متابعة الصباح الجديد:
كركوك إحدى محافظاتِ العراق الشمالية، يسكنها الكرد والتركمان والعرب والكلدوآشوريين، وحسب الدلائل الملموسة فان كركوك مدينة قديمة تاريخيا وجغرافيا وثقافيا عرفت باسم «عرفة» واسماء اخرى ويقدر عمرها بأكثر من 5000 سنة، وكانت كركوك عاصمة لولاية شهرزور أبان الحكم العثماني.
وبسبب أهمية موقعها الجغرافي بين إمبراطوريات البابليين والأشوريين والميديين فإن كركوك شهدت معارك عديدة بين تلك الإمبراطوريات المتصارعة التي سيطرت على كركوك وتعاقبت على حكمها.
وتشتهر كركوك بإنتاج النفط، حيث يوجد فيها ستة حقول نفطية أكبرها في مدينة كركوك.
وهذه الأيام عاد الحديث وبشكل عن علاقتها ادارياً بعد دخول البيشمركة اليها وقلق المكونات التي عاشت لفترات طويلة مع بعض من تغيير هويتها, لهذا المكون او لآخر, حيث أوضح فلاح مصطفى حرص الاقليم على تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي، التي تفرض إجراء استفتاء على مسألة ضم كركوك لكردستان أو تبعيتها للحكومة الاتحادية، وهو أمر اعتبر أن بغداد ماطلت في فكرة تنفيذه منذ تم وضع الدستور.
ولفت مصطفى مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان في مقابلة مع وكالة الأناضول التركية إلى أن الكلمة الأخيرة ستكون لمواطني كركوك فيما لو أرادوا أن يصبحوا جزءا من إقليم كردستان أم لا، مبينا ان المسألة كانت في تنفيذ المادة 140، وأبدى الكرد كل المرونة والتساهل الا ان بغداد لم تكن راغبة في حل وحاولت عرقلة هذه المسيرة، حسب قوله.
واعتبر أن الظروف باتت مهيأة لاجراء هذا الاستفتاء فالوضع الأمني في كركوك أحسن الآن من السابق، مشيرا الى انه في الوقت المناسب، ستكون هنالك عملية استفتاء يقرر مواطنو كركوك من خلالها مستقبلهم.
واعتبر مصطفى تهديد «داعش» جديا وخطيرا وقال إن الإقليم بحاجة إلى الدعم ليتمكن من مواجهة «داعش»، موضحا انه صحيح أن قوات البيشمركة مستعدة للدفاع عن إقليم كردستان وحماية مواطني كردستان، ولكن هذا التهديد تهديد مباشر ليس على الإقليم فحسب بل على العراق والمنطقة.
وتابع انه يجب أن يكون هنالك تنسيق وتعاون من أجل الوقوف بوجه هذه المنظمة «الإرهابية».
واكد مصطفى، إن العراق اليوم يعيش في ظل خارطة سياسية وأمنية جديدة، وإن الكرد بصدد إعادة النظر في علاقة أربيل ببغداد بسبب «فشل» الحكومة العراقية في الاستجابة لمطالبهم.
وأضاف مصطفى, ان الكرد في ظل الظروف الراهنة في العراق، لم يروا أي أمل في حل مشاكلهم، لافتا الى فشل النظام الفدرالي التعددي الديمقراطي الذي كانوا يتمنون أن يستجيب لمطالبهم
واضاف ان الكرد يبحثون عن إعادة نظر في العلاقة بين اربيل وبغداد وحل مشاكلهم.
وتحدث مصطفى في واشنطن عقب انتهاء وفد إقليم كردستان من لقائه مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وقال إن سبب زيارتهم للعاصمة الأمريكية هو بحث التطورات الأخيرة في العراق والعملية السياسية وموقف الكرد.
وأشار إلى صعوبة عودة الأوضاع لما قبل اجتياح تنظيم «داعش» بالقول ان الكرد غير مستعدين للعودة إلى ما قبل 9 حزيران، مطالبا أن يكون هنالك المزيد من السلطات السياسية والاقتصادية والسيادية لدى حكومة إقليم كردستان.
وشدد على احترام الهوية الكردية التي قال انها يجب أن تنعكس على جميع الترتيبات المستقبلية وإلا فإن هذا سيكون وصفة للكورد وغيرهم لينفصلوا.
وفيما يخص كركوك،