النفط العراقي إلى آسيا عبر بورصة دبي

«أوبك»: سوق الخام العالمية تتجه نحو التوازن
بغداد ـ الصباح الجديد:

قالت مصادر تجارية أمس الجمعة إن شركة تسويق النفط العراقية (سومو) باعت مليوني برميل من خام البصرة الخفيف تحميل حزيران بعلاوة فوق سعر البيع الرسمي في مزاد ببورصة دبي للطاقة.
وأوضحت عدة مصادر تعمل في السوق أن الشحنة بيعت عند 31 سنتا فوق السعر الرسمي لشهر حزيران بوجهة ثابتة إلى آسيا ولمشتر غير معروف.
قد يتحسن الطلب الآسيوي على الخام في الشهر المقبل حسبما ذكر أحد المصادر، مضيفا أن موعد تحميل الشحنة في 26 حزيران يمنح المشتري وقتا كافيا لإعادة بيع النفط.
وذكرت رويترز، أنه لم يتسن الاتصال بـ «سومو» خارج ساعات العمل الرسمية للحصول على تعقيب.
وكانت مصادر تجارية قالت من قبل إن الخطوة قد تكون اختبارا لمبيعات النفط العراقية في المستقبل حيث قد تُستخدم بورصة دبي للطاقة كمنصة لاستكشاف السعر.
الى ذلك، أكد وزير النفط جبار علي اللعيبي، التزام العراق بما سيسفر عنه إجماع الآراء عندما تعقد «أوبك» اجتماعها في فيينا الشهر المقبل.
وأضاف اللعيبي أن العراق، ثاني أكبر منتج في «أوبك»، ملتزم التزاماً كاملاً باتفاق خفض المعروض الذي تقوده المنظمة.
في الشأن ذاته، قال الرئيس التنفيذي لـ «أرامكو السعودية» أمين الناصر إن سوق النفط تتحرك نحو استعادة التوازن بين العرض والطلب، مدعومة بالاتفاق المبرم بين «أوبك» ومنتجين خارجها على خفض الإنتاج.
وأشار الناصر خلال مؤتمر في باريس إلى أن «السوق تتحرك صوب استعادة التوازن.. أرى سوق النفط تشير صوب الصعود وأتوقع أن تواصل التحسن».
وأضاف في إشارة إلى التخفيضات التي تقودها «أوبك»، أن «عودة الثقة هذه مدفوعة بتحسن العوامل الأساسية ويسرعها اتفاق الإنتاج الذي تم التوصل إليه العام الماضي.»
وبرغم تقلب أسعار النفط في الأمد القصير، قال الناصر إن المخزونات العائمة سجّلت انخفاضاً سريعاً في الربع الأول من هذا العام. وانخفضت أسعار النفط أمس بسبب مخاوف مرتبطة بتخمة المعروض في الأسواق العالمية، لكنّ المتعاملين قالوا إن الأسعار لقيت دعماً على ما يبدو حول المعدلات الحالية.
وذكر الناصر أن قطاع النفط يحتاج لمواصلة ضخ استثمارات طويلة الأجل، برغم تقلبات الأسعار في الأمد القصير، مؤكداً أن «هناك حاجة إلى تطوير طاقة إنتاجية للنفط تقدر بواقع 30 مليون برميل يومياً على مدى السنوات الخمس المقبلة فقط.. والمشاريع الاستثمارية الصغيرة القصيرة الأمد ذات رأس المال المنخفض لن تتيح تحقيق ذلك»، مشيراً إلى أن نقص الاستثمار بسبب الأسعار يهدد أمن الطاقة العالمي.
وتمّ إلغاء أو تأجيل مشاريع نفط بقيمة تزيد على تريليون دولار منذ منتصف 2014، حين هبطت أسعار النفط من فوق 100 دولار للبرميل. وقال الناصر إن النفط سيضطلع بدور رئيس في تلبية الطلب العالمي على الطاقة في المستقبل، مؤكداً أن «النتيجة واضحة: الطلب على النفط سيواصل النمو.. وبمستويات جيدة نوعاً ما، في المستقبل المنظور».

