إسماعيل زاير
قبل أكثر من ثلاثين عاماً امتدت يد الفاشست العفالقة الى جسد المناضل البطل ظافر النهر .. ظافر كان قائداً معارضا للدكتاتورية وفدائياً في الثورة الفلسطينية نذر نفسه لقضية شعبه ولبقية الشعوب المكافحة ضد الرجعية والدكتاتورية والاستعمار .. اتبع وعائلته من أبناء حسن النهر الذي هو واحد من أنبل الآباء وأشرف المربين، طريق الشرف والمواجهة ضد الظلم والابتذال والتعسف .
عندما جرى إعدامه في العام 1982 كان قد تبقى من جسده قليل من السمات والأعضاء ولم تشهد عيونه لحظة فدائه للعراق لأن الجزارين من جلاوزة ناظم كزار كانوا قد اقتلعوا عينيه . عند ذلك اليوم المشؤووم أبلغ أحمد حسن البكر الوسطاء الكثر أنه ليس قادرا على الوفاء بوعده الذي قطعه بإطلاق سراحه وأن الوقت قد فات .. كان بين الوسطاء أمين عام الحزب الشيوعي العراقي عزيز محمد الذي عاد على عقبيه مدحوراً بعد أن علم أن صدام حسين استعجل قتل المناضل وسحبه مع ثلاثة من رفاقه بملابس النوم ليذهب الى المقصلة. كان صدام يسابق الزمن ضد الرئيس البكر حتى لا يسمح له بتلبية طلبه الملح.
عاش ظافر ومات مناضلاً مكافحا وخلاقا وهو عندما فارق الحياة لم يكن عمره قد تجاوز الخمسة والعشرين عاماً . وكان شقيقه المناضل معين قد سبقه الى ساحة الفداء سقط فيها بعد معركة مشرفة في مدينة الحرية قاوم في أثنائها حتى نفذت ذخيرته. وعندما سقط كانت ثلاث عشرة رصاصة قد اخترقت جسده الطاهر .
قاوم ظافر النهر التردد والارتباك في أوساط الشيوعيين واليساريين وحارب بقوة معتقده وسلاحه محاولات التحالف مع حزب البعث آنذاك. وضرب لرفاقه المثال على ما كان يؤمن به ويتبناه حتى جرى تسليمه بعد خيانة من حلفاء سياسين اعتادوا وقتذاك اغتيال اليساريين بالتعاون مع البعث العفلقي .
في مماته اتحد كل الشرفاء وحيوا جرأته ونهجه وأحيوا اسمه بتبني ظافر في خلفائهم الجدد القادمين الى أرض العراق وكيانه.
المجد لظافر ولرفاقه الشهداء والعار والخزي للذين خانوا عهود النضال وارتكبوا جرائم يندى لها الجبين كجريمة اغتيال ظافر.
الشهيد في شبابه