التنظيم يعيش أيامه الأخيرة في الموصل
نينوى ـ خدر خلات:
يستعد تنظيم داعش الارهابي لمعركته الاخيرة بالجانب الغربي من مدينة الموصل، وركز على نشر بقايا فلوله في حي 17 تموز، مع تحذيرات لعناصره من المحليين بعدم الفرار او سيواجهون عقوبة الاعدام مع عائلاتهم في حالة مخالفة التعليمات.
وقال مصدر امني عراقي مطلع في محافظة نينوى الى “الصباح الجديد” ان “قيادات تنظيم داعش الارهابي تستعد للمعركة الاخيرة والفاصلة في الاحياء القليلة الباقية تحت سيطرتها في الجانب الغربي من مدينة الموصل، وانهم في حالة تشبه الى حد كبير حالة النفير العام”.
واضاف “بعد ان خسر العدو اغلب احياء المدينة، فان المنطقة التي بحوزتهم باتت تضيق بهم حيث المئات من عناصره يتجمعون بمساحة تعد صغيرة نسبياً بقياسات حروب المدن، وبات العدو يستشعر هزيمته لذا فانهم يستعدون للمعركة الاخيرة والفاصلة، بدليل انهم دعوا الجرحى منهم القادرين على المشاركة في القتال الى حمل سلاحهم والتوجه لخطوط الصد”.
ولفت المصدر الى انه “تم رصد نشر ما تبقى من فلول كتائب داعش، التي بضمنها ارهابيون عرب واجانب في حي 17 تموز، مع نشر ما تبقى من القناصين على اسطح البيوت المأهولة بالسكان، فيما مكبرات الصوت بالاحياء الخاضعة للتنظيم تكبر باستمرار وتزعم ان النصر قريب، داعية العناصر المحليين الى الثبات والمقاومة مهددة الهاربين منهم بالاعدام مع عائلاتهم في حال محاولتهم الاندساس مع النازحين المدنيين”.
مبيناً ان “التنصت على اتصالات العدو تبين انهم يعولون على الانتحاريين الراجلين بكثرة، لتجنب الضربات الجوية على عجلاتهم التي باتت حركتها صعبة، كما ان هنالك شكوى من قياداته الميدانيين بقلة الذخائر والعبوات الناسفة بعد قصف العديد من مخازنهم خلال الاسبوعين الماضيين”.
وبحسب المصدر فان “قيادات داعش اعطت مساحة كبيرة للقيادات الميدانية لاتخاذ أي قرار يرونه مناسباً من دون الرجوع لهم شريطة عدم الانسحاب والتراجع، لان انكسار أي خط صد يعني انكشاف ظهر خطوط أخرى بسبب الحلقة التي باتت تضيق على منطقة تواجد فلولهم”.
ومضى بالقول “قيادات العدو تزعم ان حي 17 تموز سيكون بداية لاعادة سيطرتهم على مدينة الموصل مجدداً، ويبلغون عناصرهم الميدانية بذلك، لحثهم على الصبر والمقاومة، على اعتبار ان هذا الحي كان منطلقاً للسيطرة على المدينة ومن ثم على مساحات شاسعة من العراق قبل اكثر من عامين ونصف العام”.
وكان داعش قد غيّر اسم حي 17 تموز الى حي “الفتح”، لكن بعد بدء معارك تحرير الجانب الايمن وتراجع خطوط قتاله اسماه “حي الثبات”.
وتتحدث تقارير صحفية عراقية عن هجوم مرتقب وكاسح للقوات الامنية المشتركة من شتى المحاور للقضاء على ما تبقى من جيوب داعش في المدينة القديمة من الموصل اضافة الى بضعة احياء أخرى من ابرزها حي 17 تموز، الاصلاح الزراعي، الشفاء، النجار، الهرمات، صناعة وادي عكاب، العريبي.
فيما تقول مصادر متطابقة ان ابرز قوة لما تبقى من فلول داعش بايمن الموصل يتمثل بثلاث كتائب، اغلبهم من الارهابيين العرب والاجانب، وهذه الكتائب هي الكتيبة الاوزبكية، كتيبة الايغور، وكتيبة طارق بن زياد والتي يتحدث اغلب عناصرها باللغة الفرنسية، فضلا عن العشرات من المقاتلين المحليين.
ويحذر ناشطيين موصليون من مساعٍ للارهابيين المحليين بالعبور الى القوات الامنية العراقية بواسطة هويات احوال مدنية مصادرة من قبل المواطنين المحاصرين، او بواسطة مستمسكات مزورة بنحو متقن وتحمل اسماءً مستعارة لتجنب كشف اصحابها عند التدقيق الامني الروتيني.
فيما لا توجد أية فرصة للنجاة للارهابيين العرب والاجانب، لهذا من المرجح ان يقاتلوا الى حد الموت، علماً ان بعضهم نجح بتهريب عائلاتهم بطرائق معقدة قبل اطباق الحصار الكامل على مدينة الموصل.