او حزب او فصيل واحد وفسح المجال لتشكيل هيئة رأي او مجلس اعلى تتمثل فيه القوى العراقية للنظر بالمصالح الوطنية والاستراتيجية بعيدة المدى وابعاد مثل هذه الملفات الخطيرة عن المناكفات الداخلية او السماح بتوظيف موضوعاتها في وسائل اعلام مغرضة للتأثير على الرأي العام العراقي وتقديم مصلحة العراق وطناً ودولة على المصالح الأخرى وتطمين الشارع بالمسار الذي يجري الاتفاق عليه او اختياره.
د.علي شمخي
مصالح وطنية..!
التعليقات مغلقة