«برنت»: 52 دولاراً
ارتفعت أسعار النفط أمس الجمعة، لكنها ما زالت تتجه صوب تكبد خسارة للأسبوع الثاني على التوالي بفعل المخاوف من أن تخفيضات الإنتاج بقيادة «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) لم تنجح في معالجة تخمة المعروض في السوق.
وسجل الخام الأميركي «غرب تكساس» الوسيط 49.43 دولار للبرميل بزيادة 46 سنتاً تعادل 0.94 في المئة عن الإغلاق السابق. لكن الخام ما زال بصدد خسارة أسبوعية ضئيلة وهو منخفض نحو ثمانية في المئة عن ذروة نيسان.
وبلغ خام «برنت» 51.91 دولار للبرميل مرتفعاً 47 سنتاً أو 0.91 في المئة. و«برنت» منخفض نحو 8.5 في المئة عن ذروة نيسان ويتجه هو الآخر إلى خسارة أسبوعية ضئيلة أيضاً ستكون الثانية على التوالي.
وقال متعاملون أن مكاسب أمس جاءت بفعل قول «أوبك» أنها ترغب في التوصل إلى اتفاق لخفض فائض إمدادات الوقود.
وكانت (أوبك) ومنتجون آخرون من بينهم روسيا اتفقوا على خفض الإنتاج نحو 1.8 مليون برميل يومياً في النصف الأول من السنة. لكن «أوبك» تواجه ضغوطاً لتمديد التخفيضات بحيث تشمل 2017 بأكمله من أجل تصريف الإمدادات الزائدة.
وقال غريغ مكينا، كبير محللي السوق لدى «أكسي تريدر» للوساطة في العقود الآجلة: «أوبك… قالت عملياً أن خفض الإنتاج سيُمدد في مواجهة إعادة تشغيل حقل نفط ليبي كبير واستمرار زيادة إنتاج النفط الصخري الأميركي».
ويرجع استمرار تخمة المعروض جزئياً إلى تنامي الإنتاج الأميركي الذي زاد 10 في المئة منذ منتصف 2016 إلى 9.27 مليون برميل يومياً.

الحاجة إلى «الخفض»
إلى ذلك، قال الأمين العام لمنظمة «أوبك» محمد باركيندو إن تخمة مخزونات النفط العالمية تتقلص، لكن المخزونات ما زالت في حاجة إلى الانخفاض أكثر صوب متوسط خمس سنوات، مضيفاً أن «بالرغم من أن السوق تتجه نحو التوازن كما هو واضح والاستثمارات تعود ولا سيما في المشاريع السريعة، فمن المهم ألا نحيد عن أهدافنا المرجوة. نريد رؤية العودة للاستثمارات الطويلة الأمد».
وأكد كلّ من وزير النفط العراقي جبار اللعيبي ووزير النفط الأنغولي جوزيه ماريا بوتيلو دي فاسكونسيلوس، التزام بلادهما بما سيسفر عنه إجماع الآراء عندما تعقد «أوبك» اجتماعها في فيينا الشهر المقبل.
وأضاف اللعيبي أن العراق، ثاني أكبر منتج في «أوبك»، ملتزم التزاماً كاملاً باتفاق خفض المعروض الذي تقوده المنظمة، في حين توقع دي فاسكونسيلوس تمديد الاتفاق.
من جانبه، قال نائب وزير النفط الإيراني للمؤتمر ركن الدين جوادي، إن بلادة تتوقع توقيع أول اتفاقاتها النفطية تحت نموذج عقد البترول الجديد في غضون شهر. وبرغم التلميحات التي توحي بتمديد الاتفاق وتحسن الأسواق، إلا أن إنتاج النفط الصخري الأميركي يرخي ظلاله على الأسواق.
وقال مؤسس شركة «ريشتاد إنرجي» لاستشارات النفط والغاز إن إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة يزيد بوتيرة أسرع من المتوقع، ويزيد حصته من السوق العالمية، ما يعزز أخطار نشوب «حرب إمدادات» مع «أوبك» ودفع أسعار النفط إلى الانخفاض.
وتتوقع الشركة أن يزيد إنتاج النفط الصخري الأميركي 100 ألف برميل يومياً كل شهر حتى نهاية العام وفي 2018 إذا تماسكت أسعار النفط قرب 50 إلى 55 دولاراً للبرميل، وهو ما يزيد كثيراً عن تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية لزيادة نحو 29 ألف برميل يومياً في 2017 و57 ألف برميل يومياً في 2018.

