بغداد – الصباح الجديد:
على هامش مشاركته في فعاليات «القمة الثقافية 20177» المنعقدة حالياً في أبو ظبي، عقد وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي، سلسلة من اللقاءات الثنائية مع عدد من الوفود المشاركة في القمة.
رواندزي التقى السيدة أرينا بوكوڤا مدير عام اليونسكو، وبحث معها المستجدات المتعلقة باجتماع الخبراء، الذي عقد في مقر اليونسكو في باريس في شباط الماضي، كما تبادل العلاقات الثنائية مع وزير الثقافة في الجمهورية الجزائرية، لاسيما في المجالات الثقافية والآثارية والسياحية.
وحظي حضور الوزير رواندزي فعاليات القمة الثقافية، بحفاوة بالغة من قبل القائمين على المؤتمر، فضلاً عن اهتمام وسائل الأعلام في دولة الإمارات بالمشاركة العراقية.
وفي كلمة الافتتاح لنورة الكعبي وزيرة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، ورئيسة مجلس إدارة هيئة المنطقة الإعلامية في أبوظبي، قالت: إن من يدمرون التراث والثقافة، إنما يدمرونها بطريقة مختلفة، فنحن نعيش في منطقة للأسف نتلقى من خلالها أخبار تدميرية بصفة يومية. وأضافت متسائلة «لماذا يشاهد أبناؤنا مثل هذه الأخبار التدميرية؟ لذلك فكرنا في نقطة بداية تساعد على إيجاد محتوى دائم مثل عالم سمسم».
وأوضحت الكعبي ان المؤتمر يتميز عما يجري في المؤتمرات الأخرى، بأنه يمد الجسور ويحقق التلاقي ما بين صناع القرار، والمعنيين بإدارة الشؤون الثقافية في بلدان العالم، وصناع الإبداع، ومنتجي الثقافة من فنانين ومبدعين.
وقال رواندزي، في تصريح خاص لموقع الوزارة، إن قمة أبو ظبي جمعت المعنيين من مستويات متعددة، ومن ميادين شتى، وان أهميتها تأتي من إنها تعقد في منطقة مهمة من مناطق الصراع العالمي، مشيراً إلى إن هذه المنطقة لا القمة، كانت تبحث عن اللمسات الإنسانية للثقافة، متمنياً ان تترجم مخرجات القمة الثقافية إلى برنامج عمل ممنهج.
وأعرب رواندزي عن اعتقاده إن دولة الإمارات يُمكن أن تلعب دوراً مهماً في مجال حماية التراث الحضاري، والثقافي في المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة، لافتاً إلى إن الإمارات كانت السباقة في هكذا مبادرات. وأشار في هذا الصدد إلى الصندوق الدولي لحماية التراث الثقافي، الذي أسسته دولة الإمارات بالشراكة مع الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند ومنظمة اليونسكو.
وعد رواندزي إن من أهم ما حققته القمة الثقافية، هي التجارب الحية لمبدعين، ومعنيين بالثقافة، والتجارب الحقيقية، وهي مهمة كونها تدفع باتجاه الواقعية، مشيراً إلى الاحتفالية التي أقيمت مساء الأحد 9/نيسان، وتضمنت عروض أداء، ومناقشات مع الفنانين المقيمين في القمة، وهم: الملحن تان دون، والفنان التشكيلي إدريس خان، ومصمم العروض والأداء ليز ليرمان، فضلاً عن عرض فني بعنوان (هيلينج وارز) من تصميم ليز ليرمان، وبطولة بول هيرلي، وكيث طومسون، وغناء دي جاي تودو.
وعلى هامش فعاليات القمة الثقافية، أجرت صحيفة الاتحاد الإماراتية واسعة الانتشار في دول الخليج، حواراً مطولاً مع الوزير رواندزي، تناول المشهد الثقافي العراقي، فضلاً عن إفراده مساحة مميزة لجهود رواندزي، في مجال صيانة الآثار، وإعادة ترميم تلك التي تعرضت للتدمير على أيدي عصابات داعش الإرهابية، والجهود العراقية والدولية المبذولة للبحث عن حلول لهذه الرموز الاثارية.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر الوفد العراقي المشارك في فعاليات القمة، إن هذه القمة تختلف عن غيرها في اتساع المشاركة، لتمثيل مجتمعات كثيرة، وكذلك مستوى الشخصيات الرفيعة المشاركة. لكن المصادر أشرت اقتصار المشاركة العربية على عدد قليل من الدول العربية.
وأثنت المصادر على تنظيم فعاليات القمة الثقافية، وقالت إن هذا النمط من التنظيم التفاعلي بدرجة عالية، منح أعمال القمة روحية جديدة، كونه لم يقتصر على المسؤولين عن قطاع الثقافة، وإنما جاءت مشاركة عدد كبير من الفنانين والمثقفين لأجل الحوار بين الطرفين المعنيين مباشرة بالشأن الثقافي.