تراجع الاكتشافات
وأشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أن اكتشافات النفط العالمية تراجعت إلى مستوى قياسي منخفض في 2016، في الوقت الذي تقلص فيه الشركات الإنفاق وأعداد مشروعات النفط التقليدية التي تمّت الموافقة عليها إلى أدنى مستوى في أكثر من 70 عاماً، محذرة من أن الاتجاهين قد يستمران هذا العام.
وأكدت الوكالة أن اكتشافات النفط هبطت إلى 2.4 مليار برميل في 2016 مقارنة بالمتوسط البالغ تسعة مليارات برميل سنوياً، على مدى الخمسة عشر عاماً الماضية.
وأشارت الوكالة إلى أن «حجم الموارد التقليدية التي تمت الموافقة على تطويرها في العام الماضي هبط 30 في المئة عن العام السابق إلى 4.7 مليار برميل، مع انخفاض عدد المشاريع التي تلقت قراراً استثمارياً نهائياً إلى أدنى مستوى منذ الأربعينيات».
وأوضحت أن التباطؤ الحاد في نشاط قطاع النفط التقليدي جاء نتيجة لانخفاض الاستثمارات بفعل تراجع أسعار النفط، مضيفة أن هذا سبب آخر للمخاوف في شأن أمن الطاقة في وقت تتصاعد فيه الأخطار الجيوسياسية ببعض الدول الرئيسة المنتجة مثل فنزويلا.

أرباح شركات
وأعلنت شركة النفط والغاز الفرنسية العملاقة «توتال» عن صافي ربح فاق التوقعات للربع الأول من العام بفضل تعافي أسعار الخام، ما سمح لها بالموافقة على أول مشروع رئيس لها منذ 2014، مشيرة إلى أنها تدرس المشاركة في طرح «أرامكو السعودية».
وارتفع صافي الربح 56 في المئة إلى 2.6 مليار دولار، مقارنة بالفترة ذاتها من 2016، مع ارتفاع أسعار خام برنت 58 في المئة في المتوسط خلال الفترة.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة باتريك بوياني إن «قوة الموازنة العمومية والسعي الحثيث لخفض الكلفة يسمحان للمجموعة بإطلاق مشاريع جديدة والاستحواذ على موارد، مع الاستفادة الكاملة من انكماش الأسعار الحاصل في قطاع النفط».
وأضاف أن الشركة قد تدرس شراء حصة في الإدراج المزمع لجزء من «أرامكو السعودية»، مشيراً إلى أن الأمر سابق لأوانه لأن السوق ما زالت تنتظر تفاصيل كيفية إجراء الطرح العام الأولي، لكنه أضاف أنها قد تصبح شراكة مهمة بالنسبة للشركة في السعودية.
وانخفضت العقود الآجلة لخام «برنت» 47 سنتاً إلى 51.35 دولار للبرميل بعد المؤتمر مباشرة.
وفي شان قريب، قالت ثلاثة مصادر مطلعة أمس إن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) تخطر المشترين في آسيا أنها ستخفض إمدادات حزيران من جميع الخامات – مربان وداس وزاكوم العلوي – عشرة بالمئة.
وكانت أدنوك خفضت إمدادات أيار من خامي مربان وداس سبعة بالمئة.
وأفادت حسابات أجرتها رويترز من واقع بيانات بورصة دبي للطاقة امس أن سعر البيع الرسمي للخام العماني في حزيران سيرتفع 1.11 دولار إلى 52.82 دولار للبرميل.
سعر البيع الرسمي لشحنات حزيران من الخام العماني هو متوسط سعر التسوية اليومي للخام على مدى نيسان لشهر أقرب استحقاق.
وتشير الحسابات إلى أن سعر البيع الرسمي لخام دبي، المحدد بخصم 0.20 دولار للبرميل عن سعر الخام العماني في بورصة دبي للطاقة، سيبلغ 52.62 دولار للبرميل في حزيران.
من جانبها، قالت شركة «غازبروم» الروسية العملاقة للغاز، إن صافي الربح قفز 21 في المئة العام الماضي متجاوزاً التوقعات ليصل إلى 951.64 مليار روبل (16.7 مليار دولار) بفضل خفض التكاليف وقوة الروبل.
وخفض ارتفاع الروبل مدفوعات «غازبروم» من الديون المقومة بالعملة الأجنبية. وفي العام 2016، انخفض الدولار 17 في المئة مقابل الروبل وفقد اليورو خمس قيمته مقابل العملة الروسية.
وقالت «غازبروم» إن صافي الدين انخفض سبعة في المئة في 2016 إلى 1.93 تريليون روبل.
وقال ألكسندر كورنيلوف من «أتون» للسمسرة في موسكو إن «نصف أرباح غازبروم أو حوالى 454 مليار روبل في 2016 جاءت من إيرادات بالعملة الأجنبية بفضل قوة الروبل».
وتراجع سهم «غازبروم» في المئة ليتجاوز أداء السوق التي هبط مؤشرها 0.65 في المئة.
وقالت الشركة إن أحجام مبيعات الغاز إلى أوروبا زادت كثيراً بفضل طقس أكثر برودة وضعف الأسعار.
وفي العام الماضي، وصلت إمدادات الغاز إلى أوروبا وتركيا إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق عند 179 مليار متر مكعب.
وزادت مبيعات الشركة إلى 6.11 تريليون روبل في 2016 من 6.07 تريليون روبل في 2015.

تخمة المعروض
توقع مسح أجرته رويترز أمس الجمعة توازن العرض والطلب بسوق النفط بنهاية العام الحالي إذا قررت أوبك وشركاؤها تمديد اتفاق تقليص إنتاج الخام.
لكن احتمال رفع الإنتاج من خارج أوبك بقيادة منتجي النفط الصخري الأميركيين قد يواصل عرقلة إعادة التوازن حسبما ذكر المحللون.
وتوقع مسح رويترز الذي شمل 35 اقتصاديا ومحللا أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 57.04 دولار للبرميل في 2017 مقارنة مع توقع الشهر الماضي البالغ 57.25 دولار ومع متوسط يبلغ نحو 55 دولارا منذ بداية العام الحالي.
ومن المتوقع أن يبلغ متوسط سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 54.73 دولار للبرميل في 2017 انخفاضا من متوسط توقعات الشهر الماضي البالغ 55.29 دولار.
الى ذلك، قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح امس، إن «من المرجح أن يرتفع الطلب العالمي على النفط في النصف الثاني من العام مقارنة مع النصف الأول».
وقال الفالح الذي كان يتحدث في أستانة «نحن على ثقة من أن الطلب على النفط في النصف الثاني سيكون أعلى من النصف الأول».

صادرات إيران
نمت واردات الخام الإيراني من قبل مشتريه الأربعة الرئيسيين في آسيا نحو 27 بالمئة في آذار عنها قبل عام مع استفادة طهران من إعفائها من اتفاق خفض الإنتاج بين أوبك وبعض كبار المنتجين الآخرين.
واستورد مشترو الخام الإيراني الأربعة الكبار – الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان – 1.97 مليون برميل يوميا الشهر الماضي حسبما أظهرته بيانات حكومية وملاحية.
ويقل ذلك قليلا عن شباط عندما باعت إيران أكبر كميات في الخارج منذ 2010 وفقا لأرقام وكالة الطاقة الدولية.
واستوردت تلك الدول الأربعة 1.87 مليون برميل يوميا في الربع الأول من السنة بزيادة 47 بالمئة عن الفترة نفسها من 2016.
أُعفيت إيران من اتفاق منظمة البلدان المصدرة للبترول ومنتجين آخرين من بينهم روسيا على خفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يوميا من أول كانون الثاني.
كان ذلك نصرا لطهران التي قالت إنها بحاجة إلى استعادة الحصة السوقية التي فقدتها إبان العقوبات الغربية المتعلقة ببرنامجها النووي.
وأظهرت بيانات من وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية أمس ارتفاع واردات النفط الخام اليابانية من إيران 13.2 بالمئة على أساس سنوي في آذار لتصل إلى 224 ألفا و604 براميل يوميا.

احتياطي الخام الصيني
وأمس أيضاً، قالت وزارة التجارة الصينية إن الصين عززت احتياطياتها النفطية الستراتيجية بمقدار 1.28 مليون طن في النصف الأول من العام الماضي وذلك في أول تحديث لبيانات أحد أكبر الاحتياطيات النفطية في العالم خلال أكثر من ستة أشهر.
وبحلول منتصف 2016 أصبح لدى الحكومة 33.25 مليون طن من النفط الخام بما يعادل 242 مليون برميل ارتفاعا من 31.97 مليون طن في بداية 2016.
يشير ذلك إلى معدل ملء قدره 52 ألف برميل يوميا في المتوسط.
كان التحديث السابق للبيانات الحكومية في أيلول من العام الماضي